السياحة العلاجية هي نوع من أنواع السياحة الذي يجمع بين السفر والحصول على الخدمات الطبية أو العلاجية في بلد آخر غير بلد الإقامة، وتشمل سفر الأشخاص إلى وجهات مختلفة حول العالم للحصول على علاجات طبية متنوعة، سواء كانت جراحات تجميلية، عمليات قلب مفتوح، زراعة أعضاء، علاجات الأسنان، أو حتى العلاجات الطبيعية والاستشفائية.

تنقسم السياحة العلاجية إلى عدة أنواع رئيسية تلبي احتياجات مختلفة للمرضى، النوع الأول هو السياحة الطبية التي تركز على العلاجات الطبية المتقدمة والجراحات المعقدة، حيث يسافر المرضى للحصول على علاجات غير متوفرة في بلدانهم أو للاستفادة من خبرات طبية متميزة.

النوع الثاني هو سياحة العافية والاستشفاء التي تشمل المنتجعات الصحية، العلاج بالمياه المعدنية، والعلاجات الطبيعية، ويختص النوع الثالث بالعلاجات التجميلية والتي تشهد إقبالاً متزايداً، خاصة في دول آسيا وأمريكا اللاتينية حيث تتوفر خدمات عالية الجودة بأسعار معقولة.

السياحة العلاجية في الأردن
يحتل الأردن مكانة متميزة في خريطة السياحة العلاجية الإقليمية والعالمية، حيث يجمع بين الخبرات الطبية المتقدمة والموقع الاستراتيجي والثقافة العربية الأصيلة، واستطاعت المملكة أن تبني سمعة جيدة في هذا المجال على مدى عقود، وتعتبر اليوم من أبرز الوجهات الطبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نتيجة الاستثمارات في القطاع الصحي وبناء قدرات طبية عالية المستوى تنافس أفضل المراكز الطبية في العالم.

تتمتع الكوادر الطبية الأردنية بسمعة ممتازة على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث يعتبر الأطباء الأردنيون من بين الأكثر كفاءة ومهارة في المنطقة، ومعظم الأطباء المتخصصين حاصلون على شهادات من جامعات مرموقة في أوروبا وأمريكا الشمالية، ويخضعون لبرامج تدريب مستمرة لمواكبة أحدث التطورات الطبية، والجامعات الأردنية مثل الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا تخرج سنوياً مئات الأطباء والممرضين المؤهلين تأهيلاً عالياً، بينما تستقطب المملكة أيضاً خبرات طبية من مختلف أنحاء العالم للعمل في مستشفياتها ومراكزها الطبية المتخصصة.

المستشفيات والمراكز الطبية في الأردن تتميز بمستوى عالٍ من التطور التقني والتجهيزات الحديثة، وتُعتبر مدينة الحسين الطبية من أكبر المجمعات الطبية في المنطقة وتضم مستشفيات متخصصة في جميع المجالات الطبية، بينما مستشفى الأردن ومستشفى الملك حسين للسرطان يعتبران من أبرز المراكز الطبية المتخصصة في المنطقة، وتضم عمان والمدن الأردنية الأخرى مستشفيات خاصة حديثة مثل مستشفى الإسراء ومستشفى العبدلي ومستشفى الأردن، والتي تقدم خدمات طبية على أعلى المستويات العالمية.

التكلفة المعقولة للعلاج في الأردن تشكل عاملاً جاذباً مهماً للمرضى من مختلف أنحاء العالم، رغم الجودة العالية للخدمات المقدمة، تبقى التكلفة أقل من نظيراتها في أوروبا وأمريكا الشمالية، وحتى من بعض الدول المجاورة، مما يجعل الأردن خياراً مثالياً للمرضى الذين يبحثون عن علاج عالي الجودة دون تحمل أعباء مالية باهظة، كما أن العديد من المستشفيات تقدم باقات علاجية شاملة تتضمن الإقامة والوجبات والرعاية الطبية، مما يسهل على المرضى وذويهم التخطيط المالي للرحلة العلاجية.

تغطي التخصصات الطبية المتقدمة في الأردن مجالات واسعة ومتنوعة، ويُعد مجال زراعة الأعضاء من أبرز نقاط القوة في الطب الأردني، حيث تتم عمليات زراعة الكلى والكبد والقلب بنجاحات عالية، جراحة القلب والأوعية الدموية تشهد تطوراً مستمراً، مع توفر أحدث التقنيات مثل القسطرة القلبية والجراحة بالمنظار، طب الأورام متقدم جداً، خاصة في مستشفى الملك حسين للسرطان الذي يعتبر مرجعاً إقليمياً في علاج السرطان، كما تتطور تخصصات الطب التجميلي والترميمي، وطب الأطفال، وطب النساء والولادة، وطب العيون، وطب الأسنان بوتيرة متسارعة.

ماهي أشهر أماكن السياحة العلاجية في الأردن
البحر الميت 
يُعتبر الوجهة الأشهر والأكثر تميزاً للسياحة العلاجية في الأردن على الإطلاق، ويقع في أخفض نقطة على سطح الأرض، على عمق 430 متراً تحت مستوى سطح البحر، مما يخلق بيئة علاجية استثنائية لا توجد في أي مكان آخر في العالم، فالمياه العالية الملوحة و الطين الأسود الغني بالمعادن والهواء المشبع بالأكسجين والبروم يشكلون مزيجاً علاجياً طبيعياً مثالياً لعلاج العديد من الأمراض.

كما أن الأملاح المعدنية في البحر الميت تحتوي على تراكيز عالية من المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والبروم، والتي ثبت علمياً فعاليتها في علاج أمراض الجلد مثل الصدفية والأكزيما والتهاب الجلد التأتبي، بالإضافة إلى أمراض المفاصل والروماتويد والتهاب الفقار اللاصق.

منتجعات البحر الميت الطبية
تقدم برامج علاجية متخصصة ومتكاملة تجمع بين العلاج الطبيعي والطب الحديث، ويُعد منتجع البحر الميت سبا من أقدم وأشهر هذه المنتجعات، ويقدم برامج علاجية مدتها من أسبوعين إلى أربعة أسابيع تحت إشراف طبي متخصص، منتجع كمبنسكي عشتار وفندق موفنبيك البحر الميت يوفران خدمات سبا عالمية المستوى مع علاجات طبيعية باستخدام منتجات البحر الميت.

وهناك منتجع الدريد الصحي متخصص في العلاجات الطبية الطبيعية ويستقبل مرضى من جميع أنحاء العالم للعلاج من أمراض مختلفة.

الحمامات المعدنية الساخنة في مأدبا 
تشكل الوجهة الثانية الأهم للسياحة العلاجية في الأردن، وتقع حمامات ماعين على بعد 58 كيلومتراً جنوب عمان، وتتدفق مياهها الساخنة من سفوح الجبال بدرجة حرارة تصل إلى 63 درجة مئوية، هذه المياه غنية بالكبريت والمعادن الأخرى التي تساعد في علاج أمراض المفاصل والروماتيزم والأمراض الجلدية ومشاكل الجهاز التنفسي.

ويوفر منتجع ماعين سبا علاجات متخصصة باستخدام هذه المياه المعدنية، بالإضافة إلى خدمات الاسترخاء والعلاج الطبيعي، كما تخلق الشلالات الساخنة الطبيعية مناظر طبيعية خلابة تساعد على الاسترخاء والشفاء النفسي إلى جانب الفوائد الجسدية.

حمامات الحمة الأردنية في الأغوار الشمالية
تُعتبر من أقدم المواقع العلاجية الطبيعية في المنطقة، حيث استخدمها الرومان واليونانيون القدماء للعلاج والاسترخاء، تقع هذه الحمامات على بعد 100 كيلومتر شمال عمان، وتتميز بمياهها المعدنية الساخنة الغنية بالكبريت والرادون، وتتراوح درجة حرارة المياه بين 45-50 درجة مئوية، وهي مثالية لعلاج أمراض المفاصل والعضلات والجهاز العصبي.

العاصمة عمان
تضم أهم المراكز الطبية والمستشفيات المتخصصة في الأردن، مما يجعلها المركز الرئيسي للسياحة العلاجية التقليدية، إذ تُعتبر مدينة الحسين الطبية أكبر مجمع طبي في الأردن وتضم عدة مستشفيات متخصصة بما في ذلك مستشفى الملكة علياء العسكري ومستشفى الأمير راشد بن الحسن العسكري.

وتقدم هذه المدينة الطبية خدمات في جميع التخصصات الطبية وتستقبل مرضى من جميع أنحاء المنطقة للعلاج من الحالات المعقدة.

المستشفيات الخاصة في عمان
 تلعب دوراً هاماً في السياحة العلاجية، حيث تقدم خدمات عالية الجودة في بيئة مريحة وفاخرة، ويُعتبر مستشفى الإسراء من أبرز هذه المستشفيات ويقدم خدمات في معظم التخصصات الطبية مع التركيز على الجودة والخدمة المميزة، كما يقدم أيضاً مستشفى العبدلي ومستشفى الأردن خدمات متطورة ويستقبلان مرضى دوليين بانتظام.

الكرك في جنوب الأردن 
يضم مستشفى الكرك الحكومي الذي يخدم المنطقة الجنوبية من المملكة، بالإضافة إلى عدة مراكز طبية متخصصة، وتشهد المدينة تطوراً في القطاع الصحي مع افتتاح مراكز طبية حديثة تقدم خدمات في تخصصات مختلفة، كما أن موقع الكرك الاستراتيجي يجعلها نقطة وصول مناسبة للمرضى القادمين من المناطق الجنوبية والدول المجاورة.

العقبة على ساحل البحر الأحمر
تطور القطاع الصحي للعقبة بوتيرة متسارعة لخدمة المنطقة الاقتصادية الخاصة والسياح، حيث تقدم مستشفى العقبة الإسلامي ومراكز طبية أخرى خدمات طبية أساسية، بينما تشهد المدينة استثمارات جديدة في القطاع الصحي، ويوفر الطقس المعتدل في العقبة بيئة مناسبة للنقاهة والاستشفاء، خاصة لكبار السن والمرضى الذين يحتاجون لفترات نقاهة طويلة.