في وسط الصحراء، في الجفاف والقحط والرمال المتناثرة، وعلى بعد أكثر من 140 كيلو متر من مركز محافظة المفرق تقع بئر الثميلة، أحد عجائب الصحراء والتي تنتج الماء للبدو من سكان المنطقة التي لا تصلها طرق اسفلتية ولا تغطية هواتف محمولة ولا بشر إلا قليل.
الثميلة يا صديقي هي البئر المنصوبة في الصحراء الحارقة والرمال حولها، ماء عذب صافي ومنظر جميل ومريح للعين والنفس، يأتيها البدو متحدين حر الصحراء وقسوة الأيام بين الجبال والأراضي المفتوحة على "مد النظر" فهي أرض الله الواسعة.
تقع الثميلة في منطقة منسية من الخارطة، حولها الكثير من الرمال والقليل من الحيوانات البرية، في منطقة تسمى وادي القمر بالقرب من الحدود الأردنية - السعودية.
على بعد عشرات الكيلو مترات من المفرق، وعلى الشرق من مدينة الأزرق شرقي البلاد تأتي هذه البئر في وسط الصحراء القاسية والشمس الحارقة لترينا أن عجائب الله في الأرض كثيرة.
الثميلة وبحسب سكان تلك المناطق من البدو الذين يقطنون بالقرب منها مع أغنامهم ومواشيهم كانت في الأصل 4 ابار مياه، تتجدد لوحدها بقدرة الله، وكان البدو يأخذون الجِمال اليهن لتشرب من أحواض عملوها من أجل هذه الغاية.
والابار موقعها في مناطق رملية.. لكن مع طول السنين ساهمت الرمال بردم واختفاء 3 ابار منها وبقيت بئر واحدة منها تتجدد فيها المياه حتى يومنا هذا.
المياه من بئر الثميلة نقية جدا وصافية، وقد شربت منها قبل أيام أثناء ذهابي لتلك المناطق، وبحسب البدو القاطنين هناك منذ عشرات السنين فلا يوجد عمر معروف لتلك الابار وقد قامت الحكومة بعمل فتحة وصيانة لمكان البئر الأخير.
ويستخدم البدو من سكان تلك المناطق البئر ليسحبوا منها مياه لأغنامهم ومواشيهم كون الصحراء شحيحة من ناحية المياه وشمسها حارقة.