"وسائل النقل" تحدي يواجه شباب المفرق الباحثين عن فرص عمل في محافظات أخرى
لا تزال مشكلة المواصلات وكلفتها العالية في الأردن تشكل عائقها وتحديا لدى الشباب الباحثين عن عمل والذين يقطنون في محافظات الأطراف ويحلمون بإيجاد فرصة وظيفية أو تدريبية مناسبة توفر لهم الحماية والدخل المادي الذي يسد احتياجهم وتتناسب مع كفاءتهم ولا تقتل مستقبلهم الوظيفي .
مشاكل النقل في الأردن متعددة وشائكة منها عدم توفر وسائل مناسبة وأوقاتها المختلفة وكلفها المادية العالية التي تأكل جزء كبير من الراتب الممنوح للشاب فقضية النقل واحدة وتؤثر على الجميع، ولكن لا أحد يشعر بالعبء الناجم عن عدم كفاءة نظام المواصلات أكثر من الشباب الأقل حظا وخاصة النساء الذين يحصلن على أقل أجور في الوظائف أيضا مقارنة بالشباب عدا عن المضايقات التي يتعرضن لها في وسائل النقل العام .
لمياء محمد 22 سنة من محافظة المفرق تخرجت من الجامعة بتخصص الصحافة والإعلام وحصلت على فرصة تدريبية لمدة 6 شهور في العاصمة عمان ، إلا انها حالت دون الاستمرار في ذلك بسبب عدم توفر المواصلات لدى عودتها الى القرية التي تسكن بها فاغلب المواصلات تتوقف عند الساعة الخامسة .
وأضافت لمياء الى انها كانت تقوم بدفع اكثر من 8 دنانير يوميا في المواصلات بالإضافة الى استخدام اكثر من وسيلة نقل للوصول الى مكان التدريب وهذا يعد بحد ذاته عائق كبير امامها وتتمنى ان وسائل النقل في الاردن تكون بكلف رمزية .
فيما بينت نور الخزاعلة انها تعمل منذ اكثر من 7 سنوات في احدى الشركات بالعاصمة عمان وهي من محافظة المفرق إلا ان المواصلات بشكل يومي تشكل تحديا يأخذ الوقت والجهد ويؤثر حتى على انتاجيتها في العمل .
وقالت نور أنها تستقيظ من الساعة الخامسة فجرا لتسعد مع رحلة المواصلات التي تأخذ اكثر من ساعتين احيانا عدا عن أن كلفة المواصلات تلتهم جزء كبير من راتبها لكنها مستمرة في سبيل إثبات ذاتها في الوظيفة التي تحقق لها طموحها.
وطلبت نور من الجهات الحكومية أن تقوم على حل هذه المعضلة التي تواجهه الشباب الأردني وإيجاد وسائل نقل بأجور قليلة تتناسب مع الدخل الشهري للشاب وهذه ايضا تشكل عائقا في تزايد نسب البطالة فالكثير من الموظفين يتركون عملهم في محافظة ابعد نتيجة لان الراتب احيانا يساوي كلفة المواصلات فتطوير البنية التحتية للنقل العام ضرروة وجزء اساسي من حلول مشاكل البطالة فالعاصمة عمان توفر شواغر كبيرة تستطيع استيعاب الشباب ذو الكفاءات العالية من محافظات بعيدة كما يجب ان تكون هناك وسائل نقل تأخذ وقتها اقل للوصول الى العمل والتنقل بين مدينة واخرى .
أمان ابوقديري ناشطة شبابية تعتبر المواصلات من اولى العوامل المؤثرة في الانخراط في سوق العمل ،والمشاركات الشعبية ،والدورات التثقيفية ،فالمواصلات عندما تكون مؤمنة تسهل لنا عملية التفاعل الثقافي والمشاركات السياسية التي تعقد خارج المحافظات التي تقطن بها ،إضافة وسيلة للفرد للوصول لمكان عمله دون عناء وايضا معيقة لأصحاب الاحتياجات الخاصة بشكل كبير ،فجميعنا نرى أن أصحاب الاحتياجات الخاصة الأقل تواجد في الدورات والمواصلات سبب رئيسي لها، إضافة مهمة جدا أن المواصلات لا يوجد لها باي مجمع موعد محدد وهاد سبب لإنفاق ضعف المبلغ لنا، المتعارف عليه بالباصات إضافة أنه لا يوجد نظافة أبدا ولا تكييف يوجد حلول منها
أما الشاب بشار مرعي الخالدي فبين أن الشباب في محافظة المفرق يواجهون تحديات هائلة تتعلق بالمواصلات والتي تقف كحاجز كبير أمام تحقيق طموحاتهم المهنية والتعليمية حيث تعتبر تكاليف النقل المرتفعة واحدة من أبرز العقبات التي تعيق قدرتهم على الوصول إلى فرص العمل والتدريب خارج المحافظة وهذا الوضع لا يتسبب فقط في زيادة الأعباء المالية عليهم، بل أيضًا يحد من انخراطهم في سوق العمل ويقلل من فرصهم في اكتساب المهارات والخبرات الضرورية للتطوير المهني.
وأوضح الخالدي ان غالبية الشباب في المفرق على الحافلات كوسيلة رئيسية للتنقل. ومع ذلك، فإن هذه الحافلات تعمل خلال ساعات النهار فقط، مما يحرم الشباب من الاستفادة من الفرص المسائية مثل الدروس الليلية أو الوظائف المسائية. بالإضافة إلى ذلك، تتسم الحافلات بالبطء وتستهلك وقتًا طويلًا للوصول إلى المدن الأخرى، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية الشباب ويقلل من فعالية استغلالهم للوقت ،ليس هذا فحسب، بل إن الحافلات المستخدمة قديمة وغير محدثة بالشكل المطلوب مما يزيد من احتمالية تعرضها للأعطال أثناء الرحلات هذه الأعطال تتسبب في خسارة العمل أو التدريب، مما يزيد من إحباط الشباب ويقلل من فرصهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. تأخر الحافلات أو تعطلها بشكل مفاجئ يترك الركاب في حالة من عدم اليقين والقلق المستمرين حول مدى قدرتهم على الوصول إلى أماكن عملهم أو تدريباتهم في الوقت المحدد.
وأضاف أن تحسين وسائل النقل في محافظة المفرق ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة حتمية لدعم الشباب وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. يجب على الجهات المسؤولة النظر بجدية في تحديث البنية التحتية للنقل العام وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل ساعات الليل. كذلك، ينبغي توفير وسائل نقل سريعة وأكثر كفاءة لتقليل الوقت المستغرق في التنقل بين المدن. إن الاستثمار في قطاع النقل سيعود بفوائد عديدة على المجتمع ككل، حيث سيسهم في تقليل معدلات البطالة بين الشباب وزيادة إنتاجيتهم وقدرتهم على المشاركة الفعالة في التنمية الاقتصادية.
وحسب دراسات سابقة فإن 78% من الشباب الخريجين يرون أن عدم كفاءة النقل يشكل عائقا للوصول إلى الوظائف، وينفق الشباب نحو 23% من دخلهم على المواصلات، وتصل النسبة إلى 46% في بعض المناطق , أن عدم انتظام تردد وسائل النقل وطول المدة الزمنية للانتظار تزيد مدة تأخير الموظفين، الذين يستخدمون وسائط النقل عن عملهم صباحا في المؤسسات التي يعملون فيها، وتبعا لتقديرات أصحاب العمل من أفراد العينة في المفرق والشونة الجنوبية وسحاب والرصيفة، فإن 48 % من أصحاب العمل يقدّرون أن العاملين يصلون لأماكن العمل بتأخير ما بين 15 إلى 45 دقيقة.