هل استخدمت الأحزاب الشباب كأداة للترويج لها أم نهج سياسي جديد ؟

الرابط المختصر

مع اقتراب العاشر من أيلول وهو الموعد المحدد للانتخابات النيابية لعام 2024 بدأ يثور تساؤل مشروع لدى العديد من الشباب الأردني وهو ما إذا كان قرار مشاركة الشباب الحزبية والسياسية في الانتخابات القادمة سيساهم بالفعل بإفراز صناع قرار من فئة الشباب أم لا ، أم هي محاولة من الأحزاب الناشئة على وجه الخصوص بأن يكون لها حضور لافت ونهج سياسي جديد  في الشارع الأردني وفقا لتوجيهات لجنة الإصلاح السياسي الملكية فقط .

يقول الشاب محمد المصري المنتسب إلى حزب الديمقراطي الاجتماعي"إن الدولة الأردنية شرعت قانون نخبوي جديد يصب في المصلحة السياسية وعملية الإصلاح السياسي وأن تسليح الشباب واسنادهم في القانون كان بمثابة قوة  دافعة لمشاركة الشباب في الأحزاب السياسية وهي تختلف باختلاف الحزب والتوجه، إذ أن هناك أحزاب ترى الشباب عملية (إكمال فراغ) لكي تحقق النصاب القانوني من وجود الشباب, وهناك أحزاب تؤمن وترى الشباب قوة انتخابية يستطيعون من خلالهم الوصول إلى قاعدة انتخابية أكثر، مضيفا ل "صوت شبابي" أن هناك أحزاب ترى انعكاس رؤى الشباب على برامجها الانتخابية هو عامل قوة لأن الشباب يمتلكون رؤية تحديثية جديدة مما يمكنهم من قيادة المرحلة القادمة وهذا هو الشكل الصحي من الأحزاب الذي نريده اليوم على الساحة الأردنية .

أما عن  دور مشاركة الشباب في إفراز القانون الداخلي للحزب وبرنامجه يرى المصري "أنه لا يمكن التعميم بأن جميع الأحزاب كان هناك دورا واضحا للشباب في إفراز قانونها أو برامجها فقد اعتمدت على رسم هيكلها وبرامجها دون مرجعية للشباب المنتسبين لها".

و فيما يتعلق بترشح الشباب بالأحزاب وأثره في زيادة الثقة في الانتخابات القادمة قال المصري" على مستوى محافظة البلقاء كان هناك أحزاب ساعدت الشباب بالترشح وكانت عونا لهم في صياغة البرامج وجلسات الحشد والدعم المالي أيضا، وهناك أحزاب أخرى تعاملت مع الشباب على أنهم أداة لزيادة الثقة وتحقيق المكاسب والشعبوية وهنا ظهرت حالة من عدم رضا الشباب وكأنهم أداة وجسر عبور للأسماء التي سئمنا من تكرارها في الساحة"، مؤكدا على "أن القرار يترك للشباب في المراحل المقبلة إما أن يكونوا أداة شعبوية أو يكونوا سياسيين حقيقيين يرتكز إلى برامج وأحزاب حقيقية وليست قوة مالية فقط". 

 

وتتحدث رولا الحياري عضو مجلس مركزي في حزب إرادة في محافظة البلقاء  عن تجربتها  بالقول " كنت أحيانا أشعر بالتعب مما كان من الممكن ان يحول بيني وبين هذا طموحي لكن هذا الطموح يتطلب مني حضور جسدي وفكري الأمر الذي كان يحتاج جهد مضاعف مني دوما، لكن الحزب كان دائما يراهن على قدرتي فيما أوكل إليه، و كان أكبر دعم في الكشف عن قدرتي المخفية في مواجهة كل ذلك"، وعبرت عن سعادتها بتحقيق ذلك مشددة ل "صوت شبابي"  على" أهمية المقومات الشخصية التي تعين على الإقدام من أهمها المهارات الفعالة في التواصل مع المجتمع وعطاء حقيقي للمجتمع ".

وترى الحياري أن قانون الانتخاب والأحزاب الجديد وسع رقعة مشاركة المرأة والشباب في عملية الترشح الانتخابي وصنع القرار كونها لفئتي الشباب والمراة مما خلق تنوعا في الفئات المرشحة بعدما صرحت القوائم الحزبية عن أعضائها وبدا المشهد يتضح في الحملات الدعائية في المملكة، وبالتالي إدراج الشباب والشابات سيعكس نوعية الأفكار التي ستطرح عند تشكيل المجلس الجديد وأن الاختيار سيكون تبعا للبرامجية التي تخدم الشريحة الأكبر من المجتمع مع المحافظة في ذات الوقت على التكوين الجغرافي والعشائري داخل الأردن .

وقال جمال الرقاد مساعد الأمين العام لشؤون الشباب في حزب الميثاق ل "صوت شبابي"  أن الحياة السياسية قبل وجود مخرجات اللجنة الملكية هي عبارة عن تدوير المدور وكان الشباب حاضرين بالكلمات فقط ولم يعطى لهم أي دور، حيث جاء قانون الأحزاب بحلته الجديدة وما تضمن من شروط انتساب للشباب بمثابة رسالة واضحة للمجتمع أن الشباب اليوم اصحب على مقدرة بالمشاركة الفاعلة، وبعد تشكيل الأحزاب أسندت أدوار مهمة داخل الأحزاب للشباب من خلال تبوئهم مواقع متقدمة في الحزب حيث احتل الشباب أعضاء في المكاتب السياسية للأحزاب والمجالس المركزية بالإضافة إلى إسناد تشكيل اللجان الشبابية داخل أروقة الحزب لكي يكون تأهيلا واضحا وعمليا في التشبيك والوصول إلى شباب سياسيين قادرين على المشاركة في صنع القرار .

وأكد  أمين عام وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية علي الخوالدة، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية بترا أن  "مشاركة الشباب الفاعلة في الحياة السياسية واقبالهم على الانضمام للأحزاب السياسية يعني أن تصبح لدينا أحزاب قوية لديها برامج تتعلق بمجالات الحياة كافة، وستصبح العملية الانتخابية هي عملية تنافس بين البرامج وليس بين الأشخاص ، واضاف "لا شك بأن جهود التحديث والتطوير في المجالات السياسية تعتمد في نجاحها على مدى انخراط الشباب فيها وذلك لأن الشباب في العادة وبحكم خصائصهم النمائية هم أكثر فئات المجتمع تقبلا للتغيير والتطوير والأفكار الجديدة وهم أيضا الغالبية من المجتمع الأردني بحيث تصل نسبتهم إلى ما يقارب 65 بالمئة من المجتمع وبالتالي فإن الدور المطلوب منهم كبير".

 وبينت دراسة  نفذها مركز الحياة  راصد، دراسة حول توجهات الشباب الأردني للانتخابات البرلمانية المقبلة  ان 45.9% من الشباب لا ينوون المشاركة في الانتخابات القادمة في حين بلغت نسبة ممن يرغبون بالمشاركة والإدلاء بأصواتهم 28.4% وبلغت نسبة الذين لم يقرروا بعد المشاركة 25.7% من مجموع المستجيبين، مما يعني أن هذه النسبة ما زالت لم تحسم أمرها ويمكن العمل عليها واستهدافها للمشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة مما سيساهم في زيادة نسبة التصويت يوم الاقتراع.  

وبحسب النتائج أيضاً وبما يتعلق بتأثير الانتماء العشائري، يرى 39% من الشباب أن الانتماء العشائري يؤثر عليهم سلباً في سلوكهم التصويتي، فيما قال 32% من الشباب أن الانتماء العشائري يؤثر عليهم أحياناً، بينما قال 13% ان التأثير "نادرا" ما يقع في حين لا يعتقد 16% من أن الانتماء العشائري يؤثر على سلوكهم التصويتي. 

 

وقال 53.1% من الشباب أنهم لا يأخذون اعتباراً للانتماء الحزبي للمترشحين عند التصويت، بينما قال 19.7% من الشباب أنهم يأخذون اعتباراً للانتماء الحزبي للمترشحين عند التصويت، وبحسب النتائج فإن نسبة ميل الشباب للتصويت لصالح المترشحين الشباب "دائماً" بلغت 31.4% من مجموع الشابات والشباب المستجيبين للعينة، وبلغت نسبة من يصوتون "أحياناً" للشباب 37.8%، في حين بلغت نسبة الشباب الذين لا يصوتون للمترشحين الشباب 17.3% من مجموع المستجيبين، و13.6 % قالوا بأنهم نادراً ما يصوتوا للشباب المترشحين في الانتخابات. 

 

وقال 48.6% من الشباب أن المؤهل الأكاديمي يؤثر دائماً على سلوك الشباب التصويتي، فيما بلغت نسبة الشباب الذين يؤثر مؤهلهم الأكاديمي "أحياناً “على سلوكهم التصويتي 26%، بينما وصلت نسبة الذين لا يعتقدون أن مؤهلهم يؤثر على سلوكهم التصويتي إلى 17.8%، وقال 7.6% من الشباب أن مؤهل الأكاديمي "نادراً "ما يؤثر على السلوك التصويتي للشباب.  

 

وحول تأثير الاستقلال المالي للشباب في سلوكهم التصويتي، تبين أن 40.9% يتأثرون "دائماً" بذلك، فيما قال 36%من الشباب يتأثرون "أحياناً"، بينما وصلت نسبة الشباب الذين لا يعتقدون أن للاستقلال المالي أثراً على السلوك التصويتي 16.6% من المستجيبات والمستجيبين، وقال 6.5% أنهم "نادراً" ما يؤثر الاستقلال المالي على السلوك التصويتي.  

 

ويعتقد 53.2% من الشباب أن تقلد الشباب للمناصب القيادية له أثر إيجابي في حشد التصويت لصالح المترشحين الشباب للانتخابات، ويتأثر 33.1% "أحياناً"، فيما لا يعتقد 7.5% وجوداً لهذا التأثير، بينما يرى 6.1% أن وجود شباب في مناصب قيادية نادر ما يؤثر على سلوكهم التصويتي. 

أضف تعليقك