من كشك قهوة إلى كافيه .. كيف نجح الشاب عبد السلام بتحويل التحديات إلى فرص

الرابط المختصر

على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها شباب الأردن بشكل عام، وقلة الفرص الوظيفية المتاحة، إلا أن الشاب عبد السلام الفاعوري قد أثبت أن العزيمة والإصرار يمكنهما تحقيق النجاح، تحدى عبد السلام جميع الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية ونجح في إنشاء مشروعه الخاص "كافيه جبل"، الذي أصبح واحدًا من المعالم المميزة في المدينة.

 

بداية الحلم:

عبد السلام الفاعوري، شاب من مدينة السلط، كان كغيره من الشباب يواجه تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة قلة الفرص الوظيفية وانتشار البطالة، لكن إيمانه بقدراته ورغبته في تحقيق حلمه دفعاه لبدء مشروعه الخاص، كانت البداية متواضعة، لكن برؤية واضحة وتصميم على النجاح، بدأ في بناء مشروعه من الصفر.

بدأت رحلة مشروع عبد السلام الفاعوري بفكرة بسيطة " كشك قهوة" في مدينة السلط على منطقة جبلية تتميز بإطلالة فريدة من نوعها ولكن طموحة في ذهن الشاب عبدالسلام منير هياجنة الذي كان يدرس الإدارة السياحية في جامعة الأردنية.

لم يكن طريق النجاح سهلاً، فقد واجه عبد السلام العديد من التحديات، من بينها نقص التمويل والدعم، والصعوبات الإدارية ولكن بإصراره وعمله الجاد، استطاع تجاوز هذه العقبات، وبدلاً من التركيز على الصعوبات، ركز على تحويل تلك التحديات إلى فرص.

"كافيه جبل"، المشروع الذي أسسه عبد السلام، هو كافيه يقدم تجربة فريدة للزوار من جميع أنحاء المملكة، يتميز الكافية بموقعه المميز وإطلالته الخلابة على جبال السلط، مما يجذب العديد من الزوار للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والقهوة اللذيذة، كما أن الكافية أصبح مكانًا يجتمع فيه الشباب لمناقشة أفكارهم وتبادل الآراء، مما يعزز من روح المبادرة لدى شباب المدينة.


 

دعم الطلاب وتعزيز التنمية المحلية

قال عبد السلام لـ"صوت شبابي"، إن كافيه جبل يوفر 170 فرصة عمل لشباب المجتمع المحلي،لافتًا إلى أن لم تقتصر على توظيف الشباب العاطلين عن العمل، بل استهدفت ايضًا الطلاب الذين يسعون لتحقيق توازن بين الدراسة والعمل.

وأضاف "نحن فخورون بإتاحة هذه الفرص لأبناء المجتمع المحلي، وخاصة للطلاب الذين يواجهون تحديات كبيرة في الجمع بين العمل والدراسة، ونسعى إلى توفير بيئة عمل مرنة ومريحة تساعدهم على تنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية".

من جانبه، قال الخبيرالاقتصادي حسام عايش في حديثه لـ"صوت شبابي"، أن التضخم في الأردن يرتبط بشكل كبير بفرص العمل المتاحة للشباب الجدد في سوق العمل،موضحًا أن سوق العمل الأردني يمر بحالة من عدم الاستقرار والفوضى، مما يؤثر على معدلات البطالة ويقلل من فرص العمل المتاحة. 

وأشار عايش إلى أن عدم وجود قطاعات اقتصادية جديدة ومؤثرة ضمن الاقتصاد التقليدي يعمق هذه الأزمة، مما يجعل سوق العمل يعتمد بشكل كبير على القطاعات التقليدية، وبالتالي تقل فرص العمل، خاصة بالنسبة للشباب والنساء.

وفيما يتعلق بمشاركة النساء في سوق العمل، أضاف عايش أن نسبة مشاركة الإناث في الاقتصاد الأردني تعتبر الأدنى عالميًا، حيث تتراوح حول 14%، وهي نسبة تعبر عن حجم التحديات التي تواجه المرأة في الحصول على فرص عمل.

وأوضح أن هناك أيضًا تحيزًا سلبيًا ضد حاملي الشهادات الجامعية، حيث أن أكثر من نصف فرص العمل المتاحة تذهب لأصحاب الشهادات التعليمية الأقل من الثانوية العامة، مما يقلل من فرص العمل للخريجين الجامعيين.

 

اقترح عايش ثلاثة حلول لمشكلة الشباب في سوق العمل:

1. انتظار الوظيفة: والذي اعتبره حلاً غير مجدي في ظل الظروف الحالية.

2. الهجرة: لكنه أشار إلى أن هذا الحل ليس مضمونًا.

3. المشاريع الشخصية: مثل إنشاء مشاريع صغيرة أو متوسطة، مؤكدًا أن هذا الحل يعد الأنسب لكنه يحتاج إلى دعم حكومي وتنظيمات مؤسسية.

كما دعا إلى إنشاء وزارة خاصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتكون مسؤولة عن دعم وتطوير هذا القطاع، مشيرًا إلى أن بعض الشباب نجحوا بالفعل في إيجاد فرص عمل افتراضية عبر الإنترنت، مما يساهم في تقليل البطالة.

وكشف عايش أن معدل البطالة في الأردن وصل إلى 21.4%، وهو انخفاض طفيف عن النسبة السابقة التي كانت حوالي 22.8%. لكنه شدد على أن هذا الانخفاض ليس جوهريًا، حيث لا تزال معدلات البطالة مرتفعة جدًا على مستوى العالم، لافتًا إلى أن النمو الاقتصادي في الأردن لا يخلق فرص عمل جديدة للشباب، وأن الاستثمارات الأجنبية تراجعت، مما يعمق أزمة البطالة.

ختامًا، أشار عايش إلى أن القطاعات التقليدية مثل الصناعة والزراعة والتعليم والصحة أصبحت مشبعة بالعمالة، مما يزيد من التحديات التي تواجه الشباب الباحثين عن فرص عمل.
 

أصدرت دائرة الإحصاءات العامة تقريرها الربعي حول العمالة والبطالة في الأردن للربع الأول من عام 2024.

وبلغ معدل البطالة (21.4%) خلال الربع الأول من عام 2024 بانخفاض مقداره 0.5 نقطة مئوية عن الربع الأول من عام 2023، وبثباته مقارنة مع الربع الرابع من عام 2023.

وبمقارنة معدل البطالة للربع الأول من عام 2024 مع الربع الرابع للعام 2023 يتضح أنّ معدل البطالة قد انخفض للذكور بمقدار 1.5 نقطة مئوية، وارتفع للإناث بمقدار 4.9 نقطة مئوية.