من جبال جرش: آمال تشغيل الشباب وتمكينهم

الرابط المختصر

في محافظة جرش، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة وفي قلب الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق، بدأت تنتشر  مشاريع سياحية مبتكرة لخلق فرص عمل للشباب والمساهمة بتنمية المحافظة سياحيًا، التي تعاني على مدار سنوات وبعد جائحة كورونا تحديدا من الإغلاقات المتعددة للمنشآت السياحة بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية وتراجع السياحة بشكل عام في الأردن بنسبة 2% هذا العام بحسب أرقام وزارة السياحة.

وتساهم هذه المشاريع بالمساهمة بإيجاد فرص عمل للشباب في جرش التي تبلغ نسبة البطالة فيها 18.4%. بحسب دائرة الإحصاءات العامة،  أحد تلك المشاريع  التي قررت حل هذه المشكلة بما يعرف بالسياحة الحضرية وهي التركيز على الميزة المحلية للمناطق الريفية  مطعم وكافيه "آرام" الذي ينفرد بتصميمه الغريب، فهو أول مطعم وكافيه في الكهوف "والمغارات"، في جبال منطقة البرج ببلدة سوف، المنطقة السياحية المتميزة، المطل على غابات سوف.

 يقول صاحب الفكرة والمطعم، الدكتور أسامة خريسات "تم تصميم المطعم بأسلوب يبرز جمال المنطقة الجبلية، حيث تم تطوير المغارات والكهوف الطبيعية الموجودة وجاء اختيار الموقع بناءً على موقعه الاستراتيجي بين عمان و مشروع التلفريك في عجلون، بالإضافة إلى قربه من محمية المأوى، ما يجعل 'آرام' محطة رئيسية للسياح الذين يرغبون في تناول وجبة في بيئة طبيعية خلابة".

يهتم المشروع بتوظيف الشباب المحلي، حيث أن 98% من موظفي المشروع هم من أبناء منطقة سوف، مع التركيز على تشغيل النساء وتمكينهن في مختلف أدوار العمل، بحسب الخريسات الذي بين لـ "صوت شبابي": يعمل دينا فريق مكون من 12 موظفة، مما يعكس حرصنا على الحد من البطالة في القطاع النسائي، وساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة في مدينة جرش، خاصة بعد الحملات الدعائية والإعلانية التي قمنا بها لتعريف الناس بالمكان".

مضيفا " تحرص على تقديم تجربة تراثية فريدة للزوار، حيث تتاح لهم فرصة ارتداء الزي التراثي الأردني، بجانب إنشاء بازار يبيع منتجات يدوية وصحية تعكس تراث وإنتاج أهالي المنطقة.

مخيم رينجر الأردن

 
بدأت فكرة "رينجر" مع صاحبها الكابتن ثائر عياش منذ السادسة عشر من عمره كما يقول ويشرح  مراحل تطور مخيم "رينجر الأردن"، قائلاً: "بدأت كقائد كشافة في سن السادسة عشرة، وكنت أصغر قائد كشافة في الأردن آنذاك، وقائدًا لفرقة "ابن بطوطة" الكشفية في الزرقاء لمدة عشرين عامًا. وتم تأسيس "مركز الاستكشاف والمغامرة الأردني" في عام 2006". وأضاف: "اكتسب المركز شعبية واسعة، وتمكن من استقطاب ما بين خمسة إلى ستة آلاف مشارك سنويًا، من خلال مئات البرامج التي تراوحت بين المخيمات اليومية والمخيمات التي تمتد لعدة أيام، إضافة إلى رحلات استكشافية متنوعة".

وأكد عياش لـ "صوت شبابي"  أن المخيم من أولوياته دعم الشباب سواء من خلال فعالياته وأنشطته أو من خلال توظيفهم وتمكينهم. ويقول: "هناك نوعان من العمل بالمخيم: العاملون الموظفون بشكل كامل والعاملون بشكل جزئي. يوظف المخيم حوالي 17 شابًا وشابةً على النظامين، بالإضافة إلى عشرات المدربين والمدربات (أكثر من 60) الذين يعملون بالمخيم بحسب برامج المخيم والحجوزات". كما يساهم المركز في دعم الاقتصاد المحلي في جرش من خلال شراء المنتجات المحلية مثل الزيتون وزيت الزيتون لتلبية احتياجات المركز الغذائية.

وتجدر الإشارة إلى أن "جوردن رينجر" تأسّس في عام 2006 كمؤسسة تدريبية وتعليمية متخصصة في المهارات الحياتية والتنمية البشرية في مرتفعات ثغرة عصفور في جرش، ويقدم المخيّم خدمات فندقية ونشاطات ترفيهية للشركات والأفراد، كما يوفر المخيم قاعات داخلية وخارجية لاجتماعات الشركات وبناء الأفرقة، إلى جانب مجموعة من النشاطات الخارجية مثل التخييم وتسلق الأبراج وركوب الخيل وألعاب التحدي والعبارة الهوائية والمزيد من النشاطات، بالإضافة إلى الإقامة المميزة والفريدة من نوعها وتقديم المأكولات بنكهة محلية ومنتجات طبيعية.

 

وعلى الرغم من النجاحات التي يحققها المخيم وفريقه الشبابي، يقول عياش: "لم تكن مسيرة المخيم خالية من التحديات، فقد واجهنا صعوبات عديدة بسبب البيروقراطية الحكومية المتعلقة بنظام التراخيص، بالإضافة إلى تأثر نشاطه سلبًا جراء الأوضاع السياسية غير المستقرة التي أدت إلى إلغاء العديد من الحجوزات. كما واجهنا تحديات تسويقية في ظل التحولات السريعة في الإعلام الاجتماعي، إضافة إلى ظهور منافسة غير شريفة من قبل مشاريع غير مرخصة تقدم خدمات مماثلة بأسعار زهيدة دون الالتزام بالمعايير، مما أثر على سوقنا بشكل سلبي".



أرقام: الواقع السياحي والبطالة في جرش

بحسب إحصائيات وزارة السياحة والآثار المنشورة على موقع الوزارة، يوجد في جرش 13 مطعمًا سياحيًا فقط و6 فنادق و2 مكاتب للسياحة. فيما بلغ عدد العاملين في الأنشطة السياحية المختلفة في المحافظة، بما في ذلك فنادق ومطاعم سياحية ومكاتب سياحية ومكاتب تأجير سيارات ومحلات التحف الشرقية، 338 عاملًا وعاملة.
 وبلغ عدد زوار مدينة جرش خلال الفترة من كانون الثاني وحتى شهر حزيران من العام الحالي 94,223 زائرًا، منهم 25,699 زائر أردني و68,624 زائر أجنبي، مع نسبة تراجع مجموع الزائرين بلغت 64.8% عن نفس الفترة من العام الماضي 2023.

 

دور وزارة السياحة والآثار


بدوره قال مصدر رسمي في وزارة السياحة والآثار لـ"صوت شبابي"، أن رؤية التحديث الاقتصادي 2033-2023 كانت دافعًا لتقديم حوافز استثمارية متنوعة لدعم المنشآت السياحية مثل الفنادق والمطاعم، وشملت هذه الحوافز إعفاءات من الرسوم الجمركية والضرائب على المواد المستوردة، بالإضافة إلى الإعفاء من ضريبة المبيعات، وتقديم دعم لتكاليف الطاقة والمياه، وغيرها من الحوافز التي تهدف لتعزيز المشاريع السياحية.

وأكّد المصدر أن عام 2023 شهد ترخيص وتصنيف منشأتين فندقين من فئة الشقق الفندقية في جرش، ويتم حاليًا العمل على ترخيص وتصنيف فندق سياحي في مدينة جرش، والذي سيساهم في توفير فرص عمل لشباب المحافظة. كما أضاف أن وزارة السياحة والآثار تعمل على تطوير برامج تدريبية متخصصة لتأهيل أبناء المجتمع المحلي للعمل في القطاع السياحي، حيث تم تدريب 180 متدربًا خلال عامي 2022 و2023، ويتم حاليًا تدريب 105 آخرين من أبناء المحافظة.

وأوضح أن موقع جرش الأثري يضم 52 دليلًا سياحيًا محليًا يتحدثون لغات متعددة، ويستضيف المحافظة 53 مشروعًا سياحيًا بدعم من الوزارة، منها 50 مشروعًا في مجال التحف الشرقية ضمن سوق جرش الحرفي، والذي يُشغل بالكامل من قبل أبناء المجتمع المحلي، مما أسهم في توفير ما لا يقل عن 100 فرصة عمل. وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت إقبالاً متزايدًا من الشباب للعمل في القطاع السياحي بفضل زيادة عدد المنشآت السياحية.