ماذا يقول شباب جرش للملك؟

الرابط المختصر

حظيت الزيارة الملكية لمحافظة جرش، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي ضمن سلسلة زيارات الملك عبدالله الثاني للمحافظات بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه سلطاته الدستورية، بتفاعل واسع من الشباب والناشطين في المحافظة، وتم افتتاح  عدد من المشاريع الملكية خلال الزيارة، مثل الحديقة العامة ومركز البوتاس للخدمات النهارية الدامجة، بالإضافة إلى تدشين المركز الإقليمي للصيانة والترميم.

وأكد عدد من الناشطين الشباب في جرش على أهمية هذه الزيارات الملكية، مشيرين إلى أنها تشكل دافعًا قويًا لتعزيز التنمية في مختلف القطاعات، وتساهم في تحفيز أبناء المحافظة على مواصلة البناء وتحقيق النهضة الشاملة.

يقول سيف بني مصطفى، 21 عامًا، رئيس مبادرة "يلا نشارك يلا نتحزب" لـ"صوت شبابي" ، إن زيارة جلالة الملك جاءت في توقيت مهم، خاصة بعد الانتخابات النيابية، حيث حملت رسائل كبيرة أطلقها جلالته من جرش. موضحًا أن هذه الرسائل تضمنت أهمية التحديث السياسي والاقتصادي والإداري في المملكة، إلى جانب التأكيد على دور الشباب في المرحلة المقبلة، وأن القضية الفلسطينية كانت حاضرة في حديث جلالة الملك، ما يعكس أهمية استمرار دعم الأردن لحقوق الشعب الفلسطيني على الساحة الدولية.

وهذا ما تؤكده  الصحفية نسيبة المقابلة، 23 عامًا، لـ"صوت شبابي" : "أرى أن زيارة جلالة الملك لمحافظة جرش تعكس مدى اهتمام الهاشميين بالشباب وحرصهم على تحسين الخدمات العامة، مما يعزز من روح الانتماء والولاء لدى المجتمع، خصوصًا في ظل احتفالات اليوبيل الفضي، كما أن هذه الزيارة تتيح لنا فرصة التفاعل المباشر مع القيادة."

وأضافت المقابلة إن زيارة الملك وولي العهد تحمل رسائل قوية للشباب، من خلال التركيز على مبادرات تمكينهم وتشجيعهم على المشاركة الفعّالة في المجتمع. مشيرةً إلى أن هذا النهج يسهم في تعزيز فرص التعليم والتوظيف، ومن الممكن أن تشهد المرحلة القادمة إطلاق برامج جديدة تهدف إلى تطوير المهارات ودعم المبادرات الشبابية.

أنس صايل محمد زيادنه، 28 عامًا، مهندس ومؤسس ومدير عام "مؤسسة حجرين"، حاصل على وسام اليوبيل الفضّي خلال الزيارة يقول لـ "صوت شبابي" : "إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين إلى محافظة جرش بمناسبة اليوبيل الفضي*كانت لحظة خاصة جدًا بالنسبة لي ولأهالي المحافظة. هذه الزيارة لم تكن مجرد حدث رسمي، بل جاءت كرسالة حب واهتمام من القيادة الهاشمية بأبناء الوطن، خاصةً في المناطق التي تحتاج إلى مزيد من الدعم والتشجيع."

 

وأضاف زيادنه: "تكريمي بوسام اليوبيل الفضي ليس مجرد وسام بل تجسيد للتقدير الملكي للجهود التي نبذلها في خدمة مجتمعنا. إنه دافع قوي لي للاستمرار في العمل والعطاء، ومحاولة إحداث تغيير حقيقي* في حياة الناس، خصوصًا في المناطق التي نخدمها من خلال مؤسسة حجرين، مشيرًا إلى أن ما يميز القيادة الهاشمية*هو الطابع الإنساني الذي يرافق كل خطوة من خطواتهم، حيث أن  "جلالة الملك وولي العهد يجسدان معاني العطاء والإنسانية بتواجدهم بين الناس ودعمهم المتواصل للشباب والمجتمع، وهذه الزيارة لمست قلوبنا جميعًا وأعطتنا دافعًا أكبر للعمل من أجل مجتمعنا."

يشار إلى أن " حجرين"  منظمة غير ربحية أردنية تأسست عام 2018م حيث تعتمد على كرة القدم كأداة رئيسية للتنمية
قالت الناشطة الاجتماعية أسل عضيبات، 29 عامًا، إن افتتاح حديقة المخيم بالتزامن مع الزيارة الملكية يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الرعاية والترفيه للأهالي والشباب وذوي الإعاقة في جرش. وأوضحت عضيبات أن محافظة جرش بحاجة إلى مشاريع حقيقية تساهم في التخفيف من البطالة وتعزيز التنمية، مشددة على أهمية وجود مشاريع تنموية توفر فرص عمل وتساهم في تحقيق التقدم المستدام.

فيما أكدت الدكتورة منال الحوامدة أهمية الزيارة الملكية لمحافظة جرش، معتبرة أنها دفعة قوية لوضع المحافظة على مسار التنمية وتحقيق حياة أفضل لأبنائها. وأوضحت "أن الزيارة جاءت للاطلاع على واقع الخدمات المقدمة من قبل شباب وممثلي المحافظة، إلى جانب الاستماع لمطالبهم وتطلعاتهم المستقبلية". موضحةً أن للشباب دوراً بارزاً في هذه الزيارة، حيث قدموا شرحاً شاملاً لتطلعاتهم وطموحاتهم. وكما شدد جلالة الملك على ضرورة تقديم المزيد من الدعم للشباب وتعزيز دورهم في خدمة المجتمع المحلي.  وأن الشباب في جرش هم عناصر فاعلة وإيجابية في الحياة العامة، يتميزون بطرحهم الريادي وفكرهم الثقافي، ويشاركون في بناء الدولة التي تقوم على مبادئ العدالة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص. ووصفتهم بأنهم رياديون في الاقتصاد والإبداع ومكمّلون لمسيرة التنمية المستدامة. من جهتها، طالبت الصحفية الجهات المعنية بضرورة تعزيز تمكين الشباب في جرش من خلال تطوير برامج تدريبية وتعليمية تهدف إلى تعزيز قدراتهم وتأهيلهم بشكل أفضل لسوق العمل.

من جانبها، طالبت الصحفية المقابلة الجهات المعنية بتعزيز تمكين الشباب في جرش من خلال تطوير برامج تدريبية وتعليمية تتماشى مع احتياجات سوق العمل. وأضافت: "يجب تكثيف فتح قنوات للتواصل مع الشباب والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم، إضافة إلى دعم الاستثمارات في مشاريع تدعم الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب. فهذه الخطوات تسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق التنمية المستدامة."

وفي رسالة وجهها سيف بني مصطفى، قال: "رسالتي إلى كل المؤسسات في جرش هي أن يدعموا الشباب وأن تظل أبوابهم مفتوحة أمامهم. على الجميع المساهمة في تمكين شباب المحافظة وجلب مشاريع استثمارية لتشغيلهم."

وطالبت عضيبات بضرورة تحقيق العدالة في إيجاد فرص العمل وتمكين شباب وشابات محافظة جرش داخلها، بعيدًا عن الواسطة والمحسوبية، ووفقًا للتوجهات الملكية بتوزيع الفرص بعدالة. وأضافت أن هناك حاجة ماسة إلى تركيز أكبر على دور الشباب وتعزيز حضورهم في المحافظة. وقالت: "كشابة، أجد نفسي مضطرة للبحث عن فرص خارج جرش، بينما من حقي أن أجد  فرصًا حقيقية داخل محافظتي، تمامًا كما هو الحال في المحافظات الأخرى، وفق معايير الكفاءة:

وحول افتتاح مركز البوتاس للخدمات النهارية الدامجة، قال مراد القعايمة مدير المركز "تأتي زيارة جلالة لتعكس عمق العلاقة بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني، والتزام القيادة بالوقوف على احتياجات ذوي الإعاقة، وأنّ الزيارة تعزز مسيرة **التنمية المستدامة*من خلال المشاريع الملكية والمبادرات التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للمواطنين."

 

وأكد القعايمة أن إنشاء المركز في جرش يُعد خطوة غير مسبوقة، حيث كانت المحافظة بحاجة ماسة إلى مراكز نهارية تقدم خدمات متكاملة لفئة ذوي الإعاقة. وأضاف: "جاء هذا المشروع تجسيداً لرؤية جلالة الملك*عبد الله الثاني، واستجابة لاستراتيجية وزارة التنمية الاجتماعية التي تهدف إلى تأهيل ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع".

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار القعايمة إلى أن المركز ساهم في خلق أكثر من 20 فرصة عمل لأبناء المحافظة، مما يسهم في الحد من البطالة وتعزيز التنمية المحلية، موضحًا أن المركز يهدف إلى بناء قدرات المستفيدين وتزويدهم بالمهارات اللازمة ودمجهم في المجتمع، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والمعنوي للأفراد وأسرهم.

بيانات :
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته لمحافظة جرش الثلاثاء الماضي، اعتزازه بالمدينة التي تمثل تاريخ الأردن العريق وحضارته، مشيراً إلى ما تحمله جرش من تنوع ثقافي واجتماعي وسياحي يعكس وجه المملكة للعالم، وفي لقاء جمع جلالته مع وجهاء وممثلين عن أبناء المحافظة، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، أشار الملك إلى الفرص الواعدة التي تزخر بها جرش، خاصة في قطاع السياحة، الذي يمكن أن يكون محركاً اقتصادياً رئيسياً. وأكد جلالته على أهمية الاستثمار في هذا القطاع لتحقيق التنمية المستدامة.

تأتي هذه الزيارة في ظل التحديات التي تواجه السياحة في جرش، حيث عانت المدينة من تراجع كبير في عدد السياح نتيجة جائحة كورونا، بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية التي دفعت العديد من المنشآت السياحية إلى الإغلاق. بحسب أرقام وزارة السياحة، تراجعت نسبة السياحة في الأردن بنسبة 2% هذا العام. إلى جانب ذلك، تساهم المشاريع السياحية في جرش في إيجاد فرص عمل للشباب في المحافظة، التي تبلغ نسبة البطالة فيها 18.4% وفقاً لدائرة الإحصاءات العامة. وشدد جلالة الملك على أهمية استفادة أبناء المحافظة من هذه الفرص من خلال إقامة مشاريع ريادية وإنتاجية تساهم في بناء مستقبل واعد لهم وللمجتمع المحلي.