تزايد هجرة الشباب الأردني: ما الذي يدفعهم للرحيل؟
تُعد هجرة الشباب من الأردن إلى الخارج ظاهرة متزايدة في السنوات الأخيرة، حيث يسعى العديد من الشباب إلى البحث عن فرص عمل أفضل، أو حتى ظروف معيشية أكثر استقراراً أو سعيا في طلب العلم أو الجنسية، حيث تتأثر هذه الظاهرة بعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية، وتترتب عليها آثار سلبية وإيجابية على الشباب وعلى الوطن بشكل عام.
حقيبة سفر في مركبة متوجهة إلى المطار، وجواز مختوم بالموافقة على الهجرة تلك اللحظة تمثل تحولاً كبيراً في حياة الشاب الأردني عمر العبادي، حيث تجتمع الأحلام والطموحات في حقيبته،للعبور نحو مستقبل جديد، كما يقول.
ولد عمر العبادي في مدينة عمان في الأردن لعائلة متوسطة الدخل بعد إنهاء دراسته الجامعية في تخصص هندسة الحاسوب، وجد نفسه يواجه صعوبة في العثور على فرصة عمل جيدة تلبي طموحاته المهنية في الأردن، كان يشعر بأن أحلامه محدودة في ظل الأوضاع الاقتصادية، وبدأ يفكر في الهجرة للحصول على فرص أكبر.
قرار الهجرة:
بعد مشاورات مع عائلته وأصدقائه، قرر عمر التقدم لبرنامج الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن القرار سهلًا، حيث كان عليه التخلي عن أمان البقاء بجوار عائلته وأصدقائه، بالإضافة إلى التحديات المادية والاجتماعية التي يواجهها في دولة جديدة، بعد عدة محاولات واجتهاد، تمكن من الحصول على تأشيرة العمل والسفر إلى أمريكا.
يقول عمر لـ"صوت شبابي":"إنه اضطر ذلك بسبب وضعه المالي السيء وتراكم الديون على أهله، مشيرًا إلى أنه هو الأمر الذي جعله يفكر مرارًا وتكرارًا باللجوء إلى الهجرة أملًا في الحصول على معاش ودخل جيدين.
كشفت استطلاع أجراه الباروميتر العربي في دورته الثامنة على منطقة الشرق الأوسط في الفترة بين 2023 و2024،عن ارتفاع كبير في نسب الراغبين في مغادرة بلادهم سعيا وراء ظروف حياة أفضل في أماكن أخرى، فقد أظهر أن نحو 42 بالمئة من الأردنيين عبروا عن تفكيرهم بالهجرة إلى الخارج، في مؤشر إضافي على تداعيات الأزمة المعيشية والاقتصادية.
ورصد الاستبيان أن الشباب خاصة الحاصلين على التعليم الجامعي هم الأكثر إقبالا على الهجرة، حيث فكر 58% من الشباب (18-29 عاما) في الأردن بالهجرة،بينما لم يفكر فيها إلا 36% ممن هم فوق الثلاثين من العمر.
وجاء الأردن في المرتبة السابعة من بين الدول التي تقدم مواطنيها للهجرة عبر برنامج هجرة التنوع الأميركي المعروف بـ"اللوتري"، إلى الولايات المتحدة خلال العام 2018، وفقا لتقرير مكتب الشؤون القنصلية الأميركي.
يوضح حسين الخزاعي دكتور في علم الاجتماع أن الإقبال المتزايد على الهجرة هو نتيجة للواقع المعيشي الصعب الذي يعاني منه الأردنيون، إذ إن العامل الاقتصادي يكون هو السبب عادة والدافع للهجرة إلى أي بلد، رغبة في تحسين ظروف الحياة خاصة عند فئة الشباب .
وأضاف الخزاعي لـ"صوت شبابي"، أنّ السبب الرئيسي لهجرة الشباب من الأردن هو البطالة وسوء الوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى فقدان الأمل في تحسين الأوضاع الاقتصادية وخاصة عند فئة الشباب، مشيرًا إلى أنه 45%من الشباب متعطلين عن العمل.
وأشار إلى أن الشباب يبحثون عن فرصة للاعتماد على أنفسهم والخروج من محيط العجز الوظيفي، لهذه الأسباب يلجأ منهم إلى الهجرة أو حتى التفكير الخروج من البلاد بحثًا عن فرص عمل لتحسين الظروف المعيشية.
ويعتبر دكتور علم الاجتماع حسين الخزاعي أن الواقع الأردني في الحد الأدنى للأجور لا يستطيع الشباب أن يبني مستقبل جيد وهو موجود داخل الأردن، لافتًا أن الشباب إذ لا يستطيع تحقيق طموحاتهم في بلادهم يلجأ في تحقيقها خارج البلاد.
وأختتم حديثه قائلًا: إن 48% من الشباب في الأردن راغبين بالهجرة، مشيرًا إلى أن نسبة الفتيات تجاوزت 39% راغبات بالهجرة، وذلك بسبب سوء الوضع الاقتصادي في الأردن .