في أطراف المدن، قد ينسى صناع القرار أهمية الاطلاع على واقع التعليم هناك، لانشغالهم في واقع مختلف آخر بعيدا عن تلك المدن، ذلك لأسباب عديدة منها محدودية الموارد المتاحة، ونقص التمويل، والتحديات اللوجستية، والصعوبات في جذب المعلمين المؤهلين والحفاظ عليهم في بيئة تختلف عن أماكن سكنهم.
وقد تكون السبب الأهم الضغوط السياسية والاقتصادية، وصعوبات التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية لتحسين التعليم في المناطق النائية، مما يقلل من فعالية الجهود المبذولة على أرض الواقع .
تزداد الصعوبات التي يواجهها الطلبة يومًا بعد يوم، مع انخفاض مستوى التعليم وغياب البنية التحتية اللازمة لدعم عملية التعليم في ظل انتشار كبير لتكنولوجيا والتي جعلت كل شيء سهلا الا انها لم تستثمر بالشكل الأمثل في المناطق النائية.
بالرغم من أن تعزيز التعليم في هذه المناطق ليس فقط واجبًا اجتماعيًا، بل استثمارًا في مستقبل الأجيال القادمة وازدهار المجتمع بأسره وتطوره.
مما لا شك فيه ان واقع التعليم في المناطق النائية مختلف عن واقع التعليم في قلب المدينة، حيث أن أطراف المدن تعيش تحديات كبيرة مثل نقص البنية التحتية التعليمية والموارد المالية المحدودة، بالإضافة إلى نقص المعلمين المؤهلين والتحديات اللوجستية، مما يعرقل جودة التعليم وفرص الطلاب في هذه المناطق مما يدعو للقلق على مستقبل الجيل الصاعد ومستويات التنمية.
فاطمة،طالبة في الصف العاشر، تعبر عن استيائها من غياب غرف والفنون والمكتبات والمختبرات العلمية الأساسية، مما يقيد إمكانياتها في التعلم ويقلل من فرصها في اكتساب مهارات عملية. تقول فاطمة: "نحن نفتقر إلى الموارد التي يمكن أن تساعدنا على تعلم العلوم بشكل مناسب. هذا الأمر يثير الإحباط لأننا نريد أن نحقق طموحاتنا بشكل أفضل."
واقع المناطق النائية، ان الطلاب تعيش تحديات كبيرة تتمثل في نقص التحفيز والدعم من المعلمين والمؤسسات التعليمية، مما يؤثر سلبًا على تطورهم الأكاديمي والشخصي. يجد الطلاب أنفسهم يواجهون صعوبة في فهم المواد والمواضيع الدراسية بشكل عميق، ما يضعهم في وضعية حرجة تؤثر على طموحاتهم المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يفتقرون إلى الفرص الحقيقية للمشاركة في التجارب العلمية والأنشطة الثقافية والرياضية، مما يحرمهم من تطوير مهاراتهم واكتشاف قدراتهم بشكل كامل. هذا الوضع يستدعي من السلطات التعليمية والمجتمع المدني تعزيز الدعم وتحسين البنية التحتية التعليمية في تلك المناطق، لضمان توفير بيئة تعليمية مناسبة ومحفزة لجميع الطلاب، تساعدهم على النمو والتطور بشكل شامل ومستدام.
من جهة أخرى، يقدم الأستاذ علي، معلم في إحدى المدارس بالمنطقة، تحليله للتحديات التي تواجه الطلاب. يقول علي: "الطلاب في المناطق النائية يواجهون صعوبات كبيرة بسبب الظروف المعيشية الصعبة ونقص الموارد. يجب زيادة الدعم المجتمعي والحكومي لتعزيز فرص التعليم في هذه المناطق."
من ناحية أخرى، تؤكد الإدارات التعليمية على أنها تعمل على تعزيز جودة التعليم في المناطق النائية من خلال زيادة التمويل وتحسين البنية التحتية. تهدف هذه الجهود إلى تحقيق تحسين مستدام في بيئة التعليم وتقديم فرص تعليمية عادلة للجميع.
وتحدث مدير تربية لواء البترا الدكتور عماد السفاسة عن تجربة التعليم في لواء البترا بمناطق المختلفة من اللواء المترامي الأطراف وقال إن لديهم شراكة في الدعم من خلال سلطة اقليم البترا التنموي السياحي والذي يساهم في تطوير العملية التعليمية بمختلف المناطق منعا لتسرب المدرسي حيث صرح الدكتور السفاسفة : "نحن في مديرية التربية والتعليم في لواء البترا نقوم بدعم طلبتنا ودعم تعلمهم في جميع المناطق بالأخص المناطق النائية ومناطق الأطراف وذلك من خلال متابعة المدارس وأداء المعلمين في هذه المدارس توجيه إدارات المدارس بالتركيز على المبادرات الهادفة في هذه المناطق ايضا من خلال برنامج مشاركة الأهالي والمشاركة المجتمعية يتم التواصل مع أولياء الأمور لمتابعة أداء أبنائهم وتقوم المديرية بفتح شعب المراحل العمرية المختلفة وتوفير الهيئة التدريسية المدربة لتدريس هؤلاء الطلبة وتقوم المديرية بالزيارات الحثيثة لهذه المدارس، وتقوم بدعم الطلبة ببدل مواصلات من خلال وزارة التربية والتعليم وسلطة اقليم البترا بالإضافة للحد من حالات التسرب المدرسي من خلال المتابعة مع الإدارة المدرسية في المدارس المعنية وتوفير بيئة تعليمية جاذبة لهؤلاء الطلبة" .