تباين في آراء الشباب حول رفع ضريبة السجائر

الرابط المختصر

تباينت الآراء في الزرقاء حيال قرار الحكومة الأردنية برفع الضَّريبة المفروضة على الدُّخان؛ تماشياً مع الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة التَّبغ والتَّدخين بجميع أشكاله، وفقا للنظام المعدِّلً لنظام الضَّريبة الخاصَّة لسنة 2024م، وتماشياً مع الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة التَّبغ والتَّدخين بجميع أشكاله، حيث سيتم رفع سعر الدخان 10 قروش للباكيت الواحد، و مضاعفة الضريبة الخاصة المعسل حيث كانت 65 قرشا على كل 100 غم، وستصبح 130 قرشا لكل 100 غم.

ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أنه قرار صائب و يساهم بالتخفيف من آفة التدخين يراه البعض أنه لا يتعدى عبء إضافي على جيب المواطن الذي يعاني  اصلا من ظروف اقتصادية سيئة بحس العديد من المواطنين في الزرقاء الذين تحدثوا ل "صوت شبابي"

قال الشاب أيوب ذو 25 عاما " أنا مدخن وأرى أن الحكومة صائبة في قرارها فبذلك يتشجع نوعا ما بالتخفيف من التدخين ،للأسباب الصحية أولا والمادية ثانيا طبعا،بالتأكيد سيؤثر على كشاب في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي نعيشها بالتأكيد ستتأثر من زيادة سعر الدخان ورفع الضريبة على المعسل".

راكان نظمي زريقات ،صاحب محل لبيع السجائر ومستلزمات التدخين ويعمل في هذا المجال منذ ستة أعوام ،عبر عن تأييده بقرار الحكومة برفع الأسعار واصفا إياه بالقرار الصائب وعزا السبب من مشاهداته إقبال الجميع على التدخين وحتى الأطفال ،مؤكدا أن مبيعاته لن تتأثر لأن من يرغب بالشراء لن يهمه ارتفاع السعر مهما ارتفع خاصة في الأردن،مهما ارتفع يشتروا .

وقالت  سـارة ذات ال22 ربيعا أنها تدخن منذ عامين ولا تؤرجل لأنه بنظرها أخف ضررا ،مبينة أنها تستخدم  باكيت واحد من السجائر كل ثلاثة أيام،وعن القرار الأخير قالت أنه حرام لأنه الوسيلة الوحيدة التي يعبر بها الشخص عن نفسه ،كلنا نعلم مهما ارتفع السعر لن يؤثر على المدخن وبالتالي سيضغط نفسه من مصاريف أخرى ليدفع الزيادة ، لأن من يدخن منذ فرتة طويلة مستحيل أن يقلع عن التدخين.

مؤكدة أنها لن تخفف من استهلاكها للدخان ،وتتوقع أن يغير غيرها نوع الدخان بسبب ارتفاع السعر كنوع من أنواع الحلول .

عبدالله الخزاعله صاحب محل أراجيل ومستلزماتها في الزرقاء الجديدة قال :"منذ عام ونصف أزاول هذا العمل ولا أبيع السجائر ،الإقبال شديد على الأراجيل سواء من الرجال أو النساء ،وعن القرار الأخير برفع الضريبة على المعسل ستنعكس بالتأكيد على المواطن،سترتفع الأسعار عليهم أيضا،وممكن تتراجع المبيعات في المحل ،وبصراحة هو قرار صائب للحد من أعداد المدخنين هو حل في مكانه لكن الأسعار هي أساس غالية ومرتفعة ،ولا أعتقد أن الناس ستقلل استهلاك الأرجيلة وإن حصل ستكون النسبة قليلة جدا،فمن يريد التدخين لا يمنعه السعر".

وقالت السيدة أم طارق وهي ربة منزل ،أنها وزوجها يؤرجلوا منذ زمن ومهما ارتفع سعر المعسل فلن تخفف من استهلاكها ،لكن احتمال أن يستبدل زوجها المعسل بنوع آخر أرخص وبالطبع أقل جودة".

الحاج علي البوريني  وهو في السبعينيات من عمره  تحدث عن تجربته في التدخين قائلا :" كنت مدخنا لأكثر من ثلاثين عاما ،وكان الجميع ينصحني بالإقلاع عن التدخين ولم أكن أقتنع ، حتى جاء يوم وتعرضت لجلطة في القلب وقاموا بتركيب ثلاث شبكات للقلب ،حينها تركت الدخان للأبد ،لكن بعد ماذا؟؟؟بعد أن خسرت ماديا وصحيا وأنصح كل مدخن أن يترك الدخان والأرجيلة لأنهما أكبر ضرر على الصحة ،ولغاية الآن أنا أعاني من الدخان وأضراره.

مؤيدا القرار الحكومي برفع الأسعار والضريبة متمنيا لو تم الرفع بنسب أكبر حتى يقلع الجميع عن التدخين وخاصة النساء والأطفال.

 

هذا وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، قال في الإيجاز الصحفي في مقر وزارة الاتصال الحكومي، مساء الخميس 12 سبتمبر" أن كلفة علاج السرطان في الأردن سنويا تبلغ بـ 350 مليون دينار على الأقل، مضيفا أن هنالك زيادة مطردة في نسبة الإصابات بالسرطان في الأردن منذ العام 2015 بنسبة ارتفاع بلغت 40 بالمئة.

وقال الهواري إنه من المتوقع أن تتجاوز إصابات السرطان في الأردن بأكثر من 50% خلال أعوام، مشيرا إلى أن 8 آلاف إصابة بالسرطان تحدث سنويا في الأردن.

ونوه إلى أن نسبة السيدات المدخنات ارتفعت إلى أكثر من الضعف بين 2004 - 2019، لافتا إلى ارتفاع عدد الإصابات بالسرطانات التي تعاني منها السيدات بنسب واضحة في السنوات الأخيرة.

وأكد ارتفاع كلف معالجة السرطان في عام 2030 إلى أكثر من 500 مليون دينار، وأن نسب التدخين في الأردن خرجت عن السيطرة، وهو ما استدعى التدخل واتخاذ إجراءات فورية لوقفه.

وأضاف: "ما لاحظناه من زيادة مطردة في أمراض السرطان باستخدام طرق إحصائية دقيقة لتحديد هذه الزيادة من العام 2015، أخذت منحنى مختلفا عما كانت عليه في السابق".

كما أشار إلى أن الزيادة المطردة في أمراض السرطان هي بسبب ممارسات غير صحية امتدت إلى ما لا يقل عن 15-20 عاما وعلى رأسها التدخين.

وجاء الأردن الدولة رقم واحد في استهلاك الفرد للسجائر على مستوى العالم وبنسبة المدخنين.

ولفت إلى أن وزارة الصحة تعمل على تفعيل تطبيق قانون الصحة العامة وحظر التدخين في الأماكن العامة والجامعات، مشددا على أن 40% من أنواع الإصابة بالسرطان سببها التدخين.

وقال إنه يوجد 166 إصابة بالسرطان لكل 100 ألف بين الذكور، في المقابل 149 إصابة للإناث لكل 100 ألف في الأردن.

وفي تقرير صحفي نشرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، في أيار الماضي للمجلس الأعلى للسكان قال فيه أن أكثر المدخنين الأردنيين فقراً ينفقون على السجائر ما مقداره 25 مرة أكثر مما ينفقون على الصحة، و 10 مرات أكثر مما ينفقون على التعليم و 1.5 مرة أكثر مما ينفقون على الطعام، وفقا لأرقام وطنية.
ويبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية السنوية للأردن من المستويات الحالية لتعاطي التبغ 1.6 مليار دينار أردني.

وتناول البيان، حقائق و أرقاما عن تعاطي التبغ في الأردن؛ فبحسب تقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية بعنوان " اتجاهات تعاطي التبغ 2000-2030"، قدّرت المنظمة عدد مستخدمي التبغ و مدخنيه في الأردن في عام 2022 بـ 2.77 مليون شخص؛ منهم 2.29 مليون ذكور، و483 ألف أنثى .
وجاء الأردن في المرتبة الأولى كأكثر دولة استهلاكا للتدخين بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 عام فما فوق في إقليم شرق المتوسط التابع للمنظمة بنسبة بلغت 36 بالمئة لعام 2022، مع توقّع ازدياد النسبة إلى 38.3 بالمئة عام 2030.