انتعاش آمال شباب وشابات المفرق الثقافية والاقتصادية

الرابط المختصر

عاد الإهتمام بالحرف اليدوية والصناعات التقليدية، في محافظة المفرق في الآونة الأخيرة إلى الساحة المحلية، ودورها في المساهمة بحلول اقتصادية للشباب والشابات في المحافظة وإيجاد فرص عمل في ظل انتشار البطالة هناكز

إلا أن هذه الحرف والمواهب والأيدي العاملة في هذا المجال تواجه العديد من المعيقات من أهمها عوامل بيئية واجتماعية ، التي خلقت بالنسبة لفئة من الشباب ظروف استثنائية داخل محافظة المفرق ليبدعوا من خلالها ويعبرون عن ثقافتهم  وبابا لفرص عمل غير تقليدية.

وبالمقابل هي فرصة وتجذير الحركة الثقافية والفنية والإعلامية في المحافظة التي تعاني تهميشا لهذا الجانب منذ سنوات.

وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء للمحافظة وخلال افتتاحها لمعرض ثقافي في المفرق مؤخرا في جمعية الاصايل للإبداع والفن التشكيلي قالت إن الوزارة بصدد التشاور والتخطيط مع الجهات المعنية من بلدية ومجلس محافظة ومثقفين ومهتمين بالجانب الثقافي لإطلاق وافتتاح مركزا ثقافيا في المحافظة أسوة بالمحافظات الأخرى، نظرا لما تمثله محافظة المفرق للهوية والثقافة الأردنية التي تعكس القيم الوطنية الأردنية، إضافة إلى الطاقات البشرية التي تعمل في مجال الحرف والصناعات اليدوية الإبداعية التي تمثل الثقافة الأردنية".

وأكدت النجار أن العاملين في مجال الحرف والصناعات اليدوية بحاجة إلى الدعم حيث سيتم إشراك مجموعة من صانعي الحرف اليدوية في مهرجان جرش للثقافة والفنون لهذا الموسم إيمانا بضرورة دعمهم ماديا من خلال عرض أعمالهم ومنتوجاتهم خلال أيام المهرجان. وسيكون هناك منصة رقمية لدعم الشباب الأردني المبدع في مجالات الثقافة على مختلف أشكالها من كتّاب وشعراء وصانعي حرف .

 

هذا الإهتمام أوجد  حالة من الانتعاش لدى  الشباب في المحافظة بحسب  رئيس جمعية الأصايل للإبداع والفن التشكيلي منتصر عبيدات الذي قال "إن دعم المواهب الشابة بمجالات الثقافة والفنون في المحافظة، كونها تزخر بهذه الفئة وتمثل موروثا ثقافيا مميزا في المملكة، ضرورة وطنية ملحة، في ظل الانفتاح على الثقافات الأخرى وامتزاجها واندثار الكثير من الموروث لدى الشباب قادة المستقبل" مضيفا "نعمل في المفرق على رصد الملامح المبدعة الحالية للواقع الثقافي في محافظة المفرق من خلال أعمال شباب وشابات المفرق وابداعاتهم التي  تعبر عن حقيقة وفلسفة الموروث الثقافي في المفرق وأساليب التكيف مع الحياة".

وعن مشاركة الشباب الحرفيين في مهرجان جرش المقبل قال عبيدات"  المشاركة في المهرجان مهمة للشباب ليمكنهم اقتصاديا في ظل الظروف الحالية، ودعمهم لتكون دافع قوي للاستمرار بالعمل".

واعتبر المهتمون في الواقع الثقافي في المفرق أن  الإعلان عن إنشاء مركز ثقافي في المحافظة، سينعكس على مدخلات المحافظة الثقافية المرتجاة، كونها – بصدق – يمكن أن تنهي رحلة اغتراب العديد من محاور قوتها الثقافية الناعمة، بحسب  ندى لسرحان أحد أصحاب المشغولات اليدوية ونحات وصانع مجسمات بالخشب،  الذي قال "إن محافظة المفرق تزخر بالكثير من المواهب الشابّة بمجال الثقافة والفنون وصناعة الحرف اليدوية والرسم والشعر وغيرها من المجالات، وهم بحاجة إلى الدعم اللازم بإقامة البازارات والحضور بالفعاليات الثقافية الكبرى في المملكة، للمساهمة بتطوير وصقل هذه المواهب وإيجاد فرص عمل وأشكال للدخل تعود بالفائدة عليهم."

فما زال شباب وشابات المفرق أمام نقطة تحول جوهرية تقتحم فضاءات لا محدودة في كل قطاعات المستقبل والمعرفة الفن والثقافة، وأيضاً القطاع الأدبي الزاخر بالكثير من الرواد المواهب والعقول المبدعة نصوصاً وأداءً وإخراجاً، ليستفاد من التجارب الثرية في منطقتنا الأردنية والعربية المحيطة، لتؤسس شراكة من العيار الثقيل، وقدرتها على التكيف مع مجريات العصر، بل ومجاراته إبداعياً على كافة مستويات التنظيم والتقديم والإثراء أيضاً.