الموت البطيء لخدمات "الأونروا " يباغت الشباب بمخيمات الشتات

الرابط المختصر

يقول مهند سلامة الذي يقطن مخيم النصر الواقع بقلب العاصمة عمان" إن الأونروا هي الشريان الذي يربطنا كلاجئين فلسطينيين بالحياة ".

وإن  الموت البطيء الذي تشهده  خدمات "الأونروا" وكالة الغوث لدعم اللاجئين الفلسطينيين في الأردن سيفتح أبواب العزاء لأحلام وطموحات كل شاب وشابة ينتمون لمخيمات الشتات الفلسطينية بالأردن والذين يشكلون شريحة واسعة جدا وهم "العامود" الذي يشد عضد المخيمات .

وأشار مهند إلى الباحات والساحات كساحات المدارس التي كانت المنفذ الوحيد لشباب المخيمات للهروب ولو لبعض الوقت من الواقع البائس الذي يواجهونه يوميا منوها إلى حرمانهم من فسحتهم الوحيدة.

أما فاطمة الزهراء من مخيم البقعة فقالت إن أكبر مخاوف الفلسطيني الذي يعيش بالمخيمات هي أن يدفع ثمن علاجه وتعلميه فدعم خدمات الصحة يعتبر أساسي عند سكان المخيمات ولا يمكنهم تحمل عناء توقف الدعم في حال إستمراره وتضيف فاطمة مستاءة أن أي وقف لدعم الأونروا سيؤثر على الأجيال الشابة ويفني مجهودهم السابق هباء خصوصا الشباب في المرحلة ما بعد المتوسطة بالدراسة، ناهيك عن  خدمات الإعاشة التي تستفيد منها العائلات الفلسطينية كالقروض". 

 

وقال  أولاف بيكر مدير شؤون الأونروا في الأردن إن " الأحداث التي شهدتها المنطقة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بوقف ستة عشر دول مانحة دعمها للأونروا ما يشكل خمسين بالمئة من الموازنة السنوية وحصل ذلك بعد اتهام إسرائيل لأشخاص من المنظمة بدعم عملية 7 أكتوبر ووكالة الغوث التي تعتبر الركيزة الأساسية لاستمرار حياة اللاجئين الفلسطينيين بالمخيمات أستمرت بتقديم خدماتها رغم هذه الظروف إلا أن الأثر لم يزل.

وأضاف ل "صوت شبابي"  بأنه مع رغم العودة التدريجية للخدمات وإرجاع الدعم من جميع الدول باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية حيث وبعد أن تبين عدم وجود أدلة  دامغة أرجعت  15 دولة تمويلها تدريجيا كل شهرين إلى ثلاث أشهر  إلا أن هناك تباطؤ تدريجي واضح بالخدمات بسبب توقف  الدعم من الولايات المتحدة التي كانت هي الداعم الأكبر بنسبة تصل إلى   3 بالمئة 

وحسب ما قال " فإن نسبة الشباب تشكل من ٤٥ إلى ٥٠ بالمئة من المخيمات و  أي خطر بالتوقيف للدعم فإن المتضرر الأكبر سيكون فئة الشباب على سبيل التعليم والصحة والقروض الشخصية وعلينا ان لاننسى الضرر والضغط النفسي الذي سوف يتعرضون له .

وتقوم الأونروا ببرامج تعليمية تشمل التعليم المدرسي والتعليم العالي حيث يستفيد 1445 طالبا في كلية العلوم التربوية للأداب و 2533 طالبا من مراكز التعليم والتدريب التقني والمهني للشباب فوق سن ال 16  كما تقدم خدمات الإقامة الداخلية لطلاب التدريب المهني بالإضافة إلى خدمات الدعم النفسي والدورات التدريبية للخريجين 

بالنسبة للقروض والتمويل وتدعم الأونروا الشباب من لاجئي فلسطين من خلال برنامج التمويل الصغير التابعة لها وتخصص 28% من قروضها التمويلية للشباب من رواد الأعمال .

تعمل هذه القروض على  تمكين الشباب من خلال مساعدتهم على بدء أو تنمية مشاريع صغيرة ، وخلق فرص العمل الحر وبناء أصول منزلية وتغطية النفقات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم ، خدمات صحية شاملة بما في ذلك رعاية ما قبل الحمل ورعاية ما قبل الوالدة ، خدمات صحية شاملة و يتم إيلاء اهتمام خاص للخدمات المخصصة للشباب، بما في ذلك رعاية ما قبل الحمل ورعاية ما قبل الولادة كما يكرس الموظفين  أنفسهم لرفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة بالزواج المبكر، بهدف تمكين اللاجئين الشباب من المعرفة والموارد اللازمة لاتخاذ قرارات صحية مستنيرة.

 

مراكز صحية صديقة للشباب

في إطار دعمها للشباب، أنشأت الأونروا مركزاً صحياً صديقاً للشباب في كلية العلوم التربوية والآداب بالإضافة إلى عيادة صحية في مركز التدريب المهني في وادي السير. وتوفر هذه المراكز بيئات داعمة يسهل الوصول إليها حيث يمكن للاجئين الشباب تلقي رعاية صحية شاملة تتناسب مع احتياجاتهم. 

برامج الصحة المدرسية تدير الأونروا أربعة فرق متخصصة في الصحة المدرسية والتي تقوم بزيارة المدارس على مدار العام الدراسي.

تركز هذه الفرق على الخدمات الصحية الأساسية، بما في ذلك إدارة لقاحات الكزاز والدفتيريا للشباب واليافعات البالغين والبالغات من العمر 16 عاما. 

كما نقدم أيضا جلسات للتوعية الصحية حول مجموعة متنوعة من المواضيع، مثل مخاطر التدخين، وتعاطى المخدرات، وأهمية أسلوب الحياة النشط، ويتم تنفيذ هذه الجهود بالتعاون مع مديري المدارس ومعلمي الصحة، لضمان اتباع نهج منسق لصحة الطلبة ورفاهيتهم.

 

ماذا سيحدث للشباب إذا توقف التمويل ؟

يعتمد لاجئو فلسطين الشباب على كافة خدمات الأونروا للشباب لتلبية احتياجاتهم اليومية ومستقبلهم، وإذا توقف التمويل فإن مستقبلهم سينتهي، ولن يتمكنوا من الوصول إلى جميع الخدمات المذكورة أعلاه ولن يحصلوا على الفرص المستقبلية التي توفرها برامج التعليم والتدريب التقني والمهني حاليا، مما يعني فقدان الفرص المهنية والمستقبلية كالتوظيف، لن يتمكن لاجئو فلسطين الشباب من تلقي الخدمات الصحية، ولن يتمكنوا من الحصول على أي قروض عاجلة أو طارئة أو أي مساعدة مالية أو دعم.