"هناك خبرات كبيرة ومتنوعة متعددة لدى الشباب في المفرق، ولكن المشكلة تكمن في غياب الثقة بين أصحاب العمل والشباب المحليين، لا اعرف لماذا يفضلون أبناء محافظات أخرى على أبناء المنطقة " اشتكى الشاب سليمان الشرعه الذي تخرج من كلية التربية الخاصة في جامعة آل البيت ولكنه لم يجد فرصة عمل حتى الآن رغم مرور ما يزيد على خمس سنوات من تخرجه.
يضيف الشرعة " مشكلة البطالة بين الشباب في محافظة المفرق هي قضية تؤرق الكثير من الخريجين الذين يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل رغم حصولهم على مؤهلات أكاديمية جيدة، وتفاقمت المشكلة منذ جائحة كورونا، رغم ما يتردد عن فرص عمل متاحة في المنطقة التنموية في محافظة المفرق، لكن هذه الفرص غالبًا ما تكون مشوبة بالواسطة والمحسوبية" على حد تعبيره .
ويوافقه الرأي عدد من الشباب المتواجدين أثناء إعداد التقرير مفضلين عدم ذكر أسمائهم ويؤكدون " كثير من العاملين في هذه المشاريع هم من خارج المحافظة ويعزو ذلك إلى العلاقات الشخصية مع أصحاب العمل، الأمر الذي يحرم الشباب في المفرق من فرص العمل التي ينتظرونها طويلاً".
يقول الشرعة "منطقة البادية الشمالية تسجل أعلى نسب بطالة بين خريجي الجامعات، لكن لا بد من القول ان عدد منا تنقصه المهارات ، لا بد من توفير مهارات ذاتية للشباب لتأهيلهم بشكل أفضل للدخول إلى سوق العمل".
هذا الوضع يعكس تحديات كبيرة تواجه الشباب في محافظة المفرق، ويحتاج إلى تدخلات جادة من الجهات المعنية لتحسين الوضع وتوفير فرص عمل عادلة تستند إلى الكفاءة والجدارة بعيدًا عن المحسوبية والواسطة.
إذ بلغ معدل البطالة الرسمي عام 2024 بالمفرق في الربع الأول 23.4%، مما يعكس تحديات كبيرة تواجه السوق العمل في المنطقة، مقارنة بالعام الماضي التي كانت 21.4%.
وسجلت المفرق أعلى نسبة بطالة في نهاية العام الماضي بنسبة 24.8%، في حين كانت أدنى نسبة بطالة في محافظة العقبة بنسبة 17.7%. هذه الأرقام تعكس التحديات الكبيرة التي تواجه الشباب في الحصول على فرص عمل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتبرز أهمية اتخاذ إجراءات فعالة لتحفيز الاقتصاد المحلي وتعزيز فرص العمل في مختلف المحافظات.
الخبير الاقتصادي موسى الساكت يسلط الضوء على تأثير اللجوء السوري على محافظة المفرق، ويقول " أصبح أكثر من 30% من سكان المحافظة من السوريين وهذا أدى إلى تزاحم كبير على الوظائف والموارد المحلية، مشيرا إلى أن البطالة في المفرق ليست مجرد مشكلة اقتصادية بل هي بطالة هيكلية، حيث لا تتوافق المهارات والشهادات مع احتياجات سوق العمل.
ويئكد الساكت أن" المهارات تعد أهم من الشهادات في السوق الحالي، وينصح بوجود توجيهات من الحكومة لتطوير المهارات التي تتناسب مع احتياجات القطاعات التشغيلية في المحافظة، مع التركيز على القطاعات السياحية والزراعية كأساس للنمو الاقتصادي، داعيا " إلى ضرورة وجود جهة عليا تتولى إدارة ملف البطالة في المملكة، صحيح أن وزارة العمل تلعب دورًا مهمًا في هذا السياق، لكن هناك جهات أخرى أيضا معنية بالملف بشكل أساسي".
الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل، محمد الزيود، يوضح أن هناك مبادرات تهدف إلى تشغيل الشباب والشابات في محافظة المفرق من خلال إنشاء فروع إنتاجية، هذه المبادرات، التي بدأت منذ عام 2008، تهدف إلى إنشاء مشاريع ومصانع للتشغيل في المناطق التي تعاني من معدلات عالية من الفقر والبطالة في جميع ألوية ومحافظات الأردن، حالياً يوجد 30 وحدة وفرعاً إنتاجياً تمكنت من استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية لتوفير فرص عمل للأردنيين بالقرب من مناطق سكنهم.
تستمر وزارة العمل في التوسع في هذه الوحدات والفروع الإنتاجية، حيث يبلغ عدد المشتغلين حالياً في هذه الوحدات حوالي 9 آلاف شخص، مما يساهم في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في الأماكن المتضررة بشكل خاص، هذه المبادرات تعكس التزام الحكومة الأردنية بمكافحة البطالة وتعزيز فرص العمل للشباب والشابات، وتعتبر خطوة إيجابية نحو تعزيز التنمية المستدامة في المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، تتوفر للشباب الأردنيين فرص في برنامج "تشغيل" الوطني، الذي يهدف إلى تمكين الشباب من جميع المحافظات، بمختلف المؤهلات العلمية، من الحصول على فرص عمل تدريبية وتأهيلية، في جميع القطاعات الاقتصادية وفي كافة محافظات المملكة، بما في ذلك محافظة المفرق.
وتساهم أيضا مؤسسات المجتمع المدني في محاولة إيجاد حلول لمشكلة البطالة بين شباب وشابات المفرق ، يقول إسلام حوامدة، مدير هيئة شباب كلنا الأردن في محافظة المفرق" تقدم الهيئة برامج متعددة تهدف إلى تخفيض نسبة البطالة بين الشباب، مع التركيز على توفير فرص التدريب والتأهيل للشباب في مختلف المجالات، مثل : التجارة الإلكترونية، والتسويق الإلكتروني، وصناعة المحتوى. هذه البرامج تهدف إلى تمكين الشباب وتجهيزهم لسوق العمل، سواء بتوفير فرص عمل مؤقتة أو دائمة أو إعدادهم للمشاركة في سوق العمل في المستقبل".
ويشجع الحوامدة الشباب في المفرق بالتوجه نحو القطاع الخاص والعمل المهني، وعدم الانتظار للحصول على وظيفة"
الشابة روزانه الخوالدة بعد إتمامها دراسة البكالوريوس في تخصص الصحافة والإعلام في عام 2019 بتقدير يؤهلها للعمل، وجدت نفسها بلا عمل لمدة سنة "تعتبر هذه التدريبات غالباً شكلية بدون فرص عمل فعلية. رغم تقديمها لأكثر من خمسين طلب وظيفة، وجدت العديد من الفرص خارج محافظتها المفرق، وتؤكد ان المحافظة تعاني بشكل خاص من التهميش وتفاقم الوضع بسبب تولي الشواغر بعض الأشخاص غير المؤهلين.