الشباب الأردني: لن يتحقق السلام لمستقبلنا في الشرق الأوسط بوجود الاحتلال

الرابط المختصر

بالتزامن مع الأحداث الأخيرة في الحرب الغاشمة على قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تصاعدت أصوات الشباب على مستوى العالم منهم وانفرد الشباب الأردني بالوقوف صفا خلف الرواية الأردنية الرسمية مفتخرين بحدتها ورفضها تمادي الاحتلال وصمت المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن.

وتابع الشباب الأردني بعمق ودقة تصريحات صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله وأيضا سمو الأمير ولي العهد الحسين بن عبدالله ووزير الخارجية أيمن الصفدي الذي برز دوره في جميع المحافل الدولية ولقبه الشباب ب"صوت الشعب".

وتوحدت غالبية الآراء في المملكة على رفض تمادي الاحتلال وحشيته ضد الأشقاء في فلسطين ولبنان، إذ يعتبر ذلك اعتداء على الإنسانية عامة في المنطقة وتسببت زعزعة في الظروف الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضا في الأردن خاصة بعد تدخل إيران واعتدائها على غلافنا الجوي.

وقالت نسيبة المقابلة ل"صوت شبابي"، 23 عاماً، إن تصريحات جلالة الملك والملكة وسمو ولي العهد، والوزير أيمن الصفدي في المحافل الدولية تعبّر عن موقف الأردن القوي والراسخ في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا سيما أن الدعوات إلى وقف التصعيد، والمطالبة بحماية المدنيين والتحرك عبر القنوات الدولية تعكس التزام الأردن التاريخي بمساندة الفلسطينيين ودعوة مستمرة لحل الدولتين الا وهو الحل السياسي المستدام.

"يوازن الأردن بين دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على مصالحه الوطنية والاستقرار الإقليمي، وهو أمر بالغ الأهمية للسلام في المنطقة؛ وتظهر الجهود الأردنية في الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية أنه لا يقف مكتوف الأيدي بل يسعى جاهداً لكسب دعم دولي لإنهاء التصعيد في غزة وحماية المدنيين" وفق المقابلة.

حازم صياحين شاب من إربد، يؤكد ل"صوت شبابي" أن منذ 7 أكتوبر لعب وزير الخارجية الأردنية الصفدي دورًا محوريًا في التعبير عن موقف الأردن تجاه الأحداث الأخيرة في غزة وسعي الأردن في كافة المحافل الدولية على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي باعتبار التصعيد الحالي يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

ويكمل صياحين بأن الأردن بذل كل جهوده الدبلوماسية خلال لقاءات جلالة الملك مع رؤساء الدول الاوربية والغربية إضافة لجهود الصفدي المتممة،إذ ينقل جلالته بكل شفافية حقيقية ما يحدث وما يتعرض له الفلسطينيين من قتل وحشي وهذا كان له دور مهم واساسي في إيضاح الحقائق التي يحاول اليهود طمسها وإخفائها من جرائم ترتكب ليل نهار بحق الفلسطينيين.

ويرى صياحين أن موقف الأردن كان متقدم جدا مقارنة مع المواقف العربية مقارنة مع وزراء الخارجية العرب، فقد كان الأردن منذ اندلاع العدوان على غزة مدافع شرس عن القضية الفلسطينية وغزة وذلك يعكس التزامًا ثابتًا بدعم الحق الفلسطيني، والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويضع حدًا للاعتداءات المتكررة عليهم.

"لا شك أن الدور الذي يقوم به الملك ووزير خارجية يؤكد ان الاردن وفلسطين جسد واحد وما يقدمه جلالة الملك في مناصرة الشعب الفلسطيني يشهد له القاصي والداني من خلال دعم الأشقاء في غزة وفلسطين بكل السبل والوسائل" على حد قول صياحين.

وعلى إثر تبعات الحرب الغاشمة على غزة تولدت لدى الشباب في الأردن حالات من الخوف والقلق من المستقبل بما في ذلك من تدهور الاقتصاد نتيجة التصعيد في المنطقة من مختلف الحدود بالإضافة للقلق من الوضع السياسي محليا ودوليا أثر واضح عليهم، وأيضا من الناحية الاجتماعية التي كانت لها أثر نفسي بعدم الرغبة في بناء أسرة والإقبال على الزواج.

إذ يعتقد الشاب سامر العكايلة أن ارتفاع الأسعار على البقوليات والخضار والمواد التموينية وأصناف عديدة أخرى، جاءت بعد تزايد التجار في تزويد الضفة الغربية بأضعاف الحاجة لما يعاني الأشقاء من أزمة غير مسبوقة وغير مقبولة مطلقا وهو الأمر يثير المخاوف من زيادة نسب الفقر في الأردن لما لها تبعات مقلقة في المستقبل.

أما عن الحالة الاجتماعية لدى الشباب في الأردن، يوضح الخبير الاجتماعي الدكتور حسين خزاعي ل"صوت شبابي" أن الأثر الأكبر من تأثيرات هذه الحرب خارج حدود فلسطين المحتلة يقع على عاتق الشباب خاصة الشباب الأردني لما تجمعه روابط متجذرة مع الأشقاء في فلسطين وأيضا تصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة عموما أضعف من طاقتهم التي تدفعهم للعمل أو الإنجاز نتيجة حالة الإحباط العام من الموقف الدولي الذي يقف بوجه جرائم الإحتلال حتى بعد مرور عام كامل على الحرب.

وفي الشأن السياسي، بين الخبير السياسي عامر السبايبة ل"صوت شبابي" أن الشباب الأردني تعرض لتخوف كبير جراء الأحداث الإقليمية الأخيرة خاصة الحرب الغاشمة على غزة وهنا يتطلب مراعاة أن تكون الرواية الرسمية للدولة أمام العالم متساوية مع الرواية الرسمية المحلية، إذ لابد توجيه رواية تطمينية للمجتمع الأردني وترفع مستوى الوعي للوضع الأمني في الدولة.

وأشار السبايبة لضرورة عدم ترك الساحة الداخلية في الأردن للشائعات أو الروايات القادمة من الخارج، ومراعاة الحذر في خطاب الشباب الأردني باعتبارهم غير شريكين في اتخاذ القرار مما يستدعي توضيح الأمور وخلق حالة الإستقرار في الأذهان تفادي لتبعات الثوران الشبابي.

الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف منصور يصف ل"صوت شبابي" الوضع الاقتصادي في الأردن بالمستقر، حيث تقرأ مؤشرات البطالة والأسعار بالتراجع مقارنة مع السنوات السابقة وهو الأمر الذي يتجاوز التخوفات حتى وإن شهدنا تراجع طفيف على قطاع السياحة إلا أنه لا يصف كتبعات بارزة ومقلقة للأحداث في الأردن.

ومن ناحية أخرى يؤكد منصور أن الإحتلال صاحب الرواية الكاذبة بأنه القوة التي لا تقهر وأن اقتصادية صادم لا يتأثر، قلبت عليه روايته بهمة المقاومة التي كشفت هشاشة هذا الكيان الغاصب وبات يحقق خسائر قد علمها كل العالم، وما يجعل القوى الحربية لديهم بالاستمرار هو الدافع الشخصي لـ نتنياهو الذي من المؤكد محاكمته إن توقفت الحرب وسجلت الهزيمة.

ومن الجدير بالذكر أن الثقة المطلقة بين المجتمع الأردني والأجهزة الأمنية كانت السلاح الذي وقف بوجه كل أساليب الفتن التي أتت من مختلف الحدود، وتفاعل المجتمع الأردني مع الأشقاء العرب في فلسطين ولبنان يعتبر الأكثر قربا للنسيج العربي كأمة لا تفرقها الطوائف ولا العرق، وبرأي المجتمع الأردني فكل عربي هو الأحق بعمارة بلدة لا أن تسلب منه ويصنف كلاجئ لدى أي دولة كانت.