السيارات الكهربائية.. وجهة الشباب الأولى

الرابط المختصر

شهدت الأعوام الأخيرة إقبالا كبيرا على شراء السيارات الكهربائية في الأردن، أسباب عديدة جعلتها الوجهة الأولى للأردنين، أهمها الرغبة في خفض الإنفاق على الوقود خصوصا مع ارتفاع أسعاره.

سمية العواملة (31 عاما) لم تكترث لأهمية السيارات الكهربائية في خفض تلوث الهواء بقدر اهتمامها بالمردود المالي الذي ستوفره من البنزين.

وتقول: لم يعد القلق يراودني تجاه كلفة الوقود التي كانت مخصصة للبنزين في سيارتي القديمة، فالآن أوصل السيارة بشاحن الكهربائي المنزلي لعدة ساعات، وفي اليوم التالي تصبح جاهزة لقطع أكثر من 300 كيلو متر.

وتبين العواملة أنها استطاعت توفير أكثر من ثلثي المبلغ الذي كانت تنفقه على سيارتها القديمة (البنزين).

في حين يرى الشاب محمد القرالة (ويعمل في إحدى شركات التوصيل) أن الشباب يقبلون بشكل كبير على السيارات الكهربائية، فهذه السيارات أنهت معاناة الشباب من مصروف البنزين والذي يشكل عبئا كبيرا خاصة مع غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود الذي نشهده، إضافة إلى أنها  قادرة على قطع أكثر من 400 كيلومتر في الشحنة الواحد.

ويقول الخبير الاقتصادي إن كثيرا من المواطنين استبدلوا سياراتهم العاملة على الوقود بأخرى كهربائية، بحثاً عن التوفير في الكلف، وخاصة مع انخفاض أسعار السيارات الكهربائية في الأردن، مشيرا إلى أن تلك السيارات تحقق توفيرا ملحوظا في الوقود.

ووفقاً لبيانات رسمية صادرة عن وزارة الطاقة الأردنية، فقد انخفض استهلاك الأردن من المشتقات النفطية خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 4% ليسجل 911.8 مليون لتر مقارنة مع 952 مليون لتر خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.

وقالت الوزارة إن الطلب على مادة البنزين أوكتان 90 قد تراجع خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 4%، ليصل حجم مبيعاتها إلى 385.5 مليون لتر مقابل 403.5 ملايين لتر للفترة ذاتها من العام الماضي.

 

مزايا أخرى

لا يخالفه الشاب عامر السعدي كثير من الشباب الذي فضلوا السيارات الكهربائية على السيارات الهجينة، و يقول: بحمد الله انتهت معاناتي مع محال تصليح السيارات وتغيير الزيت ومشاكل المحرك التي لا تنتهي، فقد كان هناك جزء لا يتجزأ من راتبي يذهب شهريا لتصليح أعطال لا تتوقف.

ويبين المهندس الميكانيكي سامر محمد أن السيارات الكهربائية تتسم بقلة التعقيد الميكانيكي، ما سيوفر الوقت والجهد والمال على صاحب السيارة.

كذلك تخلو السيارات الكهربائية من "الشمعات" و"تغيير الزيت" و"المكلس" و"الفلاتر" التي تعد جزء مهم من سيارات البنزين، مشيرا إلى أن مالك السيارة الكهربائية سيشعر بفرق كبير عند الضغط على الدواسة، كذلك سيشعر بالفرق عند صعود الطرقات المنحدرة.

ويرى خبراء البيئة أن السيارات الكهربائية تحد من تلوث البيئة، فلا غاز ولا دخان ولا عوادم للسيارات، بل يمتاز الهواء بنقائه وخلوه من الملوثات التي تتسبب بالأمراض التنفسية.

ويرون أن إحلال السيارات الكهربائية مكان السيارات التقليدية التي تعتمد البنزين والديزل فرصة لتلبية المطالب الدولية وتقليص مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون.

 وخلال الشهور الأخيرة، أصدرت الحكومة الأردنية تعليمات خاصة باستيراد السيارات الكهربائية، وتهدف إلى ضمان مطابقة السيارات الكهربائية التي ستدخل الأردن للمواصفات والمقاييس الأوروبية والأميركية، وحظر استيراد أي مركبة لا تطابق هذه المواصفات.

وأعلنت مؤسسة المواصفات والمقاييس في بيان لها آنذاك إن إصدار التعليمات يهدف إلى "حماية حقوق المستهلكين والاقتصاد الوطني والحفاظ على سلامة وأمان استخدام المركبات الكهربائية".

ويرى الحرباوي أن القرار الحكومي صائبا، نظرا للأعداد الهائلة من السيارات الكهربائية التي تم تخليصها العام الماضي.

ويشدد على أهمية الكفالات الالزامية وكفاءة مراكز الصيانة المتاحة، خاصة مع توجه الأردنيين نحو المركبات الكهربائية.

وتجوب شوارع المملكة أنواع عدة من سيارات كهربائية بالكامل مثل الكورية هيونداي ايونيك 5، وهيونداي كونا، و كيا نيرو، واليابانية نيسان ليف، نيسان سيلفي، والصينية شانجان إيدو وأي ستار، وبي واي دي، ودونغ فينغ، وإم جي، وفولكسفاغن آي دي4، والإيطالية فيات 500 وغيرها .

وسجلت مبيعات هذا النوع من السيارات في الأردن أرقاما مميزة كانت هي الأعلى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث تجاوزت حصتها من السيارات في الأردن نسبة 45% من إجمالي مبيعات السيارات في البلاد وذلك خلال عام 2023