الرياضات الإلكترونية، فرص جديدة أمام مجتمع "فتي"

الرابط المختصر

سوق الألعاب الإلكترونية يُعتبر من الأسواق التي تنمو بشكل سريع، فحسب بيانات (ستاتيستا)، فإنه في هذا العام 2024، من المتوقع أن يصل حجم سوق ألعاب الفيديو إلى إيرادات قدرها 282.30 مليار دولار أمريكي. كما تشير البيانات إلى أنه من المتوقع أن ينمو القطاع بمعدل سنوي قدره 8.76٪ بين عامي 2024 و2027، مما يؤدي إلى حجم سوق متوقع يبلغ 363.20 مليار دولار بحلول العام 2027.

أمام هذه الأرقام، وحجم الوقت الذي يقضى في لعب تلك الألعاب، هناك من الشباب من ينتقون تلك الفرصة و يستثمرون هذا الوقت ليعود عليهم بالنفع.

لاعب المنتخب الوطني الأردني للرياضات الإلكترونية سيف الدين دبابنة أحد هؤلاء الشباب، فهو يحترف الألعاب الإلكترونية حالياً، وحصل على العديد من البطولات محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث توج بلقب بطولة الدوري العربي الإفريقي للرياضات الإلكترونية للعبة "فيفا"، كما توج بلقب بطولة العالم "Global Esports Games" بلعبة "فيفا" والتي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض في عام 2023، بمشاركة أكثر من 240 لاعبا ولاعبة من أكثر من 50 دولة.

يقول سيف إن تأسيس الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية يسهم في منح اللاعبين فرص أكبر لإظهار مواهبهم، ويساعدهم على المشاركة في البطولات. شُكِّلَت لجنة الرياضات الإلكترونية عام ٢٠١٩ لتكون الهيئة الرسمية لهذا النوع من الرياضات في الأردن قبل أن تُصبح اتحاداً مؤقتاً في عام ٢٠٢٣. وأصبح الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية معترفاً به في الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية في عام ٢٠٢٠ ولدى الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية في عام ٢٠٢٣.

 

المدير الإداري للاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية مروان أبو غوش قال إن دور الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية في تطوير هذا المجال يكمن في توفير الفرصة للشباب الأردني للمشاركة في بطولات إقليمية ودولية وتمثيل المملكة بها، بالإضافة إلى افتتاح أول مركز لتدريب الرياضات الإلكترونية في الأردن في عمان في شهر مايو الماضي، بدعم من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة.

 

وأضاف أبو غوش أن هذا المركز هو واحد من أربع مراكز سيتم بناؤها في إربد والزرقاء وعمان والعقبة، وأردف أن الخطة القادمة هي تشريع وترخيص مراكز لتدريب الرياضات الإلكترونية لنشر هذه الرياضة وثقافتها لجميع شرائح المجتمع ولزيادة عدد اللاعبين المحترفين القادرين على المنافسة دولياً.

اللاعبون الأردنيون حققوا العديد من الإنجازات في الرياضات الإلكترونية، والتي وصفها أبو غوش بأنها بدأت قبل تأسيس الاتحاد ومنذ كانت اللجنة مؤقتة. أبو غوش فقد حقق لاعبو الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية العديد من البطولات، منها الميدالية البرونزية في لعبة "تيكن" في الدوري العربي عام 2022، والميدالية البرونزية أيضاً في بطولة العالم في بالي 2022 في لعبة "ببجي"، بالإضافة إلى البطولات التي حققها اللاعب سيف دبابنة.

ولا تقتصر الفرص في الرياضات الإلكترونية على اللاعبين لاستثمار مهاراتهم والمنافسة على البطولات فحسب، بل هناك العديد من الفرص التي تفتحها تلك الرياضات كما أشار أبو غوش أمام قطاعات مختلفة مثل الفرص للإداريين أو الفنيين أو المحكمين أو حتى المدربين لتلك الرياضات. وأكد أن هذه الرياضة تحتاج إلى أكثر من عنصر لتتم على أكمل وجه، حيث تحتاج إلى مبرمجين ومعلقين وحتى معالج نفسي لمساعدة اللاعبين على ضبط أعصابهم والتخلص من التوتر وعيش حياة صحية سليمة حسب وصفه.

 

وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، أقرت العام الماضي الاستراتيجية

الأردنية للألعاب والرياضات الإلكترونية 2023-2027، والتي من مستهدفها في صناعة الألعاب الإلكترونية، زيادة نسبة مساهمة قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بنسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي. وتسعى الاستراتيجية كذلك إلى توفير 3 آلاف فرصة عمل للشباب خلال 5 سنوات، وإنشاء 4 مراكز تأهيل وتدريب متخصصة بالألعاب والرياضات الإلكترونية، واستقطاب 5 شركات عالمية للاستثمار في القطاع، و 20 شركة ناشئة، صغيرة، ومتوسطة تعمل في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية.

كما تستهدف الاستراتيجية استضافة 5 بطولات إقليمية ودولية بالمملكة، ورفع وعي أولياء الأمور للاعبين بأهمية الرياضات الإلكترونية كمهنة بنسبة 25%، وزيادة الوعي الصحي والأخلاقي للاعبين بنسبة 80%، والوصول إلى 1500 لاعب محترف ومدرب معتمد، وزيادة مشاركة المنتخب الوطني للرياضات الإلكترونية بنسبة 50% في البطولات الإقليمية والدولية.

تلك الفرص في هذا القطاع حديث النشوء، بحاجة إلى التخطيط للتمكن من الاستفادة منها، خاصة وأن مجتمعنا الأردني يصنف من المجتمعات الفتية، حيث يبلغ عدد من هم دون سن   18 عام 4.6 مليون، بنسبة بلغت 40% من العدد الكلي للسكان.

وكما ختم لنا اللاعب سيف دبابنة حديثه، بأن تطوير هذه الرياضة يحتاج إلى دعم من القطاع الخاص والحكومات، لإعطاء اللاعبين دفعة للاستمرار في هذا المجال.