الرسم على الفخار .. المهندسة سلسبيل الخزاعلة تعيد إحياء حرفة شعبية يدوية

الرابط المختصر

لم تنتظر المهندسة سلسبيل الخزاعلة الوقوف على ابواب الوظيفة وانتظارها لسنوات عديدة حتى تبدأ بشق طريقها المهني منذ أن كانت على ابواب الدراسة الجامعية ،والتي حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة العلوم والتكنولوجيا  ، وبدأت بالاعتماد على نفسها منذ اول سنوات دراسية لها.

" سلسبيل" تبلغ من العمر 29 عاما تقطن وعائلتها في  قرية عين بني حسن وهي قرية صغيرة تقع غرب المفرق، إلا انها تمكنت من تحقيق نجاح آمنت به وسعت له بكل ثقة واستمرارية بالرغم من معوقات منها العادات التقاليد ومحاربة اي فكرة يتبناها الشاب  ومحدودية الموارد التي كانت تملكها وكل ذلك لم يقف أو يعيق فكرتها بعمل مشاريع صغيرة بدأت من داخل منزلها لسد احتياجاتها  خلال مرحلتها الجامعية.

وبدأت بعملها من داخل المنزل ببيع  الأكسسوارت ومستحضرات التجميل والعطور وتوفيرها بشكل يراعي احتياجات القرية والمقربين منها ، وكان ذلك يوفر مصروف شخصي بسيط لها الا أنها لم تقف بل استمرت وضاعفت عملها لمضاعفة ما تجنيه من ذلك حتى وصلت الى سد احتياجات اسرتها ايضا .

وتروي سلسبيل انها بدأت بعد التخرج رحلة البحث عن عمل في مجال دراستها من خلال  المشاركة في دورات تدريبية  تتاح لها حتى تحظى بفرصة عمل والتشبيك مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات مختلفة إلا انها فشلت بالحصول على عمل مناسب أو مستقر .

وتقول أن فكرة الرسم على الفخار القديم أتت بعد معاناة في البحث عن العمل وبدأت  تتشكل ملامح المشروع  من خلال افكار ترسم في مخليتها لتبدأ فعليا بالترويج للفكرة  وإحضار الفخار بجميع الاحجام وإعادة تحويله الى قطعة جديد بالرسم والنقش عليها باسم معين او عبارات تتطلب من قبل الزبائن ثم تعدت الكرة الى زراعة الصبار في الفخار وتزيينه بأدوات مختلفة والتي بدت تلقى اعجابا كبيرا بهذه الفكرة والمداومة بعملها وبيعها واقتنائها في البيوت والحدائق المنزلية والساحات العامة .

وتكمل بان عائلتها كانت مصدر دعم كامل منذ بداية تحقيق مشروع لها واكتفاء ذاتي بما تعمل وتحقق وهذا يساعدها على الاستمرار رغم العقبات التي رافقتها  مشيرة الى أن اي مشروع  او فكرة يِرافقك صعوبات ومعوقات خاصة المادية .

واستطاعت بعد ذلك بعرض مشروعها على جهات عديدة حتى تمكنت من الحصول على تمويل من احدى الجهات لفتح محل صغير لبيع الفخاريات منذ عام 2023  اطقلت عليه اسم Salsapeel -shop.

وقامت سلسبيل بفتح محلها في الوسط التجاري  في محافظة المفرق وتحقيق حلمها وتجاوز جميع الصعوبات بدعم عائلتها وحب اهالي المحافظة لمشروعها وهو اول مشروع من نوعه فيه واصبحت توفر بداخله جميع الفخاريات والصباريات  بالإضافة الى هدايا متنوعة او أي اواني اخرى يتم الرسم عليها . 

ولاقت الفكرة رواجا جيدا كونه فريد من نوعه  وزاد تنوع الطلب بالإشكال التي يتم رسم الفخار عليه خاصة والطلب عليه لتزيين مداخل  وحدائق البيوت خاصة أن اسعارها  بسيطة وتحت متناول الجميع .

 

وتكمل أنها لا تتيح أي فرصة تحصل عليها بالمشاركة في معارض متنوعة وبازارات مختلفة لعرض جزء من هذه الحرفة التقليدية والتراثية  والتعريف بهذا الفن داخل المحافظة وأماكن متعددة في الاردن منها مهرجان  وأنها مستمرة بكل شغف وحب بهذا المشروع الجميل  داخل محلها الصغير المتواضع والتي حولته الى لوحة فنية جميلة مرسوم بألوان مريحة للبصر يحتوي على تحف فنية وزايا مختلفة انجزته بلمساتها الخاصة وموهبتها .

 

وتؤكد الخزاعلة  أنها تشعر بالسعادة أثناء الرسم على الفخار وتأمينها لزوراها  وتوثيق هذه الحرفة الشعبية ، متمنية في ختام حديثها، أن توسع هذا الفن ليصل الى كل بيت اردني ، وتتمكن من عمل ورش تدريبية لطلاب المدارس،للاستفادة من أي قطعة غير مستعملة في منازلنا .

وفكرة الرسم على الأواني الفخارية تعود إلى العصور القديمة، حيث كانت وسيلة للتعبير الفني والتوثيق الثقافي. تتمثل الفكرة في تزيين الأواني الفخارية برسومات وألوان تعكس قصصاً أو معتقدات أو رموزاً تاريخية وجمالية. تُستخدم هذه الرسومات لإبراز تفاصيل الحياة اليومية، الأساطير الطقوس الدينية، والطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تضفي جمالاً وظيفياً على الأواني مما يجعلها قطعاً فنية فريدة بجانب استخدامها في الحياة العملية.

 

وفي الوقت الحاضر، يعتبر الرسم على الأواني الفخارية جزءاً من الحرف التقليدية والفنون اليدوية التي تربط بين التراث والثقافة الحديثة.

والفخار عبارة عن الطين المحروق، والذي يعد من الحرف الشعبية القديمة الأصيلة، والتي توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل ، وما زالت تلقى رواجا ليومنا هذا واهتماماً كبيراً من قبل كثير من الناس لتزدان بها البيوت فهي جزء من موروثهم الشعبي الذي يذكرهم بتراث الآباء والأجداد.

وأن الأواني الفخارية كانت جزءاً أساسياً في حياة الأجداد فهي تستخدم قديما لتخزين المياه والتي كانت تسمى «جرة الماء، أو الزير»، وما زالت تستخدم ليومنا هذا من خلال وضعها على الطرقات كماء سبيل، أو زينة في البيوت وخصوصا حديقة المنزل، و من أجل حفظ الزيت وبعض الاطعمة خوفا عليها من التلف، وتستخدم ايضا كأوان لطهي الطعام ومنها الأباريق المتعددة الاستخدام.