الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع: قصة تحول فكرة بسيطة إلى مشروع تعليمي ناجح‎

الرابط المختصر

تُبرز قصة نجاح الشاب عبد الكريم الزيود في محافظة الزرقاء مسيرة ملهمة حول كيفية تحويل الحلم إلى واقع ملموس في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي. بفضل شغفه وإرادته القوية، أنشأ عبد الكريم منصة تعليمية متكاملة تعكس إمكانيات الشباب الأردني وقدرتهم على مواجهة التحديات وصنع الفارق في مجتمعهم.

تحدث عبد الكريم إلى "صوت شبابي" مستعرضًا بدايات مشروعه، التي تعود إلى أيام دراسته في الصف السابع. حين أعرب عن رغبته في المشاركة في مسابقات الروبوتات، قوبل بتجاهل من معلميه، حيث قالوا له: "روح يا ولد على الصف، إحنا مش فاضيين لهذه القصص." ولكن تلك العبارة كانت الشرارة التي أشعلت بداخله دافعًا قويًا لتحقيق حلمه. بعد اجتيازه مرحلة الثانوية العامة، اختار عبد الكريم دراسة الهندسة المايترونكس، حيث استثمر شغفه في مجال التكنولوجيا ليبني أساس مشروعه الطموح. لم يكن هذا التحول مجرد تغيير في التخصص، بل كان خطوة نحو تحقيق حلمه الكبير، الذي استلزم منه العمل الجاد والمثابرة.


إحصائيات حول مشروع الروبوتات والذكاء الاصطناعي في الأردن

تشير الإحصائيات إلى تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم في الأردن، حيث شهدت المدارس والجامعات إدخال أدوات الروبوتات والذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية. ووفقًا لتقارير وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، ارتفع عدد الطلاب المسجلين في برامج دراسات الروبوتات والذكاء الاصطناعي بنسبة تتجاوز 30% في السنوات الأخيرة. كما أظهرت دراسات هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية أن حوالي 75% من الشركات تخطط للاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

تشارك الأردن بنشاط في المسابقات الدولية، حيث حققت الفرق الأردنية نتائج مميزة، بحصولها على 10 ميداليات ذهبية وفضية في السنوات الخمس الماضية. ويتوقع أن يزداد الطلب على المهارات المتعلقة بهذا المجال بنسبة 40% خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يشير إلى أن السوق الأردني يفتح آفاقًا جديدة للشباب. ومن خلال أكثر من 50 مشروعًا محليًا في هذا المجال، يُظهر الأردن التزامه بتعزيز التفكير الإبداعي والمهارات التقنية لدى الجيل الجديد، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى الابتكار في المجتمع.

 

رحلة عبد الكريم

بدأ عبد الكريم الزيود رحلته بمبلغ بسيط لا يتجاوز 25 دينارًا، جمعه من بيع الجبنة التي تُنتج في منزله. ورغم بساطة هذا المبلغ، فقد شكل نقطة انطلاق له نحو تحقيق أحلامه. مع العمل الجاد والمثابرة، تمكن من شراء الأدوات الأساسية مثل الأسلاك وقطع الروبوتات، مما ساعده في تنفيذ رؤيته. واجه عبد الكريم تحديات إضافية تتمثل في إقناع الأهالي بفائدة مشروعه، حيث اعتبر بعضهم أن تدريب أبنائهم على الروبوتات هو مضيعة للوقت. ومع مرور الوقت، وبفضل جهوده المستمرة، بدأت جسور الثقة تتكون مع الأهالي، مما أسهم في انخراط الطلاب في الدورات التدريبية التي يقدمها.

بعد سنوات من العمل الشاق، تمكن عبد الكريم من تقديم خدماته التعليمية في العديد من المناطق الأقل حظًا، مثل الرصيفة والمفرق وعجلون. وخلال عامين، شهد مشروعه تحولًا ملحوظًا من تدريب الروبوتات إلى الذكاء الاصطناعي، حيث أدرك أهمية تجهيز المدارس بمختبرات علمية لتعزيز تجربة التعليم. من بين إنجازاته البارزة، تطوير أدوات تكنولوجية مبتكرة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل الكراسي المتحركة التي تُدار بإشارات من اللسان، والروبوتات المصممة خصيصاً لمساعدة المكفوفين على التنقل بأمان واستقلالية. تعكس هذه الابتكارات رؤية عبد الكريم في دمج التكنولوجيا الحديثة لتحسين جودة الحياة للفئات الأكثر احتياجًا.


جمعية الشهيد راشد الزيود تدعم ريادة الشباب من خلال مشاريع نوعية

تحدث غسان عبد الكريم الزيود، رئيس جمعية الشهيد راشد الزيود، لصوت شبابي عن رؤية الجمعية ودورها في دعم الشباب منذ تأسيسها في عام 2018. وأشار إلى أن الجمعية، التي تم إنشاؤها تخليدًا لذكرى الشهيد راشد الذي استشهد في عام 2016، كانت دائمًا مؤمنة بدور الشباب في المجتمع. قال الزيود: "منذ بداية نشاطنا، كنا مؤمنين بدور الشباب. كانت لدينا فكرة إنشاء الجمعية لتخليد ذكرى راشد من خلال مشاريع نوعية، وكان أحد هذه المشاريع هو مشروع 'دربني' الذي يهتم بقطاع الشباب وقضاياهم."

وأضاف: "تم توفير دعم لوجستي من الجمعية، وكانت منفتحة بشكل كبير على الشباب لتصبح حاضنة لهم، حيث أسسنا حاضنة أعمال بشراكة مع وزارة الاتصال الرقمي." وتابع الزيود: "كان عبد الكريم مميزًا في طرح فكرة مشروع 'Robo Help'. لم نتردد في دعمه، حيث وفرت الجمعية المكان اللازم لطرح المشروع، وسنستمر في تقديم الدعم اللوجستي."

شراكة الجامعة الهاشمية مع مؤسسة "Robo Help"

سلط الدكتور أيمن العليمات، مساعد عميد شؤون الطلبة في الجامعة الهاشمية، الضوء على إنجازات المهندس عبد الكريم، خريج الجامعة ومؤسس شركة "Robo Help". وأكد العليمات أن عبد الكريم لعب دورًا بارزًا في تطوير المبادرات الريادية، حيث بادر بالتواصل مع الجامعة لعرض مشروعه الطموح.

وأشار العليمات إلى الدعم الكبير الذي تقدمه الجامعة لطلابها، مما يعكس التزامها بدعم مشاريع الطلاب المميزين. وأوضح أن هذه المبادرات تمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين الجامعة ومؤسسات المجتمع المدني، مما يعزز من قيمة العمل لدى الطلاب ويدفعهم نحو الابتكار والتطوير في مجالاتهم. تضمنت المبادرة تنظيم أكثر من 15 دورة تدريبية استهدفت حوالي 300 إلى 400 طالب من مختلف التخصصات، مما أسهم في تعزيز مهاراتهم وإنتاجيتهم. وكشف العليمات عن تبرع مؤسسة "Robo Help" بالمواد الخام اللازمة للمشاريع، مما أتاح للطلاب فرصة الابتكار بتكاليف منخفضة.