أحلام الشباب الأردني.. بين تحدي الاقتصاد وتوتر الإقليم !

الرابط المختصر

"غرقنا منذ أن وعينا على هذه الدنيا بهموم لا نعلم متى تنقضي" هكذا عبرت العشرينية سمر حراحشة عن أسفها بالأوضاع التي أثقلت على عاتق الشباب الأردني الفئة الأكثر تأثرا بالأوضاع  الاقتصادية  الضاغطة إذ تتهددهم المخاوف من واقع بطالة مر ومستقبل مجهول.
 

تقول الحراحشة ل"صوت شبابي" باع والدي الأرض التي كانت أغلى من الذهب لديه ليستطيع دفع مصاريفنا الجامعية أنا وإخوتي الثلاثة على أمل  أن ننعم بمستقبل عظيم نحقق به نجاحا في عملنا وحياتنا، لكن  للأسف شاخ به أبي وما زال ينتظره".
 

تشهد الأردن أزمة إقتصادية تتزايد مع توالي الحكومات حتى وصل ارتفاع المديونية إلى 41.751 مليار دينار أردني حتى نهاية شهر آذار من العام الحالي وفقا لبيانات وزارة المالية، وبلغ معدل البطالة 21.4%  (الذكور %18.9 و 30% لدى الإناث)  بحسب التقرير الربعي الثاني للعام الحالي 2024 الصادر من  دائرة الإحصاءات العامة تقريرها الربعي حول معدل البطالة في المملكة.

وزادت الأزمات والحروب في الدول المحيطة تخوف الشباب الأردني من المستقبل من عدم تحسن الواقع الاقتصادي في المنظور القريب وبقاء المستقبل مجهول الملامح، وفقا لحديثهم مع "صوت شبابي".


" لم يبق لنا أمل سوى الهجرة " هكذا عبر  أحمد طالب من إربد عن رغبته في الهجرة بعد فقدانه الشغف لمستقبله والخوف من القادم، حيث لا فرص عمل مستقرة كافية لتأسيس أسرة ولا أواضع أمنية محيطة تبعث الأمل لحلول مرتقبة".
 

ويضيف إنه لم يعد يتابع أخبار الحكومات لا مجلس النواب فلا منهم يسعى حقا لإيجاد حل لنا نحن الشباب، ولا حتى أخبار الحروب والأحداث العسكرية في الدول المحيطة لاعتقاده أن دم الشعب العربي مستباح من القوى العظمى في العالم بعد أن خدعتنا القيم الأخلاقية للأمم المتحدة.
 

توافقه الرأي المهندسة يقين غريفات، وتقول إنها في نهاية العشرينات من عمرها ومازالت تبحث عن عمل يضمن أبسط الحقوق كالأجر الذي يوازي الحد الأدنى للأجور أو عقود تضمن لنا الاستقرار لا أن تكون ثلاثة أو ستة أشهر او حتى سنة، مستهجنة من  عدم اكتراث الحكومات بملف الأمان الوظيفي بشكل واقعي -على حد تعبيرها  وتضيف " تتغنى الحكومات جميعها بالقوانين والأنظمة على شاشات التلفاز فقط، وبعد فقدانها الأمل بمستقبل مستقر خاصة مع الأحداث السياسية المحيطة فهي تستعد للهجرة لاحقة بأقرانها". 
 

"حالة من الإحباط والتردد في رسم مستقبل مستقر" هو الوصف العام الذي أطلقه الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية المهندس عبدالقادر الزبيدي وهو ناشط شبابي ويعمل بمشاريع تابعة لمنظمات الدولية، عازيا  هذه الحالة إلى الأحداث المتصاعدة في المنطقة والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تثقل كاهل الشباب الأردني، نجد أنفسنا أمام واقع معقد يضع الشباب بين شتات الحاضر وضياع المستقبل.

ويوضح الزبيدي ل"صوت شبابي" إن تأثيرات النزاعات الإقليمية والحروب المستمرة لا تقتصر على التهديدات الأمنية فحسب، بل تمتد لتلقي بظلالها الثقيلة على فرص العمل والاستقرار الاقتصادي في الأردن. وهذا يفاقم التحديات التي تواجه الشباب الأردني، الذين باتوا يشعرون بالاختناق في ظل تراجع الفرص وتزايد الأزمات وفقدان الشعور بالخوف حتى.

ويرى الزبيدي أن رغم الإرادة القوية والرغبة الجامحة لدى الشباب للمساهمة في بناء وطنهم وتحقيق طموحاتهم، إلا أن غياب الفرص واستمرار حالة عدم الأمان، الناتجة عن الأوضاع الإقليمية والمحلية، يضعهم أمام خيارات محدودة. ولعل أبرز هذه الخيارات، التي يلجأ إليها العديد منهم، هي الهجرة بحثا عن مستقبل أفضل بعيدا عن الصراعات التي تزداد تعقيداً.

ويطالب الزبيدي المجتمعين الدولي والمحلي بتقديم الدعم اللازم للتخفيف من تأثير الأزمات الاقتصادية والعسكرية التي تعصف بالمنطقة، بقوله "يجب أن تركز هذه الجهود على تمكين الشباب ومنحهم الفرصة الحقيقية للمساهمة في بناء مجتمع مستدام وضمان مستقبل أكثر إشراقا لهم وللأجيال القادمة".