تفكيك "خلية إرهابية" في صويلح بعد اشتباك مسلح دام ثلاث ساعات
موفق كمال
عمان - شهدت منطقة الكمالية القريبة من صويلح في عمان اشتباكا مسلحاً دام نحو 3 ساعات فجر أمس، أسفر عن إصابة شرطيين إصابات خطيرة ووفاة أحد أفراد عصابة تحصنت داخل منزل مكون من طابقين استخدم الأول لتخزين الأسلحة والعتاد، فيما اتخذ الثاني متراساً في مواجهة القوة الأمنية التي تمكنت من تفكيك العصابة والقبض على أفرادها وضبط أسلحتهم، وفق شهود عيان.
وقال المركز الإعلامي الأمني في مديرية الأمن العام إنه نتيجة لعملية المداهمة التي نفذتها المجموعات المشتركة في منطقة الكمالية فإن أحد الأشخاص المطلوبين والمصنف "خطير جدا" ممن كانوا يطلقون النار على رجال الأمن العام وقوات الدرك المشتركة بالواجب فارق الحياة، فيما أصيب اثنان من أفراد الشرطة وصفت حالتهما بالخطيرة جداً.
ووصف مصدر أمني مطلع العملية بأنها كانت غاية في الخطورة والمغامرة بالنسبة لرجال الأمن والدرك في استئصال الخلية الإرهابية، مشيراً إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن ومدير الأمن العام الفريق الركن حسين المجالي ومدير عام الدرك اللواء الركن توفيق الطوالبة تواجدوا في مكان تبادل وابل من العيارات النارية بين رجال الأمن وقوات الدرك من جهة وبين أفراد عصابة الأشرار المؤلفة من حوالي 13 شخصاً وجميعهم من ذوي الأسبقيات.
وأكد شهود عيان إلى "الغد" أن نقاط غلق بالكامل وضعتها الأجهزة الأمنية بالمنطقة التي استيقظ سكانها على صوت إطلاق العيارات النارية الرشاشة.
وقال المصدر، الذي كان متواجداً على موقع المداهمة، إنها استمرت من الساعة الواحدة فجر أمس وحتى ما يزيد على الساعة الرابعة صباحاً، فيما اضطر المشاركون بالواجب لارتداء واقيات الرصاص المكتوب عليها عبارة "الشرطة" حتى يتمكن القناصة الذين توزعوا في مناطق مختلفة من تمييز رجال الأمن عن أفراد العصابة.
وضبط في نهاية العملية ثلاثة أسلحة كلاشينكوف وبندقيتان من نوع "بمبكشن"، فضلاً عن مسدسات وكميات من الذخائر.
وكانت الأجهزة الأمنية في مديرية الأمن العام قد رصدت تحركات أفراد العصابة حيث نصبت لهم كمائن وهمية في منطقتي النصر والهاشمي في عمان، حتى تضمن تجمعهم في وكرهم بمنطقة صويلح تمهيداً للقبض عليهم جماعة.
وفي التفاصيل، ذكر المركز الإعلامي أنه منذ أسبوع تقريباً وردت معلومات للأجهزة الأمنية بوجود عصابة أشرار "خلية إرهابية" مكونة من عشرة الى خمسة عشر شخصاً من ذوي الأسبقيات الخطيرة، والذين تنشط أعمالهم الجرمية في إرهاب المواطنين في مناطق "الهاشمي والنصر والكمالية" ولا يتوانون عن استخدام السلاح الناري في جرائمهم التي اعتادوا على تنفيذها "كالسطو المسلح والقتل والشروع به والسرقة وقطع الطرق والابتزاز".
كما وردت معلومات استخباراتية تؤكد نيتهم بالقيام بأعمال إرهابية في المملكة تخل بالأمن والنظام العام.
وتابع المركز الإعلامي أنه ومنذ وصول المعلومة الأولية عن أولئك الأشخاص والتأكد من قيامهم بتلك الأعمال الإجرامية والإرهابية بحق العديد من المواطنين، تم التنسيق والعمل سوياً ما بين مختلف الجهات الأمنية والاستخباراتية والمباشرة بتتبعهم وتحديد أماكن تواجدهم بدقة.
وحددت الأجهزة الأمنية فجر أمس لمداهمتهم في منزلين يتحصنان بهما أحدهما في الهاشمي والآخر في الكمالية حيث مارست القوة الأمنية عملية وهمية في الهاشمي، دفعت أغلب أفراد العصابة للتوجه الى البؤرة الأخرى في حي الكمالية، وهناك تمت محاصرتهم وبادروا على الفور بإطلاق وابل من العيارات النارية الكثيفة من أسلحة نارية مختلفة بحوزتهم ردت عليهم القوة المشتركة بمثلها.
وأضاف المركز الإعلامي أنه في سياق متصل تعرض فجر أمس طاقم دورية نجدة في منطقة النصر لإطلاق نار كثيف ومفاجئ باتجاههم من قبل مجهولين وأصيب عنصران بإصابات خطيرة وأسعفا على إثرها في المستشفى والمتابعة مستمرة لمطلقي النار للكشف عن هوياتهم وإلقاء القبض عليهم.
ورجحت مصادر أمنية أن يكون لمطلقي النار على دورية النجدة صلة وثيقة بالعصابة التي تم تفكيكها فجر أمس. إلى ذلك، قال المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام إن مرتبات البحث الجنائي قامت بعملية نوعية تمكنت خلالها من إلقاء القبض على أخطر مطلوب في عمليات مفاوضة مالكي المركبات المسروقة بعملية في محافظة العاصمة بعد تبادل لإطلاق النار معه بدون وقوع إصابات تذكر.
وفي التفاصيل، ذكر المركز الإعلامي أن عملية متابعة ومراقبة قام بها عدد من أفراد البحث الجنائي لأحد أخطر مفاوضي مالكي المركبات المسروقة حيث تمكنوا من الإيقاع به بعد أن قاموا بافتعال حادثة سرقة لإحدى المركبات والتواصل معه بعد ذلك وإعطائه رقم هاتف مالك المركبة المسروقة المفترض ليقوم المفاوض بالتواصل معه وطلب مبلغ مالي مقابل إعادة مركبته له.
وعند موعد التسليم نصب له كمين من مرتبات البحث الجنائي ليقوم عند محاولة القبض عليه بالمقاومة وإطلاق عيارات نارية باتجاه رجال البحث الجنائي إلا أنهم تمكنوا من القبض عليه بدون إصابات تذكر، بحسب المركز الإعلامي. وأشار المركز الى أن الشخص المقبوض عليه يدير شبكة كبيرة من سارقي المركبات من مختلف محافظات المملكة ويقوم هو بدور الوسيط والمفاوض مع مالكي المركبات المسروقة بعد تسليمه المركبة من قبل السارقين في إحدى محافظات الجنوب وبوشر التحقيق معه للوقوف على سرقاته وشركائه والعمل على إلقاء القبض عليهم.
وأهاب المركز بالمواطنين عدم الامتثال لدعوات التفاوض من أجل استرجاع مركباتهم المسروقة وترك الأمر للجهات المختصة التي تستطيع التعامل مع مثل تلك الفئة حيث وضعت خططا وأساليب جديدة في التعامل معهم لضمان إعادة المركبات المسروقة إلى أصحابها.