هذا تأثير كوفيد-19 الصحة النفسية

خلفت أزمة كوفيد-19 ما من شأنه أن يؤثر على التوازن النفسي والسلامة النفسية ومما أجج المخاوف اكثر انه يمكن للقلق المرتبط بالمرض والعوامل المتعلقة به في بعض الأحيان أن تكون أسوأ من وبائية المرض نفسه بحسب تقرير نشرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر. 

وحسب الدكتور عامر الرواجفة اختصاصي الطب النفسي وعلاج الإدمان في مستشفى الكرك الحكومي ان "الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة والصحة النفسية تتأثر بالعوامل البيولوجية والعوامل البيئية المحيطة مثل العوامل الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة للظروف المحيطة وبالتأكيد تأثرت الصحة النفسية للناس بجائحة كورونا وبشكل واضح، التغير بطبيعة الحياة بشكل عام وتغير نمط الحياة للشخص بسبب جائحة كورونا مثل التغيرات التي طرأت على عمله ونومه وعلى علاقاته الاجتماعية والعزلة التي يمر بها بسبب ايام الحظر جميعها أثرت و بشكل كبير على الصحة النفسية "

وأردف " نحن كأطباء نفسيين اصبحنا نلاحظ اعداد متزايدة من المراجعين المشخصين من قبل والمرضى الجدد اثرت عليهم بسبب أنهم مشخصين من الاساس بالقلق او الاكتئاب او الوسواس القهري على سبيل المثال مما يجعل الاعراض تتفاقم لديهم والدخول بانتكاسات أكثر ،كما لا ننسى الخوف الذي سببته الجائحة وحالة التفكير والترقب الذي اصاب الناس مما يؤثر على صحتهم " 

وأكد انه من الممكن ان يكون هناك اثار طويلة الأمد للجائحة على الصحة النفسية فالقلق والاكتئاب وتدني المزاج من الممكن ان يستمر حتى بعد انتهاء الفايروس وخص بالذكر المرضى الذين يملكون استعداد وراثي للأمراض النفسية ومن لديه هذه الأعراض هو بالتأكيد بحاجة للمساعدة والعلاج ويستلزم عليه مراجعة الطبيب النفسي 

بثينة التخاينة معالجة سلوكية في مستشفى الأمير علي في محافظة الكرك علقت "لاحظنا بالفترات الاخيرة للمراجعين لعيادتنا العلاج السلوكي بعد جائحة كورونا بان اغلب المرضى المراجعين ازدادت حالات شعورهم بالاكتئاب من بداية الجائحة وحتى الوقت الحالي حيث تغيرت عاداتهم الصحية من ناحية الاكل والنوم والتباعد الاجتماعي  

وأضافت "سيطرت المشاعر السلبية على المعظم (حزن، خوف ، قلق، إحباط، اكتئاب) بتساؤلات حول استمرار هذه الجائحة لفترة اطول او انتهاءه وحول ماهية اللقاح وفاعليته، والكثير اصبح مدمن على متابعة الاخبار حتى ظهور أي شائعة اصبحت تؤثر على نفسيتهم  خاصة من اصيب بهذا المرض مما سبب خلل للبعض حيث يحاولون عدم الاقتراب من أولادهم لتجنب نقل العدوى لهم والبعض اثر على علاقاتهم الزوجية كنساء وايضا على الشباب مع ذويهم"

وفي السياق تحدثت الدكتورة تقى المعايطة طبيبة عامة "مع جائحة كورونا ازداد عبئ عمل الرعاية غير مدفوعة الاجر نتيجة لبقاء الاطفال خارج مدارسهم،  زيادة حصة كبار السن للرعاية نتيجة الضغط على المرافق الصحية، مما أثر سلبا على صحة المرأة النفسية بسبب زيادة الأعباء عليها وبالرغم من ان المرأة كانت الاكثر تضررا بهذا الوباء الا انها بقيت العمود الفقري للتعافي في المجتمعات المحلية"

وتزامن انتشار الوباء مع وضع مجتمعي غير مستقر تميَز بصعوبات جمة تمثلت في قيود الاغلاق وانعدام التفاعل الاجتماعي والضغوط الاقتصادية إضافةً الى تأثر المصابين أنفسهم و كل من هم مُلزمين بالعزل أو الحجر الصحي، أو الأشخاص ممن تم تشخيص أحد المقرّبين لهم بالفيروس مما وجه ضربات نفسية شديدة للناس.            

 

أضف تعليقك