منتدون: الإهمال الحكومي أهم أسباب تراجع الزراعة في الاغوار الشمالية

أجمع  مشاركون في ندوة " عزوف الشباب عن الاستثمار والعمل في قطاع الزراعة وتأثير ذلك على مشاركتهم واندماجهم" على وجود تقصير حكومي تجاه إيجاد مظلة حماية مناسبة تحمي المزارعين من جهة وتشجع جيل الشباب في الأغوار للتوجه لهذا القطاع الهام ليس لمنطقتهم وحدها وإنما مختلف مناطق المملكة.

 

 

وعرض المتحدثون في الندوة التي عقدت الأربعاء 29 أغسطس التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في الشونه الشمالية والتي تنطبق بشكل أو بآخر باقي مناطق الأغوار، والآثار الاجتماعية والاقتصادية نتيجة تدهور هذا القطاع وما هي التوصيات التي من شأنها أن تساهم بتحسينه.

وحملت منيرة الشطي مرشدة اجتماعية في مركز تمكين / دير علا إحدى المتحدثات بالندوة وزارة الزراعة ووزارة العمل المسؤولية نتيجة الواقع السلبي للعاملين والعاملات في الزراعة في الأغوار وقالت " يتراجع دور وزارة الزراعة تجاه حماية صغار المزارعين من تغول السماسرة وضعف التسويق وغياب خطة واصحة للتسويق للمحاصيل، وتنظيم الأنماط الزراعية في المنطقة.

 

وهو ما نفاه مدير مديرية الزراعة المهندس أحمد العكور التي كان حاضرا للقاء وقال إن السبب الاساسي وراء تراجع القطاع الزراعي وزيادة المحاصيل من ذات النوع هو الثقافة الإجتماعية السائدة التي لا تعترف بأهمية التنويع بالمحاصيل، واتباع أنماط زراعية حديثة.

وأضافت منيرة الشطي أن هناك أيضا ضعف واضح لدور وزارة العمل التي لا تولي الإهتمام بتنفيذ التشريعات التي تضمن الحقوق العمالية التي تكرس تأمين صحي وضمان اجتماعي وحماية قانونية ، وهو ما أيده الحضور في الندوة وذكرت إحدى السيدات ان إحدى المزارعات توفيت بسبب لدغة افعى بسبب تنصل صاحب المزرعة من واجبه في التكفل بعلاجه.

 

وقال المهندس  مراد البخيت مهندس أحد المتحدثين من أبناء المنطقة ويعمل  في جمعية ميرا لتطوير أساليب الري" أن منطقتنا من أنشط المناطق الزراعية في الأردن وأكثرها تهميشاً وفقراً وبطالة وكوني عملت في مجالات العمل التطوعي منذ الصغر أصبح لدي تصور واضح حول اهم القضايا والمشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع" .

وأضاف "إن غياب الدافع هو أحد أهم بصورة عامة خلال الحديث عن توجهات الشباب نحو الانخراط في العمل الزراعي او الاستثمار فيه كإنشاء مشاريع صغيرة او متوسطة او متناهية الصغر لما يعانيه  قطاع الزراعة من تقلبات ومخاطر قد تؤدي الى تراكم الديون على أصحاب هذه المشاريع".

 وبين عماد القرعان مستشار برنامج إرادة في الشونة الشمالية أن  الشباب في مناطق الأغوار عموما يعانون من نقص الخبرات العملية والعلمية الحديثة التي ترتكز على الخبرة في اختيار المشروع الزراعي المناسب و إدارة هذه المشاريع وإدارتها مالية وإدارية والتسويق المبني على الأساليب العلمية في التغليف واختيار المنتج والجهات التي يتم التسويق لها".

 

واضاف القرعان " أن القطاع الزراعي قطاع واعد للاستثمار به ضمن أساليب ابداعية وحديثة تخرج عن الإطار التقليدي الذي قد يواجه صعوبة في التسويق نتيجة كثرة التنافسية".

 

وهذا أجملت التحديات التي تم الحديث عنها في الجلسة بالتالي بعدم وجود التمويل، ضعف التسويق للمنتجات وصعوبته نظرا لتذبذب المحاصيل وموسميتها،التشريعات التي ما زالت قاصرة عن  دعم المنتج المحلي والمحافظة على صغار المزارعين ومنها قوانين الضريبة وغيرها من القوانين المرتبطة للإستيراد والتصدير، ارتفاع كلفة الإنتاج و فرض الحكومة الضرائب على مدخلات الانتاج وارتفاع أسعار المياه ،عدم وجود ضمانات مريحة للقروض الزراعية وتواضع قيمتها،إضافة لنقص التدريب.

 

وجرى نقاش موسع بين المشاركين طالبوا خلاله ضرورة تحسين البيئة التشريعية التي تضمن حقوق المزارعين وتدعمهم للتمسك بهذا القطاع وتشجع الشباب على التوجه لها باعتباره قطاع جاذب يساهم بخلق فرص عمل اعدة.

وطالبو بسياسيات حكومية صارمة تحمي المزارع وتجبر أصحاب العمل على توفير بيئة جاذبة وتحد من تغول العمالة الوافدة التي تعمل تحت ظروف عمل سيئة وبأجور اقل من العامل الأردني مما يجعل اعامل الوافد هو المفضل من قبل أصحاب العمل وهو ما يخلق تحديا واضحا أمام الشاب للتنافس معهم .

من الجدير ذكره ان الندوة  تأتي ضمن سلسلة ندوات تقوم بها شبكة الإعلام المجتمعي في المملكة وبدعم من المعهد الديمقراطي الوطني وبمشاركة هيئة شباب كلنا الأردن.



 

أضف تعليقك