شابات معان يلجأن الى التعليم المهني ويكسرن ثقافة العيب

تعبيرية
الرابط المختصر

يُعاني نظام التعليم المهني والتقني من تحديات عديدة حدٌت من تطورة ، وأبعدت شرائح مجتمعية مختلفة من خوض المسيرة فيه ، لينعكس هذا سلباً على مساهمتهُ بنمو وتطوير مكونات الاقتصاد الوطني .



وتعاني  تخصصات العلوم الإنسانية من الركود وهذا ما تظهرهُ إحصائيات ديوان الخدمة المدنية إذ إن هناك خريجين أكاديميين في هذه التخصصات لا يجدوا العمل .

 

 إيمان الجازي ولية امر قالت "كوني ولية أمر ونظراً للظروف التي نمر بها حاليا من إشباع التعليم الأكاديمي والوضع الإقتصادي الحالي أوجه أبنائي في المستقبل للتعليم المهني فهو يتيح لهم فرصة عمل من غير عناء ، ولقد أثرت ثقافة العيب على توجه الطلبة للتعليم المهني خاصة الإناث لإنه في مجتمعنا لا يجب أن تكون إلا في نطاق معلمة أو تخصص معين ومن تجربتي الشخصية انا خريجة 16 سنة تربية طفل ولم اجد وظيفة للآن بالرغم من ان زميلاتي اللواتي درسنَ الزراعة والتجميل والخياطة والتمريض هم الأن على أبواب التقاعد من وظائفهم ،والأن أنا أقوم بتثقيف أبنائي بإن لا عيب في التعليم المهني من أجل مستقبلهم ".



وأضافت من الاسباب والتحديات التي تجعل أبنائنا يعزفون عن التعليم المهني البنية التحتية للمدارس بعدم توفر صفوف لهذا التعليم مما يجعلهم ينتقلون الى مدارس أخرى في المحافظة أو قرى أخرى، وهذا مكلف مادي وجهد وتعب عليهم وهذه الاسباب تجعلهم يتجهون الى التعليم الأكاديمي.







وأضافت المهندسة آيات ابو العنطز عضو قسم التعليم المهني والإنتاج في مديرية التربية والتعليم محافظة معان ، "ثقافة العيب غير موجودة عند طالبات الاقتصاد المنزلي لإنه أُتيح للطالبات بدخول تخصصات مثل تخصصات أقرانهم في المجالات الأخرى إذا تم إجتياز الطالب المواد الإضافية وهي متطلبات للدخول في الجامعات الرسمية .



بالإضافة إلى وجود تخصصات مميزة لطلاب التعليم المهني حيث الفرع الزراعي يتيح للطلبة بدخول كلية الزراعة مثلهم مثل طالب العلمي في الهندسة الزراعية بكافة فروعها .



"بينما الفرع الفندقي الإقبال عليه من قبل الطلبة متدني نوعاً ما ، لإن فرص العمل ترتبط بطبيعة المنطقة على توافر الفنادق وكون محافظة معان ومناطق البادية الجنوبية لا يوجد فيها إهتمام سياحي لذلك لا يوجد إقبال عليه ، أما التعليم الزراعي يحتاج الى بنية تحتية وأدوات ومساحات لا نجدها بمدارسنا ، ولقلة الكادر التعليمي بهذه المجالات ، وعدم توفر هذه التخصصات بكافة المدارس هو البنية التحتية التي تفتقدها المدارس ."

"وحتى نوازن ما بين المجالات والقضاء على الفجوة ما بين التخصصات يجب على وزارة التربية والتعليم بإن ترفع معدلات التعليم المهني وتكون بنفس مستوى معدلات التخصصات الأكاديمية ، حتى الطالب نفسه لا يشعر بالفرق ولا يشعر بهذه النظرة الدونية الموجهة له. "



ومن وجهة نظرها  بقبلن الطالبات على التعليم المهني لما يوفر لهن فرص عمل مميزة تكتسب من خلاله الشابات مهارات منزلية تساعدهم في مجالات الحياة مثل التجميل والتصنيع الغذائي .



وكما أوجز وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق محي الدين توق بإن يقوم الطلبة بتحديد التخصصات التي يرغبون بدراستها داعياً الطلبة للتفكير خارج الصندوق وبنمط جديد، والابتعاد عن التأثيرات المجتمعية التي تؤثر عادةً على اختيار الطالب للتخصص مثل تأثير الأهل وثقافة العيب .



وتحدثت الشابة تماني الجازي إنها تغلبت على عقدة التحديات والتحقت بالتعليم المهني مدخل بيانات بدرجة ماهر "أحب هذا المجال ولا أجد نفسي في التخصصات الأكاديمية " .



وأضافت إن أفراد عائلتي أنزعجوا مني قليلاً من إصراري ولكنني أقنعتهم في النهاية .ولفتت إلى إن المجتمع يرى في تعلم التخصصات المهنية نوعاً من قصور الأفراد الملتحقين بها من إستكمال تعليمهم الأكاديمي إلى جانب ما ترسخ بفعل ثقافة العيب ، وأكدت بإن الشهادة التي حصلت عليها يتوجه طلبة الجامعات للإستفادة منها في الخبرات التي تساعدهم للحصول على عمل .



وبالرغم من النظرة المجتمعية السلبية للتعليم المهني وثقافة العيب تجاههُ والقيمة السامية للتعليم الاكاديمي لا بد من ضرورة الاهتمام بالتوجيه والإرشاد المهني في التعليم من خلال إنشاء وحدات لهذا الغرض والتركيز على المرحلة الاساسية العُليا في مرحلتي الاستكشاف والتوجيه من خلال مبحث التربية المهنية .