جرش.. رجال يمارسون قوامتهم على جيوب النساء
تركز حملة ال١٦ في هذا العام وهي الحملة العالمية لمناهضة المرأة ضد العنف على قضية العنف الاقتصادي على المرأة والذي يأخذ أشكال عديدة منها منع النساء من حرية التصرف بمواردهن المالية .
يبدو أن حرية تصرف النساء في جرش بمواردهن المالية مقيدة تحت مسمى قوامة الرجل على المرأة وذلك لعدم تفهم المجتمع لدور النساء الفعال اللواتي يستطعن القيام بدور الرجل في ترأس أسرهن مما ينعكس سلبا على النساء المنخرطات في سوق العمل.
آراء حول العنف الاقتصادي :
وتقول المواطنة سارة إن هنالك كثيرا من السيدات العاملات لا يملكن حرية التصرف بمواردهن المالية ظنا من الرجل عدم قدرة المرأة على إدارة الأمور بشكل فاعل.
وذكر المواطن محمد ان بعض الرجال بسبب شعورهم بالنقص وأنهم أقل تقدما من زوجاتهم اللواتي يتقاضين راتبا يفوق راتبهم يدفعهم لممارسة العنف بعدة أشكال عليهن.
وبينت المواطنة هيا انه ينبغي على الرجل الإيمان بقدرات المرأة في تحقيقها التقدم وعليه الاتفاق واحترام حرية المرأة بطريقة تصرفها بأموالها.
في نهاية كل شهر بحلول موعد استلام الراتب أصبحت القتله تحصيل حاصل هكذا عبرت امل "اسم مستعار" عن معاناتها مع زوجها في نهاية كل شهر.
تقول أمل التي تعمل معلمة في احدى مدارس جرش الحكومية ان زوجها يجبرها لإعطائه بطاقة الصراف الآلي ويقوم باستلام الراتب المخصص بدل اتعابها شهريا .
وتصف بأن هذا الأمر يؤثر عليها من الجانب النفسي كثيرا حيث يجعلها تشعر بالاستياء ويقلل من شغفها تجاه عملها.
وذكرت أروى "اسم مستعار" التي تعمل في القطاع الخاص ان والدها قام برفض جميع من يتقدمون لها ومنعها من الزواج لأنه يأخذ مبلغا ليس بقليل من راتبها.
وتقول بأنها من باب العطف على والدها تتقبل الوضع التي عليه بالرغم من انها تتقدم بالعمر.
وبحسب قانون الأحوال الشخصية الأردني رقم ٣٦ لعام (٢٠١٠) المادة (٦١) تستحق الزوجة التي تعمل خارج البيت النفقة بشرطين أن يكون العمل مشروعاً أن يوافق الزوج على العمل صراحة أو دلالة و لا يجوز للزوج الرجوع عن موافقته على عمل زوجته إلا بسـبب مشـروع ودون أن يلحق بها ضرراً.
اخذت دور السيدة المعنفة وعرضته في سكتش مسرحي قصير بهدف اوعي النساء المعنفات هذا ما قالته هدى ندى المتطوعة لدى مؤسسة نور الحسين في جرش .
وأوضحت انهم من خلال العمل المسرحي يحاولون رفع وعي النساء لعدم تقبلهن والصمت عند تعرضهن للعنف بجميع أشكاله حيث تم ارشاد النساء التوجه للجهات التي تحتضن وتحمي وتدافع عن النساء المعنفات.
وذكرت المتطوعة في مؤسسة نور الحسين في جرش مها الحمصي انه تم عرض السكتش ٩ مرات في مناطق مختلفة من المحافظة.
وبينت مدى إقبال النساء الفعال في حضور العرض الهادف إلى نشر الوعي في التعامل مع القضايا التي يواجهونها سواء كان العنف من قبل الزوج او الاهل مؤكدة انه تم من خلال العرض بيان اهمية التمكين الاقتصادي للنساء .
قالت رئيسة جمعية الرائدات الريفيات دلال قردين انه تم عقد محاضرة داخل الجمعية بالتعاون مع حماية الأسرة ومع مركز أمن سوف بعنوان لا للعنف.
وأكدوا خلال المحاضرة على تقديم الدعم للنساء في جميع أشكاله حيث تم توعية النساء بحقهن في الدفاع عن أنفسهن والتوجه لحماية الأسرة لتقديم الدعم.
رأى علم النفس:
وقال الاستشاري الاسري والنفسي الدكتور موسى مطارنة نتيجة تسلط ولي الأمر على المرأه واخذ موردها المالي يجعلها دائما خاضعة وراضخه لقرار ولي أمرها سواء كان الزوج او الاب.
وبين بسبب عادات وتقاليد المجتمع التي نشأت عليها الفتاة التي تنص على أن النساء يخضعن للرجال بجميع الحالات ويلبن رغبتهم بقين مقيدات ولا يستطيعن التحرر من ضغط وقيود المجتمع.
وأوضح المطارنة بسبب شعور المرأة بالخضوع للرجل جعل الرجل يمارس العنف ويتنمر عليها وينسحب من دوره في الإنفاق على الأسرة وأصبحت مورد المرأة المالي المستغل.
وأكد على ضرورة تحري المرأة من قيود المجتمع وعدم استسلام المرأة بشكل كامل للرجل مبينا بأن للمرأة بحسب العرف الاخلاقي والدين الإسلامي لها ذمه ماليه مستقله.
وبحسب تقرير صادر عن معهد تضامن النساء الأردني أن 39% من المتزوجات الأردنيات العاملات يقررن لوحدهن كيفية التصرف بدخلهن وطرق إنفاقه ، وفي حال عدم وجود دخل أو عمل للأزواج فإن النسبة ترتفع لتصل الى 45% ، علماً بأن 15% من العاملات دخلهن متساوٍ مع دخل الأزواج ، وأن 16% من العاملات دخلهن أعلى من دخل أزواجهن.