مع الانتشار الواسع لما نشهده من استخدام وزيادة أعداد الهواتف الذكية وتطور شبكات الاتصالات اللاسلكية و إنترنت الأشياء وغيرها الكثير من التطبيقات الذكية، برزت الحاجة لضرورة السلامة الرقمية
يتم تسجيل الدخول يومياً إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة ، وتصفح الإنترنت على الهواتف المحمولة ، والنقر على الروابط ، وقراءة وارسال رسائل البريد الإلكتروني ، ونقل الملفات ، وتفصيل البيانات الشخصية ونشر المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي ومن هنا أصبح أمان الإنترنت موضوعًا أساسيًا في عالمنا الرقمي ويتضمن معرفة خصوصية الفرد على الإنترنت وكيف يمكن لسلوكيات المرء أن تدعم التفاعل الصحي مع استخدام الإنترنت.
كمستخدمين للتكنولوجيا والأجهزة المتصلة بالإنترنت ، غالبًا ما يتم تجاهل الرفاهية الرقمية دون حماية ولفهم الوضع الحالي تحدثت رهام المبيضين مدربة سلامة رقمية في قلعة الكرك للاستشارات والتدريب ضمن مشروع "سلامات" قالت : "لاحظت خلال الفترة الماضية الكثير من الممارسات الغير صحيحة التي تقوم بها الفتيات والسيدات عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كعدم تأمين الهاتف بقفل للشاشة وعدم وضع كلمة مرور قوية لحساباتهن على مواقع التواصل وعدم تفعيل خاصية المصادقة الثنائية واظهار بعض المعلومات الشخصية ومشاركتها مع العامة واشخاص مجهولين الهوية ، هذه الممارسات جميعها قد تعرض الفتيات للابتزاز وسرقة المعلومات وانتهاك الخصوصية، ولاحظنها انها تأتي بسبب عدم وقلة وعي الفتيات والسيدات في الامور الواجب اتباعها لتأمين وحماية انفسهن عند استخدام الهاتف المحمول او الانترنت او مواقع التواصل الاجتماعي"
بدورها علقت المحامية اسراء المحادين فيما يخص الجانب القانوني أن السلامة الرقمية محمية بموجب قانون الجرائم الالكترونية ولكن تبقى المشكلة في التطبيق وفي معرفة الناس بوجود قانون يحمي من الجرائم الالكترونية ،وعلى حد قولها هذه هي المعضلة التي تواجه تطبيق السلامة الرقمية وخصوصا للنساء اللواتي في كثير من الاحيان لا يعلمن بوجود هذا القانون ويخفن من ما يسمى "الفضيحة الاجتماعية" بما يتعلق بالجرائم الالكترونية لان المجتمع يضع المسؤولية على الفتاة، ولفتت أن لدينا نصوص في القانون ولكن المشكلة بآلية التطبيق وبالتوعية بهذه النصوص.
لا يتوقف الوعي بخصوص السلامة الرقمية على الدولة والقانون إنما يجب على الجميع أن يكونوا على دراية جيدة لمفهومه.
ايمان طقاطقة احدى المشاركات في تدريب للسلامة الرقمية في محافظة الكرك قالت: "مفهوم السلامة الرقمية مفهوم واسع ومهم وعنوان اصبح يتردد كثيرا في الآونة الاخيرة بسبب ظهور الكثير من المشاكل والجرائم الالكترونية والاستخدام الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة التي تخدم التعليم، لذا من المهم توعية جميع النساء باختلاف الفئة العمرية لأنهن معرضات أكثر للخطر اثناء استخدام الانترنت"
واشارت الى انها على الصعيد الشخصي لم تكن تعتقد ان موضوع السلامة الرقمية ذات تأثير على البيانات والخصوصية اثناء استخدام الهاتف او مواقع التواصل الاجتماعي.
والجدير بالذكر ما ورد عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي ينص في المادة (12) على : "لا يجوز تعريض احد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة او في شؤون أسرته أو مسكنه او مراسلاته، ولا لحملات تمس شرفته وسمعته"