لماذا تراجع النشامى في تصنيف فيفا .. ؟!

لماذا تراجع النشامى في تصنيف فيفا .. ؟!
الرابط المختصر

شكل تراجع المنتخب الوطني لكرة القدم على سلم تصنيف الاتحاد الدولي "مفاجأة غير متوقعة" للعديد من متتبعي مسيرة النشامى، خصوصا بعد ايام من الفوز على جورجيا 1-0 في اللقاء الودي الذي اقيم مؤخراً في امارة دبي.

 

ورغم التوقعات باستعادة المنتخب لـ"عافيته على سلم التصنيف"، الا ان الترتيب الشهري الذي صدر يوم الخميس الماضي عن فيفا شهد تراجع النشامى الى المركز الـ112 عالمياً، الامر الذي اعطى انطباعاً مغايراً بشأن اهمية الفوز على جورجيا، بعد سلسلة من النتائج غير الجيدة خلال الفترة الاخيرة.

 

في البداية، لا بد من التأكيد على ان الفوز الذي حققه النشامى الشهر الماضي منحه دفعة جيدة على سلم التصنيف، وسط متغيرات "عاصفة" وفقاً لمعادلة الاتحاد الدولي الذي يرتكز عليها لحساب الترتيب الشهري والتي سنفصلها في هذا التقرير.

 

حصد النشامى بعد فوزه على جورجيا (218) نقطة، اي ما يعادل (11) نقطة في المجموع التراكمي للتصنيف الدولي، وكان من المنتظر ان يتراجع المنتخب الى المركز 115 عالمياً بمجموع نقاط (296) في حال لم يخض موقعة جورجيا الودية ويحقق الانتصار خلالها، لكن مساع الجهاز الفني الرامية لتحسين التصنيف الدولي بشكل تدريجي ساهمت الى حد بعيد في عدم التراجع بشكل قياسي، والاستقرار عند المركز 112 مؤقتاً وبـ307 نقاط.

 

ما سبق يدفع للتساؤول بشكل اكثر الحاحا عن اسباب التراجع رغم الفوز، ومن هنا يجب الاخذ بعين الاعتبار حسابات الفيفا لتصنيف المنتخبات وفقاً لنتائجها على امتداد السنوات الاربع الاخيرة، وتراجع مستوى تأثير النتائج من عام الى اخر.

 

يرتكز الاتحاد الدولي في حسابات التصنيف على نتائج المنتخب خلال الاشهر الـ12 الاخيرة، حيث تشير معادلة فيفا الى حساب النقاط التي يتحصل عليها المنتخب في كل لقاء خلال هذه الفترة (12 شهر)، ثم يجمع النقاط ويقسمها على عدد المباريات التي خاضها، ويأخذ بعين الاعتبار اهمية المواجهات "رسمية كانت او ودية"، مع ادخال بعض المتغيرات على المعادلة وفقاً للفرق المتواجهة وطبيعة البطولة و"قوة القارة"، الى غير ذلك من المعطيات.

 

بعد احتساب معدل النقاط في الـ12 شهر الاخير لكل منتخب، يأخذ فيفا هذا المعدل دون اي انتقاص.. ثم يلجأ الى نتائج الفريق خلال الفترة (من 12 شهر وحتى 24 شهر) اي العام قبل الماضي، ثم يحسب معدل النقاط ويضربه بـ (0.5) بهدف التقليل نسبياً من تأثير هذه النتائج على اعتبار مضي اكثر من عام على تحقيقها.

 

يواصل الفيفا حساباته وينتقل للفترة الزمنية من (24 شهر حتى 36) ويستخرج معدل النقاط قياساً بنتائج المباريات وعددها، ثم يضرب الناتج بـ(0.3) ليقلل اكثر من تأثيرها مع مضي اكثر من عامين على تحقيقها.. ويكرر الامر ذاته للفترة الزمنية من (36 الى 48 شهر) وبعد ظهور المعدل يضربه بـ(0.2)، في حين لا يأخذ الاتحاد الدولي اي نتيجة مضى على تحقيقها اكثر من اربع سنوات في عين الاعتبار نهائياً.

 

وبعد ان ينتهي فيفا من استخرج معدل النقاط في كل فترة، يجمع لكل منتخب النقاط في الفترات الاربع وفقاً للنسب التي ذكرناها سابقاً، ليعلن في نهاية المطاف حصيلة كل منتخب وبشكل شهري.. لكن ماذا عن النشامى؟

 

ان معادلة فيفا الحسابية السابقة، فرضت على المنتخب تراجعاً ملحوظاً في التصنيف الاخير، حيث نستذكر جميعاً الفوز التاريخي الذي حققه النشامى على مصر 1-0 في اللقاء الودي الذي جرى في 27 كانون ثاني من العام الماضي 2016، حيث حصد المنتخب (362) نقطة من هذا الانتصار.

 

 

وبحسب معادلة الفيفا، فان فوز النشامى على مصر مضى عليه اكثر من (12) شهر مع صدور التصنيف الاخير، ما يعني تقلص اهميته ونقاطه بنسبة (50%) الامر الذي فرض تراجعاً ملحوظاً في الترتيب.

 

لم يتوقف الامر عند الفوز على مصر، بل ان الانتصار الذي حققه المنتخب في نهائيات آسيا 2015 على فلسطين 5-1 وحصد خلاله (650) نقطة مضى عليه اكثر من (24) شهر، ما يعني تراجع تأثير هذا الفوز من نسبة (50% الى 30%).

 

ويواصل الاتحاد الدولي حساباته وفقاً لمعادلاته المعلنة سابقاً، ليتأثر المنتخب مجدداً بتقلص اهمية نقاط تعادله 0-0 مع عُمان (260 نقطة) وفوزه 3-1 على سنغافورة (329 نقطة) ضمن تصفيات كأس آسيا 2015، وفوزه 2-1 ودياً على الكويت (232 نقطة) وانتصاره 2-1 على البحرين (245 نقطة).. لتتقلص اهمية هذه المباريات ومعدل نقاطها من (30% الى 20%) مع مضي اكثر من 36 شهراً على اقامتها.

 

الى جانب ذلك، اعلن الاتحاد الدولي رسمياً خروج نقاط الفوز 4-0 على سنغافورة (322.5 نقطة) ضمن تصفيات كأس آسيا، والفوز الودي 5-0 على اندونيسيا (129 نقطة) من الحسابات رسمياً، مع مرور اكثر من 48 شهر على اقامت هذه المباريات.. الامر الذي يظهر طبيعة العوامل التي ساهمت في تراجع النشامى مجدداً على سلم تصنيف فيفا.

 

وفي الوقت الذي تراجع فيه مستوى تأثير بعض المباريات للمنتخب على معدل نقاطه التراكمي في التصنيف الدولي، فان بعض النتائج السلبية ايضاً قلت اهميتها خلال نفس الفترات، ولكن بصورة اقل من معدل النتائج الايجابية.

 

وينتظر ان يتراجع المنتخب الوطني من جديد في التصنيف الشهري المقبل والمزمع اعلانه في التاسع من شهر اذار القادم ليستقر عند النقطة (300)، حيث يبرز تقلص اهمية فوز النشامى على سوريا 2-1 ضمن تصفيات كأس اسيا 2015 بعد ان نال المنتخب (432) نقطة في الخامس من اذار من العام 2014، حيث سيكون قد مضى اكثر من (36) شهرا على هذا الانتصار، ما يعني تراجع نسبته في المعدل التراكمي للنقاط من (30% الى 20%).

 

وفي الوقت الذي يؤكد فيه الجهاز الفني للمنتخب الوطني عزمه على تحسين التصنيف والمضي قدماً نحو ترتيب يليق بالنشامى قبل سحب قرعة نهائيات كأس آسيا 2019، فان تأثير النتائج التراكمية خلال السنوات الاربع الماضية يحول دون التأثير بشكل مباشر وسريع على التصنيف، الامر الذي يتطلب مزيداً من الصبر بالتزامن مع تطبيق خطط مدروسة تهدف بالمحصلة الى التقدم تدريجياً على سلم الترتيب الدولي. الفرنسية

أضف تعليقك