رأفت علي يكتب: “شارة الكابتن” مسؤولية والقيادة بالملعب فن متأصل

الرابط المختصر

 ملاحظة ربما لا تعيرها بعض الأندية الأهمية التي تستحق، تتمثل في آليات إختيار قائد الفريق “الكابتن”، دون النظر في شخصية هذا اللاعب أو تأثيره أو إمكاناته، بل أن المزعج في هذا الموضوع، هو الحروب “غير المعلنة” التي تجري داخل فرق بعض الأندية، للخروج بغنيمة “شارة الكابتن”، لينتج في بعض الأحيان إختيارات مبنية على أسس خاطئة مثل المجاملة أو صلة القرابة، أو ما شابه من الاختيارات التي تبتعد عن الأسس الصحيحة، التي يجب على الأندية اتباعها لاختيار “الكابتن”، الذي يلعب دورا مهما لا يدركه إلا اللاعب نفسه داخل الملعب سواء في التدريبات أو المباريات.

صفات وشخصية القائد في الملعب لا تصنع صناعة، بل يجب أن تكون متأصلة في شخصية اللاعب الذي يفترض أن يكون نجما لامعا ومحبوبا ومؤثرا، ويملك من الولاء والغيرة على فريقه، ما يوصله لمرحلة ذرف الدموع عند خسارة مباراة أو فقدان لقب، أو تعثر فريقه في اي بطولة محلية وخارجية.

“شارة الكابتن” هي مسؤولية كبيرة، وليست “برستيج” كما يصورها البعض من اللاعبين في هذه الأيام، فالقائد هو المدرب دخل الملعب، وهو الموجهة والعقل المدبر والقادر على استنهاض همم اللاعبين وتحفيزها، إلى جانب دوره المهم ايضا المتمثل بالطبيب النفسي القادر على السمو فوق تقلبات المباراة ، وبالتالي بث الحماس داخل نفوس اللاعبين، وتشجيعهم عند الخطأ قبل الصواب.

من خلال خبرتي في الملاعب، هناك لاعبين يتأثرون سلبا أو ايجابا بكل كلمة داخل الملعب، وبالتالي على القائد أن يكون مدركا لأهمية هذه النقطة، وأن لا يخرج من فمه إلا الكلمات المحفزة، ويكون قادرا ايضا على تجنيب زملائه التأثيرات السلبية المرافقة لاجوء المباراة.

القائد المحبوب والمتمكن داخل المستطيل الأخضر، يلعب دورا مهما في تحقيق الانجازات، فيما القائد الذي يسعى لـ”برستيج” الشارة”، سيكون أكبر همه التقاط الصور، بعيدا عن توجيه زملائه، وبعيدا عن نتيجة المباراة، بل أن القائد غير المحبوب يلحق الضرر بفريقه كونه لن يكون الشخص الملهم لزملائه الذين سيسعون لاسقاطه، وكل هذا يحدث على حساب الفريق ونتائجه ودموع جماهيره.

تجربتي الطويلة في الملعب، تدفعني للحديث في هذا الموضوع المهم، الذي لا يحظى باهتمام عدد من الأندية، التي تدفع الثمن لاحقا دون أن تعرف السبب، لانه لا يخطر ببالها أن القيادة داخل الملعب لها تأثر مهمة يضاهي تأثير المدرب بل ربما أكثر.

وهنا سأختم حديثي بالإشارة إلى تجربة شخصية تؤكد الدور الكبير الذي يلعبه الكابتن في الفريق، حيث شاركت مع الوحدات في مباراة الذهاب في بطولة خارجية، ولعبنا خارج الأردن في لقاء مهم، رأيت فيه بحسب وجهة نظري أن المدير الفني آنذاك ارتكب بعض الاخطاء التكتيكية في الشوط الأول تسببت في الخسارة، ما دفعني للخوض في نقاش بين الشوطين مع المدرب أشرح فيه الاخطاء التي ارتكبها مدربنا العربي في تلك الفترة، حيث لم يأخذ المدرب بهذا النقاش بشكل جدي ليخرج الفريق خاسرا، قبل أن تأتي مباراة الاياب في عمان، ويعلن المدرب اقتناعه بخطتي والاسلوب الذي أرغب بأن يلعب به الفريق والتي تتناسب مع امكانيات نجوم فريق الوحدات، ليحدث الوحدات انقلابا في اللقاء وبالتالي التأهل للدور التالي من البطولة.