مسلخ عمان..مكاره صحية والمشاكل تراوح مكانها
ما زالت منطقة ماركا الشمالية، وتحديدا المنطقة القريبة من مسلخ عمان، تعاني من مكاره صحية، وخدماتية؛ بسبب الروائح المنتشرة من المسلخ الذي ينتج عنها القوارض والحشرات في الأحياء السكنية.
على التلة المحاذية لمكب المجاري والمسلخ، تقع منطقة ماركا الشمالية أقدم مناطق عمان الشرقية، وفيها كثافة سكانية كبيرة، حيث يتجاوز عدد ساكنيها الـ100 ألف سـاكن، ومنطقة عين غزال مجاورة لعدة مناطق وهي (حي الونانات) و(حي المزارع) و(حمزة)؛ تلك المناطق على سوية واحدة في الضرر، لكن منطقة عين غزال موبوءة بالمجاري والروائح النتنة والتلوث .
يعتبر مسلخ عمان من أقدم المسالخ في العاصمة عمان لكنه يفتقر للكثير من الخدمات والنظافة خاصة بعد فترة عيد الأضحى الذي ينتج عنه عمليات ذبح الأضاحي خارج المسلخ، الأمر الذي يؤدي إلى إنتشار كبير للقوارض والحشرات التي تسبب الضرر للأهالي والسكان داخل المنطقة .
وبالرغم أن منطقة عين غزال (مسلخ عمان ) تقع في قلب عمان الا ان هذه المنطقة تعاني بؤرا ساخنة من التلوث البيئى حيث تعيش هذه المنطقة واقعا سيئا ومريرا يعانيه أبناء وسكان هذه المنطقة الذين عبروا عن استيائهم الشديد من تجاهل الحكومات المتعاقبة لمناشدات أبناء المنطقة.
وفوق الأحوال البيئية غير السوية في المكان، تظهر "صهاريج المجاري"القادمة من المصانع، التي ترمي مخلفات المصانع، والمعامل قرب المكب، مما تسبب ضرراً كبيراً للمجاورين داخل المنطقة .
وتأسس المسلخ الحالي في عين غزال عام 1972م على أرض مساحتها 20 دونما وبمساعدة من الحكومة الدنماركية، وبلغت مساحة المباني عند تأسيسه 4700م² بطاقة إنتاجية للأغنام (160) رأسا في اليوم، الأبقار(15) رأسا في اليوم، الدواجن(200) طير في الساعة، بديلا لمسلخ عمان القديم( الواقع في وادي النصر/المشاغل حالياً) الذي تأسس نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وكان عدد سكان عمان لا يتجاوز المئة ألف نسمة.
(تأهيل مسلخ عين غزال بتكلفة 290 ألف دينار)
في العام 2016 نفذت أمانة عمان الكبرى عطاء تأهيل المسلخ بكلفة 290 ألف دينار وبما يخدم العاصمة عمان للسنوات الخمس القادمة؛ بهدف تحسين الوضع البيئي والصحي للمسلخ، بما يعزز تطبيق الاشتراطات الصحية لعمليات الذبح التي تتم وتأمين المستهلك بلحوم صحية سليمة.
وتأتي أعمال التأهيل كإجراء من أمانة عمان لتقديم الخدمة على أكمل وجه لحين تنفيذ مسلخ عمان الجديد في الماضونة على مساحة 100 دونم، والذي صدر قرار من مجلس الأمانة في الجلسة قبل الماضية بتشكيل لجنة فنية لدراسة عطائه الذي يشمل تصميم وبناء وتشغيل وإعادة ملكية إنشاء المسلخ.
وشملت أعمال التأهيل صيانة شاملة للثلاجات وتبطين جدرانها، وصيانة الأرضيات والأسطح بتبليط مساحات كبيرة منها وأعمال اخرى، وذلك لضمان عدم تلوث اللحوم وإنتاج لحوم صحية سليمة، بالاضافة الى دهان كافة مباني الدائرة، وتأهيل شبكة تصريف مياه الأمطار بشكل لا يؤثر على المنتج.
(صيانة لأرضيات السيل )
وفي تصريحات سابقة لمدير دائرة الدراسات والتصميم المهندس ايوب ابو اسماعيل الذي قال أن الأمانة قامت بعمل صيانة لأرضيات السيل العام الماضي بالمنطقة الفارغة الممتدة من مسجد الفتح وحتى تقاطع عين غزال (حدود أمانة عمان) بعمل مدات خرسانية لتلافي ترسب المياه في الفتحات التي تم إغلاقها والتحسين ممر المياه في الشتاء.
وكشف بأنه قد تم تأجيل العمل في الموقع هذا العام لحين انتهاء أعمال تصميم الباص السريع / الزرقاء، حيث يتوقع ان يكون هناك سقف لأجزاء من السيل من خلال التصاميم غير النهائية التي اطلعت عليها الأمانة.
وأضاف ان أعمال الصيانة الدورية التي تقوم بها أمانة عمان سنويا للاجزاء الاخرى من السيل المسقوف مستمرة وهناك توجهات للسير بطرح عطاء للصيانة وتنظيف السيل خلال الفترة المقبلة.
من جانب آخر أكد مدير دائرة دائرة المسالخ الدكتور مهدي العقرباوي تزايد الكميات المعاينة واعداد الذبحيات في المسلخ في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي .
(المدير التنفيذي للرقابة الصحية في أمانة عمان الكبرى )
المدير التنفيذي للرقابة الصحية في أمانة عمان الكبرى الدكتور يسار الخيطان، أكد أنه وبعد انتهاء عيد الأضحى المبارك تم تنظيف المواقع كاملة القريبة من المسلخ مشيرا الى ان هناك مناطق غير مرخصة في المنطقة وموجودة بشكل عشوائي وتم اتخاذ بعض الإجراءات فيها من قبل أمانة عمان و كوادر عمليات البيئة ، مؤكدا أنه لم يتم طمر أي نفايات تحت الاتربة .
ويضيف الخيطان أن هناك مناطق بالقرب من المسلخ غير مرخصة من قبل أمانة عمان ،قائلا " نعاني من وجود مخلفات الأغنام والحظائر في المنطقة العشوائية القريبة من السكان" .
ويؤكد أنه تم التخلص من بعض المكاره الصحية في المنطقة بأقل ضرر مقارنة بالعشوائيات المنتشرة بالرغم من المحاولات الكبيرة للتخلص من الحظائر العشوائية ، مؤكدا أن امانة عمان على استعداد كامل للتخلص من هذه الحظائر في الأيام القادمة .
(أهالي المنطقة)
أهالي المنطقة المتضررين قالوا إن الروائح التي تصدر من المسلخ ينتج عنها العديد من الأمراض والمشاكل الصحية خاصة وأن (المكب )بجانب المسلخ .
ويرى سكان المنطقة أن المنازل القريبة من المسلخ هي التي تضررت بشكل كبير نتيجة القوارض، والروائح المنبعثة من المسلخ بشكل كبير، مشيرين إلى أن هذه المشكلة ليست بالجديدة وإنما منذ سنوات طويلة دون وجود أي حلول .
ويؤكد السكان أنهم قدموا عرائض لحل مشاكلهم للجهات المعنية والمسؤولة قبل سنوات لكن لغاية هذه اللحظة لا توجد أي حلول أو إجراءات تقلل من هذه المشكلة التي يعاني منها السكان منذ سنوات طويلة .
هذا التقرير ضمن مشروع " رفع الحساسية للقضايا البيئية في التغطيات الإعلامية " التي تنفذه شبكة الإعلام المجتمعي راديو البلد بتمويل من السفارة السويسرية في ألأردن.
إستمع الآن