الباص السريع..أتربة مثارة وتلوث ضوضائي

 تعاني العاصمة عمان ومنذ سنوات طويلة من ترد في قطاع النقل العام,  ومع ازدياد الأزمات المرورية الخانقة ومطالبات شعبية بإيجاد حل لنظام نقل يساهم في حل مشاكل تنقلاتهم اليومية بخدمات جيدة وأسعار مقبولة , لجأت أمانة عمان الكبرى لحل هو الأمثل برأيها..مشروع الباص السريع.

 

ومع بدء المشروع وأعمال الحفريات والتحويلات للطرق في منطقة صويلح في بداية العام الحالي وصولا لمنطقة الجامعة الأردنية ونفق الصحافة يليها في شهر حزيران الأعمال الإنشائية ضمن منطقتي دوار المدينة و طبربور ,كان للناشطين البيئيين رأي مخالف لما تراه أمانة عمان.. 

  

 

الخبير في شؤون الطاقة والبيئة الدكتور باسل برقان وضح أنه وبالرغم من الحاجة لوجود تطور في قطاع النقل العام, إلا أنه كان يجب على أمانة عمان أن تطرح مشروع الباص السريع للرأي العام قبل تنفيذه, فهذا المشروع برأيه لن يحل من أزمة السير الخانقة في العاصمة بل سيزيد منها نظرا لطبيعة شوارع المدينة الضيقة والصغيرة.

 

"مشروع الباص السريع وجد معارضة من ناشطين بيئيين لأضراره البيئية والاقتصادية المستقبلية و الحالية. حسب برقان كان من الأجدر على أمانة عمان أن تلجأ إلى بديل أكثر أمانا بيئيا وأقل كلفة اقتصاديا وهو (الترام) الذي يسير على الكهرباء عوضا عن الباص السريع الذي يسير على البنزين."

 

من ناحية بيئية..  بقول برقان "سيعمل الترام بنظام الهايبرد الذي سيقلل من التلوث البيئي واعتماده على الطاقة الشمسية في فصل الصيف والشحن الكهربائي في الشتاء".

 

وبما يخص الضوضاء والغبار المنبعث من إنشاء الباص السريع، يرى برقان "كان بالإمكان التخلص منهما بسهولة في حال نفذت فكرة الترم واي لاعتماده على تمديد أسلاك كهربائية من أعمدة الكهرباء الموجودة في الشوارع,  فلن ستدعي الحاجة لتكسير الشوارع والتغيير في مسارات الطرق وما ترتب على ذلك من انبعاث مستمر للغبار والأتربة المثارة الملوثة للهواء".

 

 

ومن الجانب الاقتصادي أضاف برقان "لن يحتاج الترام للكثير من الأعمال الإنشائية والتعديلات في الشوارع و الطرق كما هي الآن, لاستخدامه حيز بسيط من الشوارع , بعكس الباص السريع الذي سيستحوذ على مسار إضافي من الشوارع التي تعاني أساسا من قلة في المسارات كأوتوستراد الزرقاء على سبيل المثال".

 

ويشير برقان أن تكلفة الترام واي ستكون أقل من مشروع الباص السريع من حيث تكلفة الأعمال الإنشائية, واعتماده على نظام الهايبرد بدلا من البنزين. وذلك بعكس ما أشارت إليه أمانة عمان.. فبحسب قوله أن المدير التنفيذي للنقل والمرور في أمانة عمان الدكتور أيمن الصمادي أشار أنه تمت دراسة فكرة الترام واي من قبل الأمانة و وجدت أنه مكلف جدا وأن الباص السريع هو الاقل كلفة..

 

وطالب برقان من أمانة عمان بعدم تكرار مثل هذه التجربة وأن تذهب إلى أفكار أكثر اقتصادية و بيئية..

 

ومن الناحية الصحية وضح الاستشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى البشير، الدكتور حسن الخوالدة، أن الغبار والأتربة المثارة نتيجة أعمال الباص السريع لن تسبب الحساسية والربو والأمراض الصدرية لمن لا يعانون منها, لكنها ستعمل على زيادة الربو و أعراضه للمصابين به وبالأخص في المناطق المحيطة والقريبة جدا من أعمال الإنشاءات ..

وأضاف الخوالدة أن على الأشخاص المصابين بالربو والقاطنين في مناطق أعمال الباص السريع استخدام الكمامات ومراجعة أطباء الصدرية لأخذ البخاخات المناسبة لمنع زيادة حدة الربو والسيطرة عليه..

أمانة عمان ترد

ومن وجهة نظر أمانة عمان وضحت رئيسة قسم متابعة المشاريع البيئية في أمانة عمان المهندسة سهى الشيشاني أن مشروع الباص السريع أجري له دراسة تقييم  أثر بيئي واجتماعي عن طريق مستشار من قبل (إنجي كون) وعرضت هذه الدراسة على وزارة البيئة ووكالة الإنماء الفرنسية الجهة الممولة لمشروع الباص السريع  وتم أخذ الموافقات عليها.

وتحتوي الدراسة على خطة إدارة بيئية واجتماعية آخذة بعين الاعتبار جميع النواحي البيئية ومن ضمنها جودة الهواء والنفايات الصلبة وحركة المرور والنقل ونوعية المياه والضجيج وغيرها من الأمور البيئية والاجتماعية.

وأضافت الشيشاني أن مدينة عمان تعاني أساسا من الازدحامات المرورية  وبوجود مستوى عال من التلوث كالغبار العالق وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت لكن مستوياتها ضمن الحدود المعقولة وذلك بحسب محطات المراقبة ورصد الهواء الإلكتروني التابعة لوزارة البيئة .

ففي حال وجود قراءات من محطات المراقبة تشير إلى وجود ارتفاع في مستوى الغبار أو الأكاسيد أو التلوث في الهواء يصل إشعار لأمانة عمان من قبل وزارة البيئة لمعرفة سبب هذه الارتفاعات ..

وبما يخص المشاريع الإنشائية للباص السريع فإن التلوث الناتج من الحفريات و التحويلات المرورية يكون مؤقت خلال فترة الإنشاء, في حال كان التلوث غير مقبول يصل للأمانة إشعار بنسبة التلوث المرتفعة.

وللحد من الآثار المحتملة الناتجة بسبب التلوث الهوائي تضيف الشيشاني بوجوب تحديد ساعات أعمال الإنشاءات, ورش المياه بالماء أثناء العمل للتخفيف من الأتربة والأغبرة المثارة وإنشاء التحويلات ووضع الإشارات الضوئية للحد من الازدحامات المرورية قدر الإمكان والتقليل من تلوث الهواء الناجم من عوادم السيارات بالإضافة إلى تشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل العام ..  

يجدر بالذكر أن مشروع الباص السريع سينفذ على ثلاثة محاور رئيسية في  العاصمة عمان وبطول ٣٢ كيلومترا. 

يبدأ الأول في دوار صويلح وينتهي في المحطة مرورا بالجامعة الأردنية والمدينة الرياضية وشارعي الشهيد والاستقلال.

 والثاني من المتحف الأردني رأس العين وينتهي في المدينة الرياضية مروراً بشارع الأميرة بسمة والدوار الخامس.

 أما الثالث فيبدأ من المحطة وينتهي عند دوار الجمرك مروراً بشارع اليرموك وميدان الشرق الأوسط.

وكان أمين عمّان يوسف الشواربة قد أعلن أن أعمال المشروع  ستنتهي بنهاية عام 2020، فيما سيباشر العمل بالباص السريع بداية عام 2021

أضف تعليقك