يمنيون في الأردن.. يعتصمون بانتظار عودتهم إلى "عدنهم"

يمنيون في الأردن.. يعتصمون بانتظار عودتهم إلى "عدنهم"

تكافح عائلة الطفلة اليمنية هديل التي وصلت إلى العاصمة عمّان لتلقي العلاج من "السرطان" من أجل أن لا تبيت بـ"الشارع"، بعد تهديدهم للطرد لتراكم المستحقات المالية لصاحب المنزل الذي يقطنونه، وذلك بسبب منع الحوالات المالية من اليمن، وعدم قدرتهم على العودة، الأمر الذي دفعه مع العشرات للاعتصام الاثنين أمام شركة طيران بلادهم.

 

والد هديل يقول "لم أعد أملك مالاً للإقامة في عمّان أو لعلاج ابنتي، أنا بحاجة ماسة للعودة الآن إلى بلادي، وأناشد السلطات الأردنية أن تساعدني في ذلك، كما ساعدت اليمنيين عام 1994 ورحلتهم إلى بلادهم".

 

حال هديل وعائلتها يشبه العشرات من اليمنين الذين أتوا إلى عمّان من أجل العلاج أو السياحة أو للدراسة قبل نهاية آذار الماضي، الذي شهد انطلاق الحملة العسكرية الخليجية ضد الحوثيين في بلادهم، والتي تسببت بتعطيل معظم المطارات العاملة هناك وتعطيل الرحلات الجوية.

 

اليمنيون المتواجدون في عمّان، والذين يقدر عددهم بنحو 1800، بحسب السفارة اليمنية، اعتصم العشرات منهم يوم الاثنين، كخطوة أولى للاحتجاج على أوضاعهم أمام شركة طيران بلادهم، وكان من بينهم من أتى إلى عمّان من دول أخرى بعد تسيير منظمة الهجرة الدولية أولى الرحلات العائدة إلى اليمن وعلى متنها نحو 150 راكباً قبل أيام.

 

الناشطة غادة إسماعيل وصلت إلى المملكة بعد مشاركتها في مؤتمر في كينيا، أملاً بأن تحصل على مقعد في إحدى الطائرات العائدة إلى بلادها، إلا أن ذك لم يحصل رغم أنها وصلت إلى عمّان قبل نحو أسبوعين.

 

تقول غادة "ربما حالتي في عمّان أفضل من العشرات الذين انقطعت بهم السبل هنا، فبعضهم يبيت في الشارع الآن، ويناشدون السفارة اليمنية أن تؤمن لهم مسكنا وأن تحل مشكلتهم".

 

أحد اليمنين المشاركين بالاعتصام، يرى أن هذا الواقع الذي فرضته الحرب "هو محاولة عالمية لإهانة اليمن واليمنيين"، واصفا حالتهم هنا أو في اليمن بأنها باتت "لا تطاق".

 

بدورها تؤكد السفارة اليمنية متابعتها لأوضاع رعاياها بشكل حثيث، وأنها تنسق مع المنظمات الدولية لتسهيل عودتهم إلى بلادهم.

 

وافتتحت السفارة غرفة عمليات لمتابعة شؤون رعاياها، وأنها تعمل على تأمينهم بالسكن وتسهيل الإقامة في عمان، بحسب مندوب شؤون المغتربين في السفارة اليمنية عبد السلام السامعي.

 

ومع ذلك يقول الخمسيني عبدالله ناصر الذي كان يعالج من السرطان في عمّان إنه ذهب إلى السفارة اليمنية وطلب منه أن تسهل له الإقامة، إلا أنها لم تقدم له يد العون.

 

شركة الطيران اليمنية صرحت بأنها ستحاول حل المشكلة في أقرب وقت ممكن، وقالت على لسان ممثلها في عمّان إنها تلقت وعودا بأن تحصل على أخبار جيدة قبل نهاية هذا الأسبوع.

 

كما أعرب رئيس الجالية اليمنية في عمان أحمد العامري عن أمله بحل معاناة اليمنيين العالقين في الأردن قريبا.

 

اليمنيون في عمّان أكدوا أنهم يتجهون للتصعيد خلال الفترة المقبلة حتى يتم حل مشكلتهم والعودة إلى بلادهم التي تشهد اضطرابات سياسية منذ شهور عديدة.

 

وتعمل منظمة الهجرة الدولية على إقامة جسر جوي بين اليمن وعدد من الدول لتسهيل خروج الجاليات الأجنبية من اليمن، بالاضافة إلى إعادة اليمنيين عبر مطار صنعاء الذي لم يتضرر جراء العمليات العسكرية حتى الآن.

أضف تعليقك