مشاريع "النقل" أمام تحديات تضاريس عمان "الصعبة"

مشاريع "النقل" أمام تحديات تضاريس عمان "الصعبة"
الرابط المختصر

تعتبر تحديات تطوير منظومة النقل العام في المملكة، واحدة من أكثر الإشكاليات الاستراتيجية التي تؤرق المعنيين في الحكومة الأردنية عامة، ووزارة النقل خاصة، في ظل الازياد المضطرد في أعداد السكان، واستمرار تدفق اللاجئين، وضرورة مراعاة  طبوغرافية العاصمة "الصعبة" عند ربطها بالمحافظات الأخرى.

 

وتشير التوقعات الحكومية إلى أن عدد سكّان الأردن سيصل إلى 10.2 مليون نسمة خلال العام الحالي، وذلك بعد أن وصل تعداد السكان في العام الماضي إلى 10 مليون نسمة، منهم 33% من غير الأردنيين، و 23% منهم مقيمون على المدى الطويل، فيما يقيم 10% منهم على المدى القصير، وهم من اللاجئين.

 

ويبلغ عدد سكان العاصمة عمان نحو 3 ملايين نسمة، فيما يقدر عدد الزوار اليوميين لها بنحو نصف مليون زائر، وهو أحد العوامل التي دعت الأمانة لوضع خطة استراتيجية بعيدة المدى لتطوير وسائل النقل وربطها مع المحافظات، والتي كان آخرها الإعلان عن نيتها إنشاء مشروع مترو أنفاق كتصور مستقبلي لعام 2025.

 

وستعرض الدراسة الاستثمارية على المنتدى الاقتصادي "دافوس" الشهر المقبل بقيمة 2.8 مليار دينار.

 

وبحسب المدير التنفيذي للنقل في الأمانة أيمن الصمادي فإن الأمانة تسعى لرفع نسبة الرحلات اليومية التي تستخدم وسائط النقل من 13% إلى 40% من خلال تشغيل خدمة باصات التردد السريع الـ BRT وربطها لاحقاً بخط مترو الأنفاق.

 

وبالشراكة مع وزارة النقل سيربط الباص السريع الممول من المنحة الخليجية العاصمة عمان بالزرقاء، وسيلتقي مع الباص السريع في مجمع الشمال بعمان ثم تقاطع عين غزال وصولا إلى مجمع المحطة.

 

فيما تتضمن خطة وزارة النقل بحسب وزيرتها لينا شبيب على عدة مشاريع نقل استراتيجية تهدف لربط مداخل مدينة عمان مع مسارات المحافظات.

 

وبينت شبيب أن الوزارة تعمل مع الجهات المعنية كأمانة عمان وهيئة تنظيم قطاع النقل البري للوصول إلى منظومة نقل متكاملة من خدمات الـBRT  والمترو في عمان إضافة إلى احتمالية تشغيل الترام بحسبها.

 

كما تدرس الوزارة تشغيل قطار خفيف يخدم مدينة إربد بتكلفة مقدرة بنحو 163 مليون دولار، بحسب شبيب.

 

وأضافت شبيب أن منظومة باصات التردد السريع ستشغل على خطوط عمان- الزرقاء، وخط عمان-السلط، الذي سيربط بصويلح والبقعة، إضافة إلى خط يصل الدوار السابع بشارع المطار، كما سيتم تشغيل الخط الحديدي الحجازي لربط مجمع المحطة بشارع المطار.

 

 

حل إستراتيجي "مكلف جدا"

 

 

ورغم اعتبار خبير النقل والمرور في نقابة المهندسين ابراهيم عاصي مترو الأنفاق ضروريا لمدينة عمان، وحلا استراتيجيا يسهم في تطوير منظومة النقل العام، إلا أنه يصف المشروع بـ"المكلف جدا".

 

وأشار عاصي إلى ضرورة أن يكون هذا المشروع جزء من كل، بحيث يتكامل مع منظومة النقل العامة في المملكة لتغذية المحافظات.

 

من جهة أخرى يبين عاصي أن هذا المشروع هو مشروع اقتصادي طويل الأمد، ويعد استثمارا ناجحا، موضحا أن تكلفته تحسب بتقسيمها على العمر الافتراضي للمشروع، والذي يمكن احتسابه على مدى خمسين عاما قادما.

 

 

خبير التخطيط في مجال النقل المهندس عصام البلبيسي يؤكد أيضا على أن المشروع يحتاج إلى تكلفة عالية بسبب طبوغرافية المدينة، موضحا أن مناسيب المناطق وارتفاعاتها مختلفة، الأمر الذي يحتاج إلى عمليات حفر كبيرة.

 

ويطرح البلبيسي مثالا لتباين الارتفاعات، حيث أن منطقة المدرج الروماني في وسط البلد يرتفع منسوبها إلى 700 متر عن سطح البحر، فيما تصل منطقة صويلح إلى 1300 مترا، وتلاع العلي 900 مترا، مشيرا إلى أنه في حال مر القطار من تحت الأرض بين هذه المناطق، فإن تكلفته سترتفع مقارنة بدول أخرى.

 

ويشدد البلبيسي على ضرورة أخذ الزيادة السكانية للمدينة، وتوسعها، وتحديد مناطق الطلب على النقل، وأماكن توجه الاستثمارات، بعين الاعتبار عند التخطيط للمشروع.

 

الصمادي يقر بطول فترة إنشاء المشروع، موضحا أن تنفيذه يحتاج من 5 إلى 10 سنوات، بسبب طبيعة المدينة وطبوغرافيتها المتباينة.

 

 

تحسين الخدمات لزيادة الإقبال

فيما يشير البلبيسي إلى أن تطور شبكة النقل العام سيزيد من الطلب عليها، حيث أن تشغيل خدمة باصات التردد السريع سيرفع نسبة إقبال المواطنين على استخدام المواصلات العامة عند تشغيلها، وبالتالي سيحتاج الأردن إلى تطوير المنظومة ككل، وإنشاء مترو أنفاق على المدى البعيد.

 

كما يرجح الصمادي مساهمة الباص السريع في حل مشكلة الأزمات المرورية، حيث سينقل بتردد منتظم 10 آلاف راكب في الاتجاه الواحد لكل ساعة، بدلا من نقل 2000 راكب بـ 1800 سيارة لنفس الاتجاه في الساعة، ويتوقع أن يخدم 200 ألف راكب يوميا، إضافة لتوفيره 3 آلاف فرصة عمل خلال مرحلة الإنشاءات.

 

وتوقع الصمادي أن يستغرق العمل على إنجاز الباص السريع عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام تقريباً، مشيرا إلى أن الأمانة ستطرح عطاء المرحلة الثالثة من الباص الشهر المقبل والتي ستبدأ من تقاطع الدوريات الخارجية.

 

ويؤكد البلبيسي أن مترو الأنفاق في عمان يجب أن يراعي ضرورة الابتعاد عن مناطق الانزلاقات، إضافة إلى إنشاء محطات مزودة بالخدمات، وتوفير التهوية الجيدة، إضافة لمداخل ومخارج وأعمال الإنارة والصيانة.

 

من جهته أشار الصمادي إلى أن خط المترو سينطلق وسينتهي وفق دراسة لأكثر المناطق التي تشهد ضغطا على المواصلات، حيث سيبدأ من دوار الجمرك في منطقة المقابلين ويمر بوسط البلد مرورا بمنطقة العبدلي "مشروع العبدلي"، وينتهي بدوار المدينة الرياضية ليتقاطع مع خط الباص السريع وهو ما أخذ بعين الاعتبار توجهات الاستثمارات المستقبلية.