طالب عدد من مسؤولي ومستثمري محافظة مادبا خلال ندوة نظمها راديو البلد يوم السبت، بإلغاء أو تخفيض الرسوم على المواقع السياحية والأثرية في مادبا للنهوض بقطاع السياحة.

رئيس جمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث في مادبا سامر الطوال أكد خلال الندوة التي جاءت تحت عنوان "قطاع السياحة في مادابا واقع وتحديات"، أن عدد من الهيئات السياحية والجمعيات المعنية بالقطاع تقدمت بعدة توصيات إلى وزارة السياحة لاتخاذ قرارات استثنائية لتشجيع السياحة من ضمنها؛ منح قروض تشغيلية للمواقع الاستثمارية، إعفاء جميع القطاعات السياحية من الضرائب لمدة 6 أشهر، إلغاء الرسوم على المواقع السياحة لمدة 6 أشهر، وتفعيل دور هيئة تنشيط السياحة وزيادة موازنتها.

عضو لجنة السياحة والآثار النائب سعد البلوي أكد أن هنالك أنظمة وتعليمات تتخذها الحكومة لغايات الجباية تعطل عملية السياحة الداخلية.

وقال رئيس بلدية مادبا الكبرى مصطفى المعايعة أن أهم ما يعترض السياحة في مادبا؛ "وجود بعض المواقع السياحية المحرمة على مواطني مادبا لفرض رسوم مرتفعة على هذه المواقع"، مطالباً بتخفيض الرسوم على المنشآت السياحية لمواطني الأردن ليتمكنوا من التعرف على المواقع وتسويقها داخلياً.

بدوره نفى مدير مديرية سياحة مادبا وائل الجعنيني ارتفاع الرسوم على المواقع الأثرية، موضحاً أن قيمة الرسوم على المواقع الأثرية في مادبا للمواطن الأردني 0.25 قرش فقط.

فيما شدد مدير مديرية أثار مادبا باسم المحاميد على ضرورة النهوض بوعي المواطنين اتجاه تراث مادبا من خلال المناهج التعليمية، مطالباً بضرورة تفعيل دور المجتمع المحلي بالتوعية.

معيقات قطاع السياحة في مادبا

وحول المعيقات التي تعترض قطاع السياحة والآثار في مادبا، أكد الجعنيني تراجع عدد السياح خلال عام 2014 مقارنة بالأعوام السابقة، إذ بلغ عدد السياح في مادبا عام 2002 ما يقارب 52 ألف، في حين بلغ في عام 2010 ما يقارب400 الف سائح وفي عام 2014  ما يقارب 208 ألف سائح" يقول الجعنيني.

ويبرر ذلك بقوله "السياحة الأجنبية تراجعت نتيجة الاوضاع السياسية، عدا عن مرور السياح كترانزيت فقط بمدة لا تتجاوز ساعة واحدة أو ساعتين فقط".

فيما أكد الطوال أن أهم معيقات قطاع السياحة في مادبا هو الخسائر التي لحقت بالمستثمرين نتيجة تراجع أعداد السياح في مادبا، مضيفاً أن "الاستراتيجة الحالية هي الحفاظ على المستثمرين الحاليين، نتيجة الخسارة التي لحقت بهم".

ويؤكد الطوال ارتفاع الكلف التشغيلية على الاستثمارات السياحية، وزيادة التعرفة الكهربائية على المنشآت، عدا عن ارتفاع ضريبة المبيعات والضرائب، وتعقيد اللجان المشكلة لدراسة مشاريع المستثمرين.

مطالبا بإلغاء ضريبة المبيعات في الوقت الاستثنائي للنهوض بقطاع السياحة في الأردن ومادبا خاصة.

وحول الاتهامات التي تناقلت مؤخراً حول كوادر بلدية مادبا بقيامها بعملية رقابة فردية على المنشآت، وتحرير المخالفات واحالتها للمحكمة، أكد المعايعة أن تحرير المخالفات يأتي لمخالفة المنشآت السياحية للقوانين، مؤكداً أن أعلى قيمة مخالفة تبلغ 50 دينار فقط.

المواقع الأثرية في مادبا

أكدالمحاميد، أن أهم المواقع الأثرية في مادبا (موقع المريغا الأثري، خربة اسكندر، ذيبان، وموقع أم الرصاص)، إذ تعتبر محافظة مادبا من أهم المحافظات الموجودة على خارطة السياحة الأردنية، بالإضافة إلى تعدد وتنوع المنتج السياحي في المحافظة من سياحة (دينية، علاجية، والثقافية).

"مادبا أصبحت محافظة هامة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولص الثاني واعتماده 5 مواقع حج مسيحي في الأردن من ضمنها 3 مواقع في مادبا؛ موقع المغطس، وجبل نيبو، وموقع مكاور" يقول الجعنيني.

وعن أهم المشاريع التي تم تنفيذها في مادبا بعد اطلاق الاستراتيجية الوطنية للسياحة خلال عام 2004-2010  وتجاوزت قيمتها 15 مليون دينار يعددها الجعنيني "بمشروع بانوراما البحر الميت، إقامة مركز زوار في منطقة اللاهون، ومركز زوار أم الرصاص، إعادة ترميم البيوت التراثية في مادبا، إعادة تاهيل وتطوير وسط مادبا، إعادة ترميم مبنى السرايا".

وحول مشروع الترانزيت، قال الجعنيني "تم البدء في مشروع الترانزيت في 5 تشرين الثاني لعام 2014، إلا أنه تعرض لعدة معيقات".

وأضاف أنه تم فتح مكتب سياحة تابع لوزارة السياحة في مطار، لتوجيه السياح إلى مادبا واعطاءهم كافة التعليمات حول المواقع الأثرية والأسعار.

أما حول تراجع انتاج الفسيفساء، أكد المحاميد أن هنالك معهد مادبا يتم تدريس الفسيفساء من خلاله؛ مؤكداً أن تراجع انتاج الفسيفساء يأتي لتراجع أعداد السياح في مادبا، فيما كشف الطوال عن توقف انتاج الفسيفساء في مادبا لانعدام الاسوق بعد تراجع أعداد السياح.

وأثار الحضور عدة تساؤلات حول مبنى سرايا الذي أغلق مطعمه، عدا عن ارتفاع الرسوم المفروضة على المواقع السياحية في مادبا، وأسباب تراجع انتاج الفسيفساء.

هذا ونظم راديو البلد منذ عام 2010 وحتى الآن؛ أكثر من 52 مناظرة وندوة في محافظات المملكة.