عمّان في "رمضان"... سباق سيارات وتجاوزات مرورية

عمّان في "رمضان"... سباق سيارات وتجاوزات مرورية
الرابط المختصر

 

ما إن يقترب موعد آذان المغرب في شهر رمضان، حتى تصبح شوارع العاصمة مضمارا يتسابق فيه السائقون لإنجاز مهماتهم والوصول إلى منازلهم بأسرع وقت ممكن، فيما تتعدد أسباب أزمة السير خلال ساعات معينة نظرا لعوامل مشتركة تجبر المواطنين على الخروج إلى الشوارع في وقت واحد.

 

ويرى مواطنون أن أزمة السير في شهر رمضان وبالرغم من أنها محددة بأوقات معينة، إلا أنها تسهم في إعاقة حركتهم وتأخرهم عن عملهم أو مواعيدهم الأخرى.

 

ويعتبر رأفت أن أحد أهم أسباب الأزمة المرورية في رمضان هو خروج الموظفين في وقت واحد على اختلاف قطاعاتهم، موضحا أن الأحرى بالجهات المعنية مفاوتة أوقات انتهاء الدوام بين القطاعات المختلفة، فيما يرفض أبو محمد الخروج للأماكن المزدحمة، حيث أنه سيمضي الحصة الأكبر من وقته في الانتظار بالشارع.

 

 

ساعات الذروة

وبالرغم من اتفاق العديد من المواطنين على أن فترات الازدحام في رمضان محددة، إلا أن سائق التاكسي جمال يرى أن الأزمة المرورية في رمضان تشمل جميع الأوقات، حيث تبدأ من التاسعة صباحا وتمتد حتى ساعات الفجر الأولى.

 

 

مدير العلاقات العامة في إدارة السير المقدم جلال الرحاحلة يشير إلى اختلاف أوقات الذروة في رمضان عن بقية الأشهر، وتتمثل بازدياد حركة تنقل المواطنين قبل الإفطار من الخامسة وحتى السابعة لقضاء الحاجيات والمشتريات من المطاعم والمحال التجارية والمخابز، ويتم التعامل مع هذه الفترة بتوزيع رقباء السير على التقاطعات وأمام المحال لمنع الوقوف العشوائي أو المزدوج.

 

ويضيف الرحاحلة أن الفترة الثانية تكون بعد الإفطار، وتتركز عند المساجد ما يؤثر على حركة السير بسبب الاصطفاف العشوائي أو المزدوج لمركبات المصلين، لافتا إلى تعاون المصلين هذا العام، وعدم رصد إغلاقات للشوارع سببها ازدحام المركبات المصطفة.

 

وتبدأ الفترة الثالثة بعد انتهاء صلاة التراويح، والمتسمة بإقبال المواطنين على التسوق في الأسواق الرئيسية كالصويفية وجبل الحسين والهاشمي ووسط البلد وطبربور.

 

 

حوادث أقل

فيما يؤكد الرحاحلة على أن رمضان الحالي شهد أقل كثافة سير مقارنة بالأعوام السابقة، وانخفاضا في الحوادث المرورية والمخالفات الخطيرة، مضيفا أن إدارة السير بصدد إعداد إحصائية لعدد الحوادث خلال الشهر.

 

ويفسر الرحاحلة انخفاض نسبة الحوادث والكثافة المرورية والمخالفات بالإجراءات الأخيرة التي قامت بها أمانة عمان بالتعاون مع الإدارة في تركيب كاميرات المراقبة، إضافة إلى الحلول المرورية كتركيب الإشارات التي كان آخرها على الدوار الثامن.

 

ويؤكد مدير الإدارة المشتركة في الأمانة المهندس محمد الفاعوري على انخفاض نسبة الحوادث ما بين 35% إلى 45% في الأماكن التي ركبت فيها الكاميرات مؤخراً، معتبرا هذا الانخفاض نتيجة حتمية لتفعيل الرقابة الآلية التي زادت من الانسيابية المرورية، وتقليص مدة الانتظار بالتناسب مع حجم الكثافة المرورية.

 

تجاوز السرعة.. عامل قاتل

مدير قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى البشير باسل أبو صبحة يشير استقبال المستشفى لحالات وإصابات بحوادث السير يومياً خصوصاً قبل موعد الإفطار بساعتين، مرجعا السبب لاستعجال الكثير من السائقين وزيادة سرعتهم عن الحد المسموح به.

 

وتتفاوت الإصابات بحسب أبو صبحة بين البسيطة والخطيرة، وقد يصل بعضها للوفاة.

 

ويؤكد الرحاحلة أن السبب الرئيسي لحوادث السير في رمضان هو السرعة الزائدة، خصوصاً قبل ساعات الإفطار والتي تتركز على الطرق الخارجية، الأمر الذي دعى الإدارة لاتخاذ اجراءات من شأنها الحد من سرعة السائقين وتوجيههم توعوياً حيث تقوم مرتبات السير على موعد الإفطار بإيقاف المركبات وتوزيع الماء والتمر على السائقين بهدف الحد من سرعتهم واستعجالهم لتناول الإفطار، إضافة إلى توجيه التوعية لهم في هذه الأثناء.

 

ويتمثل السبب الثاني لحوادث السير بتغيير المسارب والتجاوز الخاطئ، بحسب الرحاحلة.

 

رئيس جمعية الوقاية من حوادث الطرق المهندس نزار العابدي يؤكد على أن أسباب الحوادث في شهر رمضان تعود إلى عدم تركيز السائق أثناء القيادة بسبب الصيام والسهر والأجواء التي ترافق الشهر من ارتفاع درجات الحرارة أو الأزمات المرورية، مؤكدا في الوقت نفسه أيضا على أن السرعة هي السبب الرئيسي والاهم للحوادث.

 

وشدد العبادي على ضرورة توعية المواطنين للالتزام بالسرعة في كافة الظروف، حيث أن تخفيف السرعة لكل كيلو متر واحد يقلل احتمال وقوع الحوادث بنسبة 10%
وكانت أمانة عمان وإدارة السير قد أعلنت عن وضع خطة متكاملة لشهر رمضان بما يتناسب مع طبيعته، وتشمل تكثيف رقباء السير في الأماكن التي تشهد إقبالاً من المواطنين كدور العبادة ومحال الحلويات والمخابز والأسواق.