لا يبدو أن الأزمة المالية لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في طريقها إلى الحل، وخاصة أن الوكالة لم تحصل حتى الآن على أي دفعات مالية من الدول المانحة لسد عجزها العام في موازنتها والمقدرة بنحو 101 مليون دولار، مما سيجبرها على اتخاذ ما وصفته بـ"إجراءات قاسية" تتعلق ببرنامج التعليم الذي يخدم 120 ألف طالب في مدارسها العاملة في الأردن.
الناطق الإعلامي باسم الاونروا في الأردن، بالوكالة، أمجد عبيد يؤكد أن عدم تلقيها أي تعهدات خطية من الدول المانحة لتقديم مساعدات عاجلة تساعدها على تجاوز أزمتها المالية حتى اليوم.
يقول عبيد "نأمل باستقبال مساعدات من الدول المانحة لمساعدتنا في الاستمرار في تقديم خدماتنا، لكن لا توجد مؤشرات إيجابية".
وحذرت الوكالة من أنها ستجبر على وقف خدماتها في أماكن عملها الخمسة في لبنان والضفة وغزة والأردن وسورية إن لم تحصل على مساعدات مالية عاجلة حتى منتصف آب الجاري.
وتقول الأونروا إن مشكلتها المالية لا تعود إلى تقصير الدول المانحة في تقديم المساعدات التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، لكن تدهور الحالة الإنسانية في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة العام الماضي، وتدهور حالة المخيمات الفلسطينية في سورية بسبب الحرب هناك، دفعها إلى رفع ميزانيتها، ما أدى إلى استنزافها.
وفي الأردن لا يبدو أن هناك حلولا مطروحة لمواجهة الأزمة القادمة، والتي ستسبب بتأجيل العام الدراسي على الأقل، في ظل تأكيد وزارة التربية والتعليم أنها لن تستطيع أن تستقبل هذا العدد من الطلبة في مدارسها التي تعاني أساسا من ازدحام الغرف الصفية بسبب اللجوء السوري.
وأكد أهالي الطلبة الفلسطينين في اعتصامهم الأسبوع الماضي أمام المبنى الرئيسي للوكالة في العاصمة عمّان عدم استطاعتهم نقل أطفالهم إلى مدارس خاصة لتلقي التعليم خلال هذه الفترة، بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة.
كما ستسبب الأزمة المالية في حال استمرارها بوقف رواتب نحو 4 آلاف معلم ممن يعملون في مدارس الأونروا في الأردن بأقل تقدير، وفق عبيدات.
بدورها، حاولت اللجان في المخيمات الفلسطينية الـ 13 في الأردن خلال الآونة الأخيرة تصعيد الرأي العام المحلي والعالمي لحث الدول المانحة على تقديم دعم مالي للأونروا، إلا أنها لم تجد آذان صاغية.
يؤكد عضو اللجان الفلسطينية في الأردن طلعت أبو حاشية على أن خطواتهم التصعيدية لن تتوقف خلال الفترة المقبلة وحتى منتصف آب المقبل، وأن حدودها لن تظل على الاعتصام فقط.
وسيشهد الأسبوع المقبل اعتصاماً جماهيرياً في مخيم الوحدات، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، والمقدر عددهم بنحو 2.1 مليون في الأردن فقط، بينما يزيد عددهم عن 4 مليون في الدول الخمسة التي تعمل فيها الأونروا، من بينهم نصف مليون طالب يتوزعون على نحو 700 مدرسة يعمل فيها 22 ألف معلم ومشرف.
وخلال الأيام القليلة القادمة يتوقع أن تجتمع الأونروا مجدداً مع عدد من الدول المانحة لحثها سريعاً على تقديم المساعدات المالية، حيث من الوارد أن يجتمع المفوض العام للأونروا بيير كراهينبول بممثلي الدول العربية والأجنبية خلال هذا الأسبوع الجاري.