صيف عمّان 2015... بانتظار حلول لأزمة مرورية متكررة

صيف عمّان 2015... بانتظار حلول لأزمة مرورية متكررة
الرابط المختصر

 

في وقت الذروة، يجوب شوارع العاصمة عمان نحو مليون و700 ألف سيارة، لا يختلف سائقوها على ضرورة إيجاد حلول سريعة للأزمة المرورية في مختلف مناطق العاصمة، وخصوصا مع حلول فصل الصيف، وقدوم الوافدين والسياح إلى المملكة.

 

 

يستشعر المتابع لتصريحات إدارة السير وأمانة عمان عن الخطط المستقبلية لحل أزمة السير، بالإضافة لبعض الخطوات العملية كوضع إشارات على بعض الدوائر الرئيسة وعمليات تنظيمية أخرى جرت مؤخرا، استعداد الجهتين الأكثر جدية بالمقارنة مع السنوات السابقة لإيجاد حلول ناجعة تحد من أزمة السير خلال الصيف، إضافة لحلول أخرى على المدى الطويل.

 

 

إلا أن مختصين في هذا المجال يرون في السائق نفسه وما يصدر عنه من سلوكيات خاطئة ومخالفة للقوانين، سببا رئيسيا ومهما، لن تستطيع أي خطوات تنظيمية أخرى أن تطغى على دوره في تأمين الراحة والأمان في شوارع العاصمة.

 

 

ورغم اعتبار الكثير من رواد السيارات في العاصمة عمان مراقب السير سببا إضافيا يزيد من مشكلة الأزمات المرورية، واعتراف آخرين أنهم يلتزمون بالقوانين المرورية عند تواجده في المكان، إلا أن الناطق باسم إدارة السير الرائد جلال رحاحلة يشير إلى توجه لتفعيل دوره وزيادة عدد رقباء السير كواحدة من أبرز ملامح خطة مواجهة أزمات السير في الصيف.

 

 

ويؤكد رحاحلة على دور رقيب السير المهم في الحد من الأزمات، من خلال منعه الوقوف العشوائي والاصطفاف في الأماكن غير المسموح بها، وتحرير المخالفات بحق مرتكبيها، ومراقبة حركة السير وتحويل المسارات، أو إغلاق بعضها بهدف الحفاظ على انسيابية المرور والتخفيف من حدة الأزمات.

 

 

أخلاقيات الشارع

 

جدلية تعاطف بعض المواطنين والمسؤولين مع أصحاب البسطات والأكشاك، واعتبار آخرين أنهم سبب في زيادة الأزمة المرورية وإعاقة حركتهم، حسمتها أمانة عمان من خلال تكثيف حملات إزالة المخالفات والعوائق على جوانب الطرق والأرصفة، وحملات إزالة البسطات، إضافة الى تشديد الرقابة على خدمة الإصطفاف "الفاليت باركنج" غير المرخصة، بحسب مدير الإدارة المشتركة في الأمانة المهندس محمد الفاعوري.

 

ويشير الفاعوري الى أن الرقابة الآلية من خلال الكاميرات ستسهم برفع مستوى الانسيابية المرورية.

 

 

ويعتبر رئيس الجمعية الأردنية للحد من حوادث المرور المهندس نزار العابدي سلوك الأفراد عاملا رئيسيا يزيد من الأزمات، ومنها عدم الالتزام بالوقوف الصحيح على التقاطعات المرورية بالرغم من وجود إشارات على بعض هذه التقاطعات، حيث تقوم مركبات بإغلاق أحد المسارب المتجهة إلى اليمين أو اليسار ما يتسبب بحدوث أزمات.

 

 

ويرى العابدي أن الحلول التي بدأت الأمانة بتطبيقها كاستبدال الدواوير بإشارات، حلول إيجابية تسهم في الحد من الأزمات وزيادة انسيابية حركة السير، مشيرا إلى أن الحل الأمثل يتمثل بشبكة طرق دائرية "الإشعاعية"، من خلال تحويل التقاطعات المرورية إلى أنفاق وجسور، وشق الطرق المتعامدة والمتوازية مع الطرق الرئيسية.

 

حلول على مستوى "الشبكة"

 

 

من جهته أرجع رئيس النقابة العامة للعاملين بالنقل البري محمود المعايطة سبب أزمة السير في شوارع العاصمة إلى عدم وجود شبكة نقل عام بمستوى جيد، مبيننا أن الخطط التي توضع لمدة شهر أو شهرين هي خطط زمنية قصيرة تسهم في التخفيف من حدة الأزمات، إلا أن المشكلة تحتاج لحلول أكثر عمقاً.

 

 

فيما يوضح خبير النقل والمرور في نقابة المهندسين ابراهيم عاصي أن مشكلة الأزمات في عمان لها عدة أسباب، حلول بعضها قصيرة المدى، مثل عدم توافر مصفات في الشوارع، وبعضها الآخر يحتاج إلى وقت طويل مثل عدم توفر شبكة نقل عام بمستوى جيد.

 

ويشير عاصي إلى توجه الأمانة لربط نظام التاكسي بنظام اتصال موحد، كأحد الحلول السريعة المساهمة في تخفيف أزمات السير.

 

 

من جهته أوضح مدير المدينة في الأمانة المهندس فوزي مسعد ان الأمانة تعمل بالتعاون مع إدارة السير على تفعيل دور معاونين السير في شوارع العاصمة، و تخصيص مواقف تحميل وتنزيل لوسائط النقل العام في وسط البلد في كل من شارع الهاشمي وطلال وفيصل، الأمر الذي سيحد من سلبيات الوقوف المتكرر لهذه الوسائط.

 

 

وبحسب مسعد فمن المتوقع أن تقل مدة الانتظار والوقوف على الدوار الثامن، بعد تركيب الإشارات، بنسبة 80%  لحظة تفعيلها، حيث كانت تتراوح مدة الوقوف من 10-15 دقيقة، ويتوقع أن تصل إلى دقيقتين كحد أقصى على غرار تجربة إشارات الدوار السابع.

 

 

ويضيف مسعد أن الأمانة ستقوم بتعميم تجربتها بتركيب الإشارات على الدوار الخامس والسادس معاً، خلال الأسابيع القليلة المقبلة كحل مروري متكامل، إضافة إلى أن فصل شارع المدينة المنورة بجزيرة وسطية مخصصة للمواقف ضمن ارتدادات المحلات، سيعمل على التخفيف من أزمة السير بنسبة جيدة، في حال التزام المواطنين بالقوانين.

 

 

وكانت وزارة النقل بالتعاون مع الجهات المعنية قد أعلنت عن خطة لتحسين النقل العام بهدف ربط محافظات المملكة بمداخل المدينة، حيث سيتم تشغيل خدمة باصات التردد السريع ومترو الأنفاق في عمان، إضافة إلى قطار خفيف في مدينة إربد.

أضف تعليقك