رياح "عاصفة الجنوب" تقلق الأردن

رياح "عاصفة الجنوب" تقلق الأردن
الرابط المختصر

 

انطلقت الحملة العسكرية لقوى المعارضة السورية في مدينة درعا، والمسماة بـ"عاصفة الجنوب"، ضد القوات النظامية، ليظهر معها حجم الخطر الذي من الممكن أن تشكله على الأردن اليوم، أو مستقبلا، في حال تعقد خارطة القوى المسيطرة على المناطق القريبة من الحدود الأردنية.

 

العملية التي تدور رحاها على مسافة قريبة من الحدود الأردنية السورية أدت يوم الخميس الماضي إلى مقتل مواطن أردني وإصابة 3 آخرين، إثر سقوط قذيفة من الأراضي السورية على مدينة الرمثا، وهو ما زاد من حجم القلق على الأضرار البشرية التي قد تقع في حال تكرار هذه الحادثة، أو من حجم الضغط الذي قد تشكله على حدودنا الشمالية في حال استمرارها.

 

وما زالت نتائج "عاصفة الجنوب" مجهولة وخاصة بتعقد مسارها، فبعد أن نجحت قوات النظام السوري في إحباط العملية، أعادت قوى المعارضة إطلاقها، رغم الحديث عن انشقاقات بينها، ومع ذلك يرى المحلل السياسي والمختص في الشأن السوري عامر السبايلة أن هذا السجال بين المعارضة السورية والنظام سيزيد من مخاطر العملية على الأردن.

 

يقول السبايلة "إن تفتت القوى السورية المعارضة المشاركة في "عاصفة الجنوب" بعد أن تصدت لها قوات النظام السوري، سيزيد من الخطر علينا، كما أن استمرار العملية العسكرية قد يزيد من احتمالية تكرار حادثة الرمثا".

 

ويرى السبايلة أن من مصلحة الأردن انتهاء الفوضى على المناطق القريبة من حدوده، موضحا "لا بد من وجود طرف واحد يتعامل معه الأردن على الجانب السوري، ووجود أكثر من قوى تملك سلاحا بعد تفتت المعارضة سيجعل الأردن في حالة قلق دائمة".

 

 

العشائر والثقة الأردنية

ومع أن السبايلة يرى أن بسط الجيش السوري لسيطرته على المناطق القريبة من الحدود من مصلحة الأردن لأن "قوات النظام أثبتت أنها الجهة الوحيدة المنظمة على الساحة السورية والتي يمكن التعامل معها"، إلا أن العشائر السورية التي تقطن بالقرب من الحدود تطرح نفسها على أنها قادرة على القيام بدور تحمي من خلاله أمن الأردن".

 

رئيس مجلس عشائر سورية الدكتور ابراهيم حريري يبين أن تشكيل قوات من العشائر السورية بعد تدريبها في الأردن ونشرها على حدوده من الجانب السوري سيعزز أمن الأردن وينهي الفوضى القريبة من حدوده.

 

ويضيف أن "العشائر السورية هي الجهة الوحيدة التي يمكن للأردن أن تثق فيها الآن، وخاصة بعد تخبط قوى المعارضة، وستسطيع العشائر بعد تدريبها أن تعمل على حماية الأردن".

 

عسكرياً، يؤكد المحلل المختص قاسم صالح أن الأردن قادر على حماية حدوده بدون مساعدة من أي طرف، إلا أنه لا يمكن ضمان عدم تكرار حادثة الرمثا.

 

ويرى صالح أن قرب المعارك يزيد من احتمالية سقوط قذائف قد تكون عشوائية وقد تكون مقصودة.

 

معقبا أن هناك أكثر من طرف يرغب بإرسال رسائل للأردن، وذلك بعد إعلانه تحديدا عن نيته تدريب العشائر السورية.

 

الأردن الرسمي، أكد بدوره أكثر من مرة قدرته على ضبط حدوده ومنع أي خطر محتمل من الوصول إلى أراضيه، مشيرا بعد حادثة الرمثا إلى أنه "يناقش أسلوب الرد المناسب وفق مستجدات المرحلة".

 

ولا يبدو أن الحياد الذي يحاول الأردن إظهاره مقنع بالنسبة لسورية التي ترى أن الأردن "طرف رئيسي" في إطلاق العملية وفي إدخال مسلحين من أراضيه إلى درعا للمشاركة فيها، وهو ما استدعى إرسال سورية رسالة إلى مجلس الأمن، تشتكي فيها الأردن، وتتهمها بالتورط في "عاصفة الجنوب" بالتنسيق مع السعودية.

 

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الضغط الذي تشكله الأزمة السورية على الأردن وحدوده يزداد يومياً، ما قد يجبر الأردن على اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الشأن.