ذوي المعتقلين السوريين من مطلب الإفراج إلى حق معرفة المصير

ذوي المعتقلين السوريين من مطلب الإفراج إلى حق معرفة المصير
الرابط المختصر

تعدّ قضيةُ معرفة مصيرِ المعتقلين السوريين، في سجون النظام السوري، من أهم وأكثر القضايا التي تشغل ذويهم من اللاجئين السوريين في الأردن، فالحرية لذويهم من المعتقلين أسمى ما يرجونه، إلا أن حق المطالبة بحرية المعتقلين، لم يبق كأولوية مقابل معرفة مصيرهم المجهول.

أحد ذوي المعتقلين اللاجئ عامر يتحدث لـ "سوريون بيننا" أن هم العائلة الوحيد الآن، هو معرفة مصير خاله المعتقل منذ عام ونصف، بعد أن باءت جميع محاولات الإفراج عنه بالفشل، ولم يستطيعوا معرفة أي معلومة عن مصيره حتى الآن.

ويضيف عامر أنهم تعرضوا لعملية احتيال على يد أحد المحامين، فقد دفعوا مبلغ أربعة آلاف دينار أردني لمحام سوري بهدف معرفة مصير خاله، لكن ذلك كان دون جدوى، فلم يعرفوا مصير خالهم، ولم يكن هناك ضمانات لاسترداد المال.

 

مصير المعتقلين أصبح من أهم الأولويات، يؤكد اللاجئ والمعتقل السابق في السجون السورية إقبال، فهو الآن يعلم يقينا حجم المعاناة التي مرت عائلته بها في الفترة التي قضاها في المعتقل، بسبب مصيره المجهول، واليوم ابن عم إقبال معتقل ولا تعلم العائلة عنه أي شيء.

 

ذوي المعتقل عمر قدموا إلى الأردن بعد اعتقال ابنهم، ويروي أخوه أحمد أنهم دفعوا خمسين ألف دولار أمريكي لأحد المحامين المقربين من السلطة في دمشق، كي يتم نقل ابنهم من المعتقلات في المراكز الأمنية إلى سجن مدني ليعلموا مصيره ويضمنوا بقاءه حياً.

وفي ذات السياق يقول اللاجئ شادي، أنه تعرف على أحد السماسرة السوريين المقربين من النظام، اتفق معه على مبلغ 1000 دينار أردني، مقابل معرفة أي معلومة عن والده المعتقل منذ ثلاثة شهور في سوريا، دفع نصف المبلغ مقابل سماع صوت والده.

 

إلا أن السمسار لم يفِ بالاتفاق، حسب شادي، ولم يعلم أي شيء عن مصير والده، فالسمسار بات يتهرب ولا يجيب على اتصالات شادي المتكررة، ولم يستعد شادي المبلغ المدفوع، ولم يستطع حتى المطالبة به، خوفا على مصير والده المعتقل.

 

الأخصائية النفسية الدكتورة سناء الفروخ توضح لـ"سوريون بيننا" أن ما يهم ذوي المعتقلين في الوضع الطبيعي هو خروج أبنائهم، لكن الخبرات السلبية المتتالية التي تعرض لها اللاجئون من ذوي المعتقلين ولدت لديهم حالة من فقدان الأمل واليأس بخروجهم.

وتضيف الفروخ أن حالة اليأس هذه هي حالة طبيعية عايشوها، نتجت عن تكرار الفشل في الإفراج عن المعتقلين، مما كرس لديهم الشعور بأن خروج ذويهم المعتقلين أصبح شيئاَ مستحيلا، إلا أن الحاجة لمعرفة مصيرهم تبقى كضرورة لوضع نهاية لمعاناتهم.

أعطى القانون الدولي الصليب الأحمر الحق في إيجاد تواصل لذوي المعتقلين مع أبنائهم ومعرفة مصيرهم، والتواصل معهم بشكل دوري، كما يقول المحامي والمختص في القانون الدولي الدكتور جمال الضمير، لكن النظام السوري لا يلتزم بذلك.

 

وفي ذات السياق تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر خدماتها في الأردن للاجئين السوريين، للبحث عن ذويهم من المعتقلين والمفقودين، كما تقول الناطقة الإعلامية في اللجنة الدولية هلا شملاوي، حيث يُقدَّمُ الطلب لمكاتب الصليب الأحمر وبشكل مباشر في العاصمة عمان أو في المخيمات.

ومنذ اندلاع الأزمة في سورية حتى نهاية عام ،2014 وثق "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا" 59508 معتقلا بالزمان والمكان وتاريخ الاعتقال، منهم 56714 ذكور، و1668 إناث، و1401 من الأطفال ويصل العدد الفعلي للمعتقلين السوريين إلى 215 ألف معتقلا.

 

أضف تعليقك