حزبيون في ندوة لراديو البلد يحذرون من انخراط الأردن في "سايكس بيكو جديد"
حذر حزبيون في ندوة نظمها راديو البلد يوم الأحد من انخراط الأردن في "مشروع سايكس بيكو جديد" في المنطقة العربية يبدأ في تدريب عشائر سورية وعراقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
أمين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب أكد خلال الندوة التي جاءت تحت عنوان "الدور الأردني ما بين أولوية الاستقرار أم الاصلاح" أن المنطقة العربية تواجه مؤامرة عنوانها "جغرافيا سياسية جديدة للمنطقة"؛ ضمن مشروع جديد لتفتيت المنطقة وتأسيس حرب طائفية، "فالحديث عن تسليح العشائر السورية والعراقية من قبل الأردن يساهم في حرب طائفية ويزيدها اشتعالاً".
ويؤكد ذياب أن رفع الراية الهاشمية مؤخراً في يوم الجيش مرتبط بدور جديد للأردن، ويأتي في إطار دور وظيفي جديد لها.
أمين عام حزب حشد عبلة أبو علبة تؤكد بدورها أن ما يسمى باعادة تقسيم المنطقة ورسم الحدود فيه خطورة بالغة على مصائر الشعوب، وهو مدخل شرعي لإدامة الاقتتال الداخلي.
وترى أبو علبة أن ما يحصل بالمنطقة العربية هو نتيجة سياسات وتدخلات من قبل الدول الغربية للاستيلاء على النفط وطرق المواصلات، مستفيدة من "هشاشة المكونات الاجتماعية والمدنية والسياسية في المنطقة".
وتحذر أبو علبة من التوغل في موضوع تدريب العشائر العراقية والسورية لما يعود بالضرر على الأردن ووحدتها.
وتقول، إن "الملف الداخلي وضع جانباً على حساب هذه التنظيمات ومحاربتها".
فيما يرى القيادي في الحركة الإسلامية سالم الفلاحات أن العشائر العراقية والسورية ليست متفقة على التسليح، وأن هذا يقود إلى تنفيذ مخطط لتدمير المنطقة العربية.
"ما يجري من رفع رايات لمحاربة الارهاب هو تهيئة لإخراج إسرائيل من ورطتهم في تشكيل دولة يهودية، دفع ثمنها العراق وسورية ومصر ويُطلب من الأردن دفع هذا الثمن لصالح استقرار المشروع الصهيوني بحجج واهية" يقول الفلاحات.
ويتفق الكاتب والاعلامي العراقي سعد الكناني بوجود مخطط لإعادة صياغة اتفاقية سايكس بيكو جديدة للمنطقة العربية، إلا أنه يؤكد أن تدريب العشائر العراقية ليس وليد صدفة، وإنما طلب من العشائر السنية في المنطقة.
ويبرر الكناني تدريب العشائر بقول "التدريب يأتي لمحاربة منابع التطرف داخل العشائر، وهو دعم لاستقرار العراق، فاستقرار الأردن من استقرار العراق.
"العقيدة القتالية لدى التنظيمات الارهابية لا تقف عند حد معين، فهي لا تعترف بالحدود، والأردن مستهدف بالنسبة لهم، والأردن كدولة من دول التحالف ملتزم بشكل دولي وأخلاقي في محاربة الإرهاب والتطرف" يقول الكناني.
ويتوقف تمدد التنظيمات الارهابية بحسب الكناني؛ على مدى جدية التحالف الدولي في محاربة التنظيمات، وموقفها من هذه التنظيمات، ومدى فاعلية التيارات السياسية في مواجهة تمدد هذه التنظيمات.
رؤية أخرى يطرحها الكاتب إبراهيم عبد المجيد القيسي؛ بقوله "الدولة الأردنية معنية بأن لا يصل هذا الخطر لها، وموضوع الحدود هو الموضوع الأهم في ظل توافق مصلحة القوى المعادية مع مطالبات الاصلاح".
"قفز الأردن في خندق متقدم في محاربته للارهاب، هو أمر يحسب له، كما ويسجل للآداء الأردني تعامله مع متطلبات الثورات التي انطلقت في المنطقة العربية، فاستطاع بجميع مكوناته أن يتعامل مع الوضع" يقول القيسي.
الاصلاح أم الاستقرار
وحول ملفات الإصلاح في الأردن تؤكد أبو علبة أن ملف الإصلاح في الأردن طويَّ في المرحلة الحالية لصالح عناوين سياسية في العالم العربي واصفة إياها "بالسياسة الرسمية الخاطئة".
وتوضح "عندما نضع ملف الإصلاح جانباً، وكأننا لم نتعلم من تجربة الدول العربية التي جاءت نتيجة انعدام العدالة والإصلاح، فالمطلوب تصويب الوضع ولفت انتباه الجهات المسؤولة بأن هذه السياسة خاطئة، ووضع الاصلاح شريطة الاستقرار".
وتكمن مواجهة التحديات الواقعة على الأردن من جانب الدول العربية لدى أبو علبة؛ بالعمل على تماسك المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
فيما يرى ذياب أن عملية تخيير الشعب الأردني بين الاصلاح والاستقرار ما هي إلا "تضليل له".
ويوضح ذياب أسباب تراجع الحراك الشعبي المطالب بالاصلاح بقوله "التراجع يأتي لعملية الردة في الاصلاح على المستوى الحكومي، عدا عن السياسة الأمنية في التعامل مع الحراك، والتباينات داخل مكونات الحراك الشعبي وغياب برنامج جامع بينهم، وآخرها الاستخدام المضلل من قبل الدولة للظروف الصعبة التي تعيشها دول الجوار، لتخلق الدولة هذه الثنائية (الاصلاح أم الاستقرار)".
وهو ما يؤكدة الفلاحات أيضاً بقوله "الحديث عن عملية الاصلاح في الوقت الحالي لم يعد مطروح، رغم استجابة الأردن للحنين الشعبي في بداية الربيع العربي".
ويبرر التراجع عن الاستجابة للمطالب الشعبية في الأردن بالانحناء للواقع العربي والدولي.
ويعتبر الفلاحات أن تجاهل الأنظمة العربية للمطالب الشعبية استنبت التنظيمات الارهابية والتطرف.
على الجانب الآخر؛ يؤكد القيسي أن أي بلد تقع تحت تهديدات إرهابية يطغى ملف الأمن ليصبح الأولوية لديها.
"نحن ما زلنا نعيش انفلاتات في دول مجاورة، لكن الأردن استفاد من هذه التجارب" يقول القيسي.
وهو ما يؤكد الكناني بقوله "الأردن انطلق من اصلاح حقيقي متدرج وهو أحد عوامل استقرار الأردن".
يشار إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من الندوات والمناظرات التي ينظمها راديو البلد في المحافظات منذ عام 2010.