جبهة الجنوب السوري وطبول الحرب السياسية

جبهة الجنوب السوري وطبول الحرب السياسية
الرابط المختصر

أثارت تصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، عن فتح جبهة جديدة في الجنوب السوري ضد "الإرهاب" بمشاركة أردنية، باب الجدل حول هذه العمليات ومدى جدية الولايات المتحدة بخوضها.

 

الكاتب فهد الخيطان، يرى أن الانطباع بأن الجبهة السورية الجنوبية، ستشهد عمليات عسكرية واسعة، ليس دقيقا بالكامل، موضحا أن تصريحات كارتر تتحدث عن عمليات تنطلق "من الجنوب" وليس "في الجنوب".

 

ويضيف الخيطان أن الجبهة الجنوبية ليست خارج نطاق العمليات ضد تنظيم "داعش"؛ فهي كانت وما تزال بوابة لهجمات منسقة ضد أهداف إرهابية في عمق الأراضي السورية، غير أن بعض المتغيرات اللوجستية والحسابات العسكرية، هي التي دفعت إلى التفكير بتوسيع نطاق العمليات في مناطق دير الزور والرقة ومحيطهما من جهة الجنوب.

 

أما الحد الفاصل بين الأردن وسورية، فسيبقى، على الدوام، خط عمليات بامتياز، تتولى فيه قوات حرس الحدود والأجهزة الاستخبارية التصدي لمحاولات تسلل الإرهابيين وتجار المخدرات والسلاح، ورصد تحركات المجموعات المسلحة، وضمان عدم تمركزها في نقاط قريبة من الأراضي الأردنية، بحسب الخيطان.

 

ويشير إلى أن تصريحات القادة العسكريين على الجانب الأميركي، تظهر أن اللجوء إلى الجبهة الجنوبية كبديل، لم يحسم بعد، بانتظار نضوج التوافقات مع روسيا من جهة، والتأكد من قدرة المجموعات المسلحة التي تقاتل "داعش" في الميدان على شن هجمات فعالة.

 

ويؤكد الكاتب أن من مصلحة الأردن خوض المواجهة الحاسمة مع الإرهابيين في الرقة ودير الزور من اتجاه الجنوب، لسد طرق الهروب نحو حدودنا.

 

نجح بالون الاختبار الذي أطلقه وزير الدفاع الأميركي «اشتون كارتر» في خلط أوراق النزاع السوري و فتح باباً واسعاً للتأويلات فيما يتعلق بتدخل كبير وشيك في «جنوب سوريا» بموازاة المعركة المشتعلة في «حلب» و الأنباء عن تقدم تحرزه قوات النظام السوري هناك.

 

أما الكاتب صفوت حدادين،  فيذهب إلى أن تطورات الجبهة الجنوبية منوطة بسير مفاوضات "جنيف"، واستجابة الروس والنظام السوري لمخرجات الاتفاقات الأميركية الروسية.

 

ولا توحي المعطيات الحالية، بحسب حدادين، بأن الجبهة الجنوبية مقبلة على الاشتعال، لأن النظام السوري و الروس فهموا الرسالة الأميركية جيداً و ظهر ذلك جلياً من خلال تأكيد حضور النظام السوري لمفاوضات جنيف.