توجهات ملكية لتعزيز دور القيادات العسكرية

توجهات ملكية لتعزيز دور القيادات العسكرية
الرابط المختصر

ربط محللون الرسالة التي وجهها الملك عبدالله الثاني إلى رئيس هيئة أركان القوات المسلحة مشعل الزبن، بسعي ملكي لتعزيز دور المؤسسة العسكرية عبر خطة عمادها "استقطاب قيادات ذات كفاءة عالية إلى القوات المسلحة بدايةً ثم إلى القطاع المدني".

 

الخطة الملكية ستبدأ بإعادة النظر "بمنهجية التجنيد ومسار الخدمة العسكرية للضباط"، وهو ما فتح الباب أمام احتمالية إعادة خدمة العلم، ولكن بأسس جديدة، كما يرى الكاتب والمحلل الصحفي عمر كلاب.

 

يقول كلاب "هُناك طموح ملكي لإعادة دور الجيش في البناء الاجتماعي، وذلك يبدأ من خلال تذويب الفروقات المجتمعية عبر مؤسسة وطنية، ولا يوجد أفضل من الجيش لتحقيق هذه الغاية".

 

وجاء في رسالة الملك أن سبب طلب إعادة النظر بمنهجية التجنيد والخدمة العسكرية وذلك يتمثل بـ"ترسيخ روح المواطنة والانتماء الصادق الأصيل، واكتساب الخبرات والمهارات، واستغلال القدرات والطاقات في الإبداع والتميز، بالتلازم مع التحلي بروح الانضباطية والكفاءة والالتزام بالقيم والمثل العليا بمسؤولية وطنية، وبما ينعكس على أداء وفعالية منتسبي القوات المسلحة، إعداداً وتأهيلاً وتنظيما".

 

وردا على رسالة الملك، أعلن رئيس هيئة الأركان مشعلن الزبن، إطلاق برنامج فرسان المستقبل "الذي يوفر مسار خدمة مرحلية للمتقدمين من خريجي الجامعات، للانضمام إلى البرنامج كضباط، لمدة خمس سنوات، بعد اجتياز جميع مراحل الاختيار".

 

ويضيف كلاب بأن "أهمية إعادة الدور الاجتماعي للمؤسسة العسكرية تأتي لأهمية إعادة السيطرة على النشاز والتفرقة الاجتماعية والشرخ الوطني، والذي لا يمكن أن يتحقق دون دمج كل الشباب في مؤسسة وطنية جامعة".

 

"إلا ان ذلك يحتاج إلى إعادة النظر في سلم الرواتب والتسلسل الإداري داخل المؤسسة العسكرية، لتصبح جاذبة لأصحاب الكفاءات في المجتمع"، بحسب كلاب.

 

ويبدو أن إعادة استحداث وزارة الدفاع في شهر آب من العام الماضي كان خطوة تمهيدية لهذه الخطة، حيث أكدت رسالة التكليف الملكية لرئيس الوزراء عبد الله النسور، أن استحداث الوزارة يجب أن يضمن الاستفادة من خبرات وطاقة المتقاعدين من القوات المسلحة في "شتى المجالات".

 

العسكري السابق والنائب الحالي محمد العبادي، يختصر هدف الملك من الخطة الاستراتيجية بقوله " هُناك طموح ملكي لتحويل الجيش إلى أكاديمية كبرى لصناعة القيادات الوطنية".

 

ويرى العبادي أن كوادر القوات المسلحة أثبت قدراتها القيادية داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، وهو ما يجعل الملك يعول عليها لخلق قيادات جديدة تخدم الأردن في المستقبل.

 

فـ"الانضباطية العالية والوطنية هي خصائص الشخصية القيادية التي يمكن أن تنتجها المؤسسة العسكرية، وهي القيادات التي يمكن التعويل عليها مستقبلاً"، يقول العبادي.

 

أما عن الأهداف في المدى القصير للاستراتيجية الجديدة، فيقول كلاب إن "القوات المسلحة بحاجة لصيغة داخلية جديدة وبخاصة مع المجهود الذي تبذله داخلياً وخارجياً، وذلك من الممكن أن يتم عبر إعادة النظر في ترفعيات الضباط ورواتبهم بما يتلاءم مع مجهوداتهم".

 

و"ليس من المنطقي أن يكون راتب افراد القوات المسلحة الأدنى في المنطقة وأدنى من وظائف أخرى في الدولة، رغم احترافية الجيش"، بحسب كلاب.

 

ولطالما حظيت المؤسسة العسكرية باهتمام ملكي منذ تأسيس الدولة، حيث تعتبر واحدة من أسباب الاستقرار الذي يتميز فيه النظام مقارنةً بدول الجوار، وهو ما تؤكده الرسالة الملكية التي جاء فيها "القوات المسلحة محط رعايتنا واهتمامنا الدائم، لها منا كل الدعم تعزيزاً لدورها".