تدوير النفايات... ثقافة لم تدخل بيوت عمّان
قد لا يخطر ببال الكثيرين منا مدى خطورة المخلفات الخارجة من منازلنا يومياً في كيس واحد، نلقي به داخل "الحاوية" الكبيرة أحيانا، أو على جانب طريقنا في حال لم يتوافر لدينا حل آخر، حيث يجهل معظمنا الأثر السلبي لهذه النفايات مجتمعة على البيئة والصحة العامة وحتى الاقتصاد.
وتعرف المخلفات المنزلية بأنها مجموع القمامة الناتجة عن الأنشطة المنزلية، وتنقسم إلى نفايات عضوية مثل بقايا الطعام وغير عضوية مثل البلاستيك والمعادن وغيرها، وتشمل النفايات الخطيرة كالنفايات الطبية والإلكترونية.
الخبير البيئي الدكتور كمال خضير يؤكد أن الضرر النائج من التخلص العشوائي من النفايات المنزلية خطير على البيئة وعلى صحة الإنسان بشكل أو بآخر.
وتتحلل المواد العضوية في البيئة بشكل سريع، إلا أن تكدسها يتسبب بمكاره صحية وتكاثر الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض، إضافة إلى انتشار الغازات السامة مثل أحادي أكسيد الكربون وغيرها، والتي تسبب أمراض الجهاز التنفسي والربو، بحسب خضير.
كما أن التخلص العشوائي من النفايات السائلة كمياه التنظيف والغسيل والتي تحتوي على مواد كيماوية قد تصل مع مياه الأمطار إلى المياه الجوفية وتؤدي إلى تلويثها و تلويث التربة.
ويضيف خضير أن عدم تدوير النفايات والتخلص منها بشكل عشوائي له أثر اقتصادي من حيث أنها موارد كان من الممكن الاستفادة منها كالورق والكرتون.
ويشير خضير الى أهمية تغيير النظرة النمطية التقليدية حول النفايات، حيث يرى كثيرون أنها مهملات تم استخدامها ويجب التخلص منها، فيما تتلخص النظرة الإيجابية المجدية بأهمية إعادة استخدامها أو تدويرها بحيث تكون موردا خاما، يمكن توليد الطاقة منها.
ويطرح خضير حلولاً لكيفية التخلص السليم من النفايات في ظل عدم وجود مشروع وطني متخصص لفرزها، أولها التقليل من النفايات قدر الإمكان وتخزين المخلفات بطريقة صحيحة من حيث تجميع النفايات العضوية معا، والنفايات الخطيرة بوضعها بأكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق.
من جهتها أكدت مديرة دائرة التخطيط البيئي في أمانة عمان المهندسة أروى الحياري، أن الأمانة تعمل من خلال سلسلة من المبادرات التي أطلقتها على مدار 4 سنوات والمستمرة حتى الآن على نشر الوعي والتثقيف بكيفية إعادة تدوير النفايات وعدم التخلص منها بطريقة عشوائية.
وبينت الحياري أن هذه المباردات استهدفت 100 مدرسة حتى الأن وهو الأمر الذي أسهم في نشر الوعي والتأثير على أهالي الطلبة.
وحول مشاريع الأمانة في مجال فرز النفايات، ،شارت الحياري إلى إطلاق الأمانة لمشروع جمع وفرز النفايات الإلكترونية مؤخرا، ومشروع الفرز الورقي بالتعاون مع وزارة البيئة، إضافة لمشروع الأمانة بإنتاج غاز الميثان من النفايات في مكب الغباوي.
وأكدت الحياري على ضرورة تظافر الجهود من كافة الجهات لإنشاء مشروع وطني لفرز النفايات، في وقت حصلت فيه مدينة عمان على المركز الثاني في مجال صحة البيئة "الوعي البيئي" ضمن جائزة منظمة المدن العربية والتي أعلن عنها آذار الماضي.
منسقة مبادرة إعادة تدوير النفايات المنزلية التابعة لمركز معاً نزرع بسمة، كوثر كريشان، تؤكد على أهمية نشر الوعي في هذا المجال من خلال ورش العمل والدورات التدريبية.
وأشارت كريشان إلى أن المبادرة قامت بتدريب سيدات من المجتمع المحلي على كيفية إعادة استخدام المخلفات المنزلية بطريقة يستفاد منها وتدر دخلاً على أصحابها، الأمر الذي يسهم في التقليل من حجم النفايات، وبالتالي تخفيف ضررها على البيئة وتحقيق النفع المادي.
وينتج يومياً من مدينة عمان نحو 2500 إلى 3000 آلاف طن من النفايات المنزلية، فيما كان يصل حجم المنتج إلى 1.9 ألف طن في عام 2012.
إستمع الآن