العنوسة.. أرقام استوجبت كسر العادات و التقليد

العنوسة.. أرقام استوجبت كسر العادات و التقليد
الرابط المختصر

لم تقف العادات و التقاليد أمام تطور طرق الزواج وتعددها؛ فمع ارتفاع نسب العنوسة أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي و طلبات الزواج المدفوعة مسبقا أساليب جديدة لإيجاد شريك الحياة.

 

لم تمانع تمارا 35 عاما من تقديم طلب زواج لأحد الجمعيات لإيجاد زوج مناسب لها, فبمبلغ خمسون دينارا ثمنا للطلب استطاعت تقديم المواصفات الخاصة بها، وبالشريك المطلوب، والمرجو الحصول عليه من المتقديمن والذين لجؤوا لنفس الآلية بحثا عن زوجة.

 

وتقول تمارا إنه لم يكن أمامها الخيارات المناسبة؛ للإرتباط بالشخص المناسب, بالإضافة إلى أن الانشغال بالتعليم و العمل ساهم بتأخر زواجها.

 

في حين اعتبرت العشرينية هبة السعدي أن هذا الأسلوب في الزواج غير كفء و يعتبر استغلال لحاجة الشباب لا سيما المتأخرين عن الزواج, بنظرها يجب التعارف المسبق بين الطرفين لتقييم كلٍ منهما الآخر، و تقدير إن كان يصلح للارتباط أم لا.

 

وتفضل هبة الطرق التقليدية في الزواج كونها الأكثر انسجاما مع العادات و التقاليد السائدة، لاسيما بمشاركة الوالدين و الأهل.

 

ويوضح رئيس جمعية تيسير سبل الزواج الخيرية سعيد الرزي أن عمل الجمعية منظم و مرخص من قبل وزارة التنمية الاجتماعية،  وهو بعيد عن الاستغلال و الاستغفال، مشيراً إلى أن الجمعية قامت بتنظيم عملية البحث عن شريك بعد أن كانت عملية عشوائية غير مرخصة  تعتمد على ما يسمى "الخطابة" .

 

ويضيف الرزي، يتم تقديم الطلب مقابل مبلغ مالي يعتبر المصدر الوحيد الذي يدعم خدمات الجمعية , حيث يتم كتابة بيانات المتقدم، ومواصفاته، بالإضافة إلى مواصفات الشريك المطلوب, ليتم بعدها تجميع الطلبات بملف خاص، و عرضه على بقية المتقدمين الذين كانت نسبة الذكور منهم أكثر من الإناث.

 

و وصل سن الزواج لدى الذكور إلى 29 عاما, أما الإناث 28 عاما, بالإضافة إلى وجود 100 ألف فتاة غير متزوجة تجاوزت أعمارهن30 عاما، هذا ما أكدته دراسة خاصة لجمعية العفاف، في حين أظهرت نتائج التعداد السكاني لدائرة الإحصاءات العامة لعام 2015 أن حوالي 45% من الذكور في عمر 31 سنة فأكثر لم يتزوجوا مقابل 35% من الإناث.

 

وترتفع نسبة الذكور غير المتزوجين  في الفئة العمرية من 20 – 24 لتصل على 89,62% وفي عمر 25 – 29 لتصل إلى 56,79% لتعاود الإنخفاض في الفئة العمرية 30 – 34 لتصل إلى 24,38%, ووصلت إلى 12,17% في الفئة العمرية 35 – 39 وقلت بعد ذلك في الفئات العمرية الأخرى.

 

فيما كانت النسبة للإناث في الفئة العمرية 20 – 24  58,67% وفي الفئة العمرية 25 – 29 وصلت النسبة إلى 25,46% في حين وصلت في الفئة العمرية 30 – 34 إلى 15,02% أما الفئة العمرية 35 – 39 وصلت إلى 12,07% وبعد ذلك تنخفض النسبة بنحو 3,09% في أعمار الأكبر.

 

و يرجح مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد السرحان الأسباب الأساسيىة لهذه الأرقام إلى الظروف الاقتصادية، والمتمثلة بمتوسط الدخل و ارتفاع أجور الزواج, بالإضافة إلى المغالاة في المهور والتباهي في حفلات الزواج.

 

ويشير السرحان إلى أن انتشار التعليم الجامعي ساهم في ارتفاع و تحديد سن الزواج؛ موضحاً أن انهاء الدراسة الجامعية أصبح سن إجباري قبل الوصل إلى سن الزواج.

 

وتعتبر التوعية و تثقيف" بحسب السرحان بمقدمة الحلول التي يجب تكاتف جميع الجهات المعنية لاتخاذها, فالوعي الصحيح  بأهمية الزواج و بناء الأسرة و تقليل أجور الزواج سيساهم في حل المشكلة اجتماعيا واقتصاديا. على حد تعبيره.

 

ويقترح، يجب على المجتمع أن يستشعر المسؤولية لحل هذه القضية، و على الشخصيات العامة و ووجهاء العشائر أن يكونوا قدوة حسنة لأفراد المجتمع في خفض المهور و تقليل تكلفة الزواج، و على أفراد المجتمع دعم الجمعيات والمبادرات المعنية بتسهيل الزواج لضمان عدم اللجوء إلى طرق غير صحيحة أو جمعيات غر موثوقة.

 

ويطالب السرحان بتوفير صناديق لدعم المقبلين على الزواج في بعض المؤسسات، والنقابات بالإضافة إلى صناديق يساهم فيها ميسوري الحال في العوائل الكبيرة و العشائر لتزويج أبناء العشيرة غير القادرين ماديا.

 

ويرى الإخصائي النفسي باسل الحمد أن الأنماط التقليدية في الزواج مازالت منتشرة، رغم انتقال مجتمعاتنا من مجتمع زارعي بدوي إلى آخر أكثر حداثة, حيث تعتبر موافقة الوالدين والأسرة شرط أساسي وإن تعارف الطرفان بشكل فردي.

 

ويعتبر الحمد أن وجود مؤسسات تقديم خدمة البحث عن شريك ستوفر فرص جديدة للتعرف و الزواج لم تكن موجودة في البيئة الاجتماعية الضيقة، والتي ينتج عنها فضاء اجتماعي مغلق ودائرة تعارف محدودة مما يسبب أغلب حالات العنوسة.