العلاقات الأردنية الإيرانية بعد "عاصفة الحزم"... تكسير جليد أم بناء ثقة؟

العلاقات الأردنية الإيرانية بعد "عاصفة الحزم"... تكسير جليد أم بناء ثقة؟
الرابط المختصر

 

بعد أيام قليلة من بداية "تكسير الجليد" الأردني الإيراني، المتمثل بالتواصل الدبلوماسي الملموس لأول مرة منذ 20 عاما، جاءت مشاركة الأردن في حملة "عاصفة الحزم" العسكرية بجانب دول خليجية والتي استهدفت الحوثيين حلفاء طهران في اليمن، منذرة بإمكانية زعزعة هذا الشكل الجديد من العلاقة.

 

 

وكان الأردن قد بدأ بالدفع نحو شكل علاقات جديدة مع إيران بعيد إعادته سفيره إلى طهران لأول مرة منذ عقدين من الزمن، وتبعها بزيارة رسمية لوزير الخارجية الأردني ناصر جودة بداية آذار حمل فيها رسالة من الملك عبدالله الثاني، ثم الخطوة الملكية التي تمثلت بمعايدة الملك للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني، بمناسبة عيد النيروز.

 

 

ودعا الأردن إيران إلى تبني الحوار مع الجامعة العربية لمناقشة الملفات الإقليمية التي تواجه الجميع خلال هذه الفترة ولا سيما "الحرب على الإرهاب"، وأكد حينها جودة أن الأردن لم يتقرب من إيران، معتبرا ذلك عملية اتصال دبلوماسية فقط.

 

 

الحكومة الأردنية بدورها قالت قبل أيام من الضربة العسكرية للحوثيين إن انفتاحها نحو إيران يأتي ضمن سعيها للانفتاح على الجميع لمناقشة الملفات الإقليمية، وتأكيداً على سياستها الدائمة بالوقوف على حياد، بحسب وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني.

 

 

محمد صبيحي الكاتب في صحيفة الدستور غير متفائل بمستقبل الانفتاح الأردني الإيراني، قائلاً "الأردن حمل مجموعة من الرسائل إلى إيران ولعب فعلاً دوراً دبلوماسياً لإيصال مجموعة من الرسائل السياسية لطهران حول ضرورة وقف تدخلاتها في المنطقة، وبخاصة في سورية واليمن، إلا أن مشاركة الأردن في "عاصفة الحزم" قضت تماماً على هذا الانفتاح، فقد كانت مجرد زيارة واحدة وانتهت".

 

 

ولا يرى صبيحي أن الأردن كان مجبرا على الدخول في تحالف "عاصفة الحزم"، معتبرا أنه قرار واعٍ ومستقل، مرجعا ذلك إلى تهديد وجود الحوثيين في الحكم باليمن المصالح الاستراتيجية للأردن، في

حال استطاعوا السيطرة على باب المندب الذي يصل البحر الأحمر بخليج العقبة، باعتباره المنفذ البحري الوحيد للملكة.

 

 

الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب يبدو أكثر تفاؤلاً من صبيحي، مؤكدا أن المبادرة الأردنية لم تحصل على الوقت الكافي لتتحقق، وخاصة مع إصرار دول الخليج على توجيه ضربة للحوثيين بعد سيطرتهم على الحكم باليمن ورفضهم المطلق للحوار.

 

 

ويشير كلاب إلى أن التواصل الدبلوماسي الأردني الإيراني لم يهدد، إنما ومع بداية قبول الحوثيين لفكرة الحوار قد تكون هناك فرصة للأردن للعب دور دبلوماسي في هذا الشأن.

 

 

وتزامن ذلك مع تصريح السفير الإيراني في عمّان مجتبى فردوسي لموقع عمون الإلكتروني الذي أكد فيه أن علاقة الأردن وإيران في تطور، وأنها تمر الآن في مرحلة "بناء الثقة"، مؤكداً أنهما يعيشان مرحلة تجاوز المعيقات التي تعترض طريق هذه العلاقات.

 

 

وستكون الفترة المقبلة حاسمة لشكل العلاقة بين إيران والأردن، التي ستحسمها الخطوات التي سيتخذها الحوثيين والمشاركين بعاصفة الحزم.