استخدام المواد البلاستيكية.. مخاطر على الصحة والبيئة

استخدام المواد البلاستيكية.. مخاطر على الصحة والبيئة
الرابط المختصر

لا يكاد يخلو نشاط من الأنشطة اليومية الاعتيادية من استخدام المواد البلاستيكية، خصوصا الملامسة للأغذية، دون الالتفات للمخاطر الصحية التي تتسبب بها مثل هذه المواد.

 

وللحد من هذه المخاطر، أقرت المؤسسة العامة للغذاء والدواء تعليمات جديدة لتصنيع مواد التعبئة والتغليف المعدة للتلامس مع المواد الغذائية والتي نشرت في الجريدة الرسمية قبل أيام.

 

ويوضح مدير الغذاء في المؤسسة الدكتور محمد الخريشا بأن التعديلات تناولت كافة المواد المعدة لتغليف الأغذية بتحديد مواصفات معينة لهذه المواد بما يضمن عدم تفاعلها مع الأطعمة بشكل سلبي يؤثر على الصحة العامة للإنسان.

 

ومن بين هذه التعليمات الزام  مصنعي مواد التعبئة والتغليف المعدة للتلامس مع الغذاء بوضع عبارة "صنف غذائي" او رمز الغذاء المتعارف عليه على العبوات الزجاجية للمنتج أو المنتج نفسه إن امكن،

 

وحول استخدام المواد البلاستيكية المغلفة للخبز أو الأطعمة، يشير الخريشا إلى أن الأكياس المستخدمة يجب أن تحمل رمز الصنف الغذائي إذا كانت ملونة، أما الأكياس البيضاء أو الشفافة فهي لا تشكل أي ضرر على المواد الغذائية .

 

فيما يحذر الخريشا من استخدام الأكياس أو المواد البلاستيكية السوداء، داعياً المواطنين إلى التواصل مع المؤسسة في حال وجود هذه الأكياس في المتاجر.

 

هذا وأنتجت المصانع خلال العام الماضي نحو 4 مليارات كيس بلاستيكي مطابق لمواصفات السلامة العامة التي اقرتها الوزارة بحسب الخريشا.

 

من جهته يؤكد المختص البيئي الدكتور عبدلله الزعبي، أن  استخدام الأكياس البلاستيكية لتعبئة المواد الغذائية الساخنة كالخبز يشكل خطرا على صحة الإنسان، والتي يجب الاستعاضة عنها بالأكياس المصنوعة من الكتان.

 

ويوضح الزعبي بأن البلاستيك يحتوي على مادة الديوكسين الكيميائية التي تتسبب بأمراض السرطان وخصوصا سرطان الثدي، مشيرا إلى أهمية معرفة طريقة استخدام هذه المادة لتجنب اخطارها حيث يوجد نحو 7 إلى 8 أنواع من البلاستيك مصنفه بحسب المادة المصنعة لها .

 

مخاطر على المحيط البيئي

 

لا يقتصر خطر المواد البلاستيكية على صحة الإنسان بشكل مباشر، إذ يتعدى ذلك للتأثير على البيئة المحيطة، فالبلاستيك مادة عضوية وشبه عضوية تحتاج لفترات زمنية طويلة ليتحلل في البيئة الطبيعية.

 

فعلى سبيل المثال، تحتاج قارورة المياه الصغيرة لنحو 325 عام لكي تتحلل في الظروف الطبيعية، فيما تحتاج الأكياس البللاستيكية بحسب سمكها من 5 إلى 50 عاما.

 

بدء استخدامه في عام 1907 ، ويحتاج الى فترات زمنية طويلة ليتحلل في البيئة الطبيعة فعلى سبيل المثال

وتتعدد أخطار ومضار التلوث البيئي بالبلاستيك حيث أن تلوث التربة بالمواد البلاستيكية يؤدي إلى تشكيل طبقة عازلة تفصل التربة عن مياه الأمطار في الجزء العلوي، ما يحول دون حصولها على المخصبات والمياه اللازمة.

 

كما تؤثر المواد البلاستيكية سلباً على المحاصيل الزراعية لأنها تشكل طبقه عازلة بين التربة وجذور النباتات الزراعية، فيما يشكل تواجدها في المناطق الساحلية خطرا كبيرا يهدد الكائنات البحرية.

 

وفي حال حرق هذه المواد تنطلق منها أكاسيد الكلور والكربون التي تؤثر سلبا على طبقة الأوزون، إضافة إلى ما يصدر عنها مركبات غازية و أحماض ومركبات سامة.

 

فيما يعد تدوير البلاستيك من أبرز وسائل التخلص منه بطريقة سليمة وصحية دون الإضرار بالبيئة، إضافة إلى أهمية استخدام البلاستيك الناتج من عملية التدوير بإنتاج مواد لا يتعامل معها الإنسان بطريقة مباشرة لتلافي الأضرار الصحية الناجمة عنها.

 

مبادرات لمواجهة مخاطر استخدام البلاستيك

 

انطلقت خلال السنوات الماضية، مجموعة من الحملات والمبادرات التي تهدف لزيادة الوعي بمخاطر استخدام المواد البلاستيكية، ومنها مبادرة "رد الجميل".

 

مؤسسة المبادرة حنان قنديل، تشير إلى أنها تسعى لإشراك المجتمع في التوعية والحد من الأثر البيئي السلبي للبلاستك والنفايات المنزلية، وذلك من خلال إعادة تصنيع واستخدام المخلفات البلاستيكية والزجاجية والمعدنية.

 

وتضيف قنديل بأن المبادرة التي انطلقت عام 2011، عملت على  تدريب وتوعية ربات البيوت في محافظة معان كمرحلة أولى، على كيفية إعادة استخدام المخلفات المنزلية وخصوصا البلاستيكية وتحويلها إلى  قطع فنية للاستخدام المنزلي كتصميم أحواض زراعية.

 

من جهته، يؤكد مؤسس مبادرة جمع الأكياس البلاستكية جواد الجعافرة، أن مبادرته التي انطلقت في عام 2010 أسهمت ولو بشكل بسيط بنشر الوعي بين فئات المجتمع.

 

ويوضح الجعافرة بأن الحملة وزعت أول مرة 3000 كيس على السائقين بهدف تجميع كافة النفايات البلاستيكية وغيرها، لافتا إلى أن تجميعها في كيس واحد يسهم بالتقليل من انتشارها وسهولة جمعها في مكان واحد.

 

معاني الرموز والأرقام

 

تحمل العلب البلاستيكية عادة رموزاً محددة كالمثلث الذي يشير إلى إمكانية إعادة تدويرها، إضافة إلى  وجود أحرف تشير اختصارا إلى المادة الأساسية المكونة للقطعة البلاستيكية.

 

وتصنف المواد البلاستيكية المستخدمة بالعبوات والمغلفات رقميا ما بين 1-5، حيث يعني الرقم 1 أنها آمنة وقابلة للتدوير، إلا أن استخدامها يكون لمرة واحدة، لتصبح بعد ذلك مادة سامة، فيما يعني الرقم 2، أن المادة آمنة وقابلة للتدوير، ولكنها لا تستخدم للأغذية.

 

أما الرقم 3، فيعني أنها مادة ضارة وسامة ويقتصر استخدامها على مواسير السباكة والستائر، ويعني الرقم 4، أن المادة آمنة نسبيا ةقابلة للتدوير، وتستخدم لصنع علب الاسطوانات المدمجة وبعض القوارير وأكياس التسوق.

 

ويعني الرقم 5، أن المادة من أفضل أنواع البلاستيك ويستخدم لأكثر من مرة ولا يتأثر بالحرارة مثل قوارير المياه، فيما يُنصح بالتعامل بحذر مع المواد البلاستيكية المستخدمة للأطفال خصوصاً زجاجات الرضاعة التي يجب ألا تكون ملونة وتحمل الرمز BPA .