أعمال السيدات في المنازل.. "اقتصاد الظل" المهمّش

أعمال السيدات في المنازل.. "اقتصاد الظل" المهمّش

تبدي سيدات تخوفهن وعدم رغبتهن بخوض "مغامرة" إنشاء محلات تجارية لأعمالهن المنزيلة البسيطة، التي يقتتن منها، ويساهمن من خلالها برفد أسرهن بمردود دخل إضافي.

 

هؤلاء السيدات اللواتي يعملن في منازلهن بمهن مختلفة كالخياطة وصناعة الحلويات والصابون والأجبان والعطور، وتربية الأطفال والتجميل، لجأن لهذه الطريقة من العمل إما لعدم قدرتهن عن تأسيس وفتح محلات تجارية لارتفاع كلف الإيجار والضرائب والترخيص والكهرباء، أو لعدم قدرتهن على ترك منازلهن، الأمر الذي دفعهن إلى طرق أبواب العمل غير المنظم دون أي ضمان لحوقهن أو تأمين مستقبلهن ومستقبل أسرهن.

 

سعاد خالد، ترى أن أهم مشكلة تواجههن تتمثل بتسويق منتجاتهن، إذ تعمل في أشغال القش، إلا أن الترويج لهذه المشغولات يقف عائقا أمامها.

 

وتؤكد أم محمد السيد والتي تعمل في تصنيع الصابون، أن هذه الفئة من النساء يحصلن على تدريب من مؤسسات مجتمع مدني مختلفة، دون تعلمهن لمهارات التسويق وآلية الديمومة، مما اضطر عددا كبيرا منهن إلى التراجع وإيقاف العمل في هذه المشاريع التي لم تر النور سوى فترات قصيرة.

 

من جانبها، تقول عضو الهيئة الإدارية في جمعية ربات البيوت التابعة لمركز التوعية والإرشاد الأسري في الزرقاء زهى مرابحة، إن مئات السيدات يلجأن للعمل من داخل المنزل لتجاوز مشكلة تركهن لمنازلهن لساعات طويلة بهدف إيجاد مصدر دخل جديد يساعد في تحمل أعباء المعيشة الصعبة.

 

وتشير مرابحة إلى العشرات من قصص النجاح لفتيات حولن هذه التجارة البسيطة إلى محلات ومنتجات كبيرة لها اسمها ومكانتها في السوق التجاري.

 

وتضيف مرابحة بأن الجمعية تعمل على تدريب النساء على عدة مهن ليبدأن العمل من منازلهن، إضافة إلى تعريفهن على آلية التسويق والمحاسبة، وأسس السلامة العامة لتفادي أي مشاكل يمكن أن تقع  بها السيدات أثناء عملهن.

 

ويقدر خبراء اقتصاديون حجم إسهام عمل المرأة في القطاعات غير المنظمة، أو ما يسمى باقتصاد الظل، بنسبة 30% من اقتصاد المملكة، فيما يلفت الصحفي والمحلل الاقتصادي معاذ فريحات، إلى غياب دراسة رسمية أو أرقام واقعية لنسبة عمل المرأة من المنزل.

 

ويؤكد فريحات دور كافة أفراد المجتمع لتظافر الجهود لتأمين بيئة داعمة لهذه المشاريع، لما ترفده من دخل كبير في اقتصاد الدولة، من حيث التمويل والتسويق والاستمرارية والحماية القانونية والمهنية، مطالبا بتوفير أدنى حقوق لهذه الفئة من ضمان اجتماعي وتأمين صحي وتأمين من إصابات العمل.

 

بدوره يشير الناطق الإعلامي باسم مؤسسة الضمان الاجتماعي موسى صبيحي، إلى إدراك المؤسسة لأهمية هذه الفئة العاملة في القطاع غير المنظم، موضحا أنها تقوم بالشراكة مع كافة المنظمات النسوية، بعمل حملات توعية للسيدات بضرورة اشتراكهن اختياريا بالضمان الاجتماعي، لحمايتهن وضمان مستقبلهن  وتأمينهن ضد إصابات العمل.

 

ويشدد صبيحي على ضرورة تحمل الدولة لمسؤوليتها بتحويل هذا القطاع إلى قطاع منظم، عن طريق تسهيل إجراءات الانتقال من العمل في المنازل، خلال فترة أقلها 5 سنوات، وتخفيض الضرائب وتقديم التسهيلات المالية، والدعم المالي لهن.

أضف تعليقك