كيف كان الأثر النفسي وضغوطات العمل على العاملات في القطاع الصحي خلال جائحة كورونا

الرابط المختصر

كانت لجائحة كورونا التي أصابت العالم في بدايات عام 2020 تأثيرات هائلة على شتى مناحي الحياة وطرق العيش في مختلف أرجاء العالم، ولم ينج من تأثيرات هذه الجائحة أحد تقريبا سواء الرجال أو النساء أو الأطفال، وصولا إلى المنظمات والمؤسسات العامة والخاصة والدول في شرق العالم وغربه.

وضرب الفيروس كل شيء في حياتنا، ولكن هل كانت للجائحة تأثيرات على بعض الفئات الاجتماعية أكثر من غيرها؟ كالعاملات في القطاع الصحي من الامهات؟

الممرضة القانونية نسيبة أبو شهاب -والتي تعمل في مستشفى الجامعة الاردنية ، وهي أم لطفل في الصف الرابع الأساسي – قالت إنها واجهت صعوبات عدة في عملها في القطاع الصحي أثناء جائحة كورونا .

وأضافت أبو شهاب إن من أبرز الصعوبات التي واجهتها هي التنقل من وإلى المستشفى قبل إصدار التصاريح الخاصة للعاملين في القطاع الصحي ، مما اضطرها إلى إبراز الهوية التعريفية لتجنب المسائلة القانونية . 

وأكدت مدى حجم الضغوطات النفسية التي واجتها بعد انتشار فايروس كورونا، حيث انها تتعامل مع والديها الطاعنين في السن، وأن لها طفلا في المرحلة الاساسية ، مما جعلها تخاف من انتقال الفايروس لهم .

وأشارت أبو شهاب أن من الجدير ذكره هو وفاة احدى زميلاتها في العمل بسب فايروس كورونا، مما زاد الضغط النفسي عليها.

من ناحية أخرى ذكرت أبو شهاب حجم المعاناة التي عاشتها كونها أم لطفل في المدرسة، حيث أوضحت أنها كانت تقوم بدور المعلم في المنزل بعد عودتها من عملها كممرضة، بسبب ضعف التعليم عن بعد في تلك الفترة.

من جهته قال الدكتور سعد جابر –وزير الصحة في فترة جائحة كورونا– أن تعطيل الحياة الاجتماعية كان من أكبر الضغوطات التي عانت منها المراة في الجائحة، مؤكدا على دور المراة في مكافحة المرض بسبب الوعي الكبير الذي يمتلكنه.

وأضاف جابر أن النساء العاملات في القطاع الصحي كُنَّ من اكثر الاشخاص عرضة الاصابة بالفايروس وخاصة فنيات المختبرات العاملات في وزارة الصحة.

وأشار جابر إلى أنه تم اعطاء العاملات في القطاع الصحي جميع العلاوات تقديرا لجهودهن، حيث انه تم توقيف جميع العلاوات لموظفي القطاع العام في تلك الفترة.

وبين جابر مدى التخوفات التي كانت تصيب النساء سواءا خوفهن من فقدان الوظيفة او نقل الفايروس لأسرهن.

على الصعيد العالمي، تشكل النساء 70% من العاملين في القطاع الصحي والاجتماعي.

تلعب النساء دورًا غير متناسب في الاستجابة للمرض، بما في ذلك دور العاملات في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية (وكذلك مقدمات الرعاية في المنزل وقادة المجتمع والقائمين بالتعبئة). 

في بعض البلدان، تبلغ نسبة الإصابة بعدوى كوفيد-19 بين العاملات الصحيات ضعف نظرائهن من الذكور.

ما تزال النساء يتقاضين أجورًا أقل بكثير من نظرائهن من الرجال في جميع البلدان تقريبًا ويقللن مناصب قيادية في قطاع الصحة. الأقنعة وغيرها من معدات الحماية المصممة والمقاسة للرجال تجعل النساء أكثر عرضة لخطر التعرض للاصابة بالفايروس. 

يأتي هذا التقرير في إطار الشراكة بين راديو البلد و جمعية معهد تضامن النساء الأردني لمشروع متحدون في مواجهة العنف ضد المرأة والفتيات أثناء وما بعد جائحة كورونا الممول من صندوق الأمم المتحدة الاستنمائي UNTF.