أمهات يستذكرن تحديات وتربية الأطفال خلال كورونا
في ظل جائحة كورونا، تستذكر العديد من الأمهات التحديات التي واجهنها في التأقلم مع الظروف الجديدة والموازنة بين حياتهن الاجتماعية ومسؤوليات تربية وتعليم الأطفال. لقد تركت تلك الفترة أثرًا كبيرًا على حياتهن اليومية، حيث ازدادت الضغوط النفسية وبرزت تحديات اجتماعية غير مسبوقة. ومع ذلك، وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهتهن، استطاعت الأمهات إيجاد حلول مبتكرة لتحقيق التوازن بين مختلف الأدوار والمسؤوليات التي تفرضها تلك الأزمة.
إيمان ربة منزل لديها ثلاثة أطفال،قالت أن فترة جائحة كورونا فترة عصيبة لما واجهتها من تحديات ومشاكل وصعوبات ما بين الموازنة في تربية وتعليم الأطفال والاهتمام في حياتها الاجتماعية والشخصية هذا ما وصفته الأم إيمان في ما مرت به في جائحة كورونا.
واكملت حديثها بأن المرحلة التي مرت بها في جائحة كورونا كانت عصيبة لما واجهت فيها من تحديات وصعوبات ومشاكل ، وهذا بدوره شكل لديها ضغوط نفسية وتوتر وقلق ،مبينة انها واجهت صعوبة بالتكيف ومواجهة هذه المسؤوليات الكبيرة من اهتمام بالأطفال ومتابعتهم في التعليم وأن تقوم لهم بفعاليات وأنشطة ليفرغ الطفل عن طاقاته الداخلية ولاسيما الاهتمام في غذائهم ودوائهم ، إضافة إلى مهامها المنزلية الأخرى وكثرة هذه المهام جعلها تعاني من هذه الضغوطات النفسية والتعب الجسدي والإرهاق مما نتج عنه أيضا الابتعاد عن حياتها الاجتماعية والشخصية.
فيما تروي سجى تجربتها وهي معلمة في احدى المدارس الخاصة قائلة بأن جائحة كورونا أثرت سلبًا على حياتها العملية والاجتماعية ، حيث وجدت صعوبة في الموازنة ما بين مسؤوليتها في المنزل والعمل ، لافتة إلى أن الجائحة سببت لها ارهاق جسدي ونفسي ، حيث كانت تجد صعوبة في إعطاء الدروس لطلبة المدارس عبر التعليم عن بعد وبين الاهتمام بتدريس أبنائها والقيام بواجباتها المنزلية .
أشار الخبير التربوي والنفسي علي الخضور، أن الأمهات لهم دور كبير في التربية والتعليم وبالأخص الأطفال الصغار ،و الذي يتوجب عليهم البدء في حياتهم الدراسية من رياض الأطفال إلى المدرسة الأساسية و ثم المدرسة الثانوية ومن ثم المرحلة الجامعية ،مبينا أنه بطبيعة الحال حين يتم توجيه الأطفال إلى المؤسسة التعليمية والتربوية يتم التخفيف من العبء على الأمهات لكثرة المهام العالقة على الأمهات.
وتابع أن في ظل جائحة كورونا الذي يعد ظرف طارئ ، الذي فرض على الدولة اغلاق المدارس وتحول التعليم عن بعد للطلبة ، حيث أصبح الدور الأكبر على الأم والمسؤولية الأكبر في الاهتمام والموازنة ما بين تعليم وتربية أطفالها ومسؤلياتها في المنزل، مشيرا إلى أن هذه المشكلة شكلت عبء وضغوط نفسية كبير على البيت والامهات.
وأوضح الخضور أن الأمهات لا يصلون إلى مرحلة من الضغوط النفسية والتوتر والقلق إلا بوجود أطفالها في البيت وتحمل أعباء ومسؤولية رعاية ابنائها ،وبناء على ذلك هذا الدور والمسؤولية المهمة يشكل عبء على الأمهات مؤثرا على حياتهم الاجتماعية، موضحا أن تأخذ الحياة الاجتماعية للأمهات شكلها الطبيعي العمل تارة والراحة تارة ، لكن بوجود هذه المشكلة يتوجب عليها أخذ دور الأم والمعلم في البيت في نفس الوقت و بالتالي سيصبح عليها نوع من الإرهاق للموازنة بين كل هذه المهام.
وأشار الخضور إلى الحلول المقترحة للتخفيف على الأمهات من أعباء مسؤولياتهم في المنزل والموازنة في تربية وتعليم الأطفال في ظل جائحة كورونا منها مشاركة الأزواج في هذه الأدوار للتخفيف عن الأمهات.
وفي السياق ذاته أكد المرشد النفسي محمد عيد الدهون ، أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على نفسية الأمهات خاصة فيما يتعلق بالتوفيق بين التعلم عن بُعد ومسؤولية تربية الأطفال ، لافتا إلى أن العديد من الأمهات واجهن ضغوطات نفسية كان سببها زيادة الأعباء والمسؤوليات الواقعة عليهن في فترة جائحة كورونا حيث كان عليهن التعامل مع متطلبات العمل من المنزل بالإضافة إلى تعليم الأطفال ومتابعة دراستهم خلال التعلم عن بعد .
وبين أن هذا التحدي زاد من مستويات القلق والتوتر لديهن ، حيث شعرت بعض الأمهات بالضغط الزائد لتحقيق التوازن بين توفير الدعم التعليمي لأبنائهن والاهتمام باحتياجات الأسرة اليومية، مؤكدا أن العزلة الاجتماعية الناتجة عن قيود الجائحة جعلت بعض الأمهات يشعرن بالوحدة والانعزال مما أثر سلبا على صحتهم النفسية
وأوضح الدهون أن الأمهات استخدمن طرقا للتكيف واستعادة الاتزان النفسي خلال الجائحة مثل التواصل مع الأصدقاء والعائلة عبر الإنترنت الذي ساعد في تخفيف الشعور بالضغط والعزلة ، مضيفا أن التجربة كانت صعبة للعديد منهن مما تطلب دعمًا نفسيًا إضافيًا لمساعدتهم في التغلب على هذه التحديات.
ولفت إلى أن الأمهات تعاملن مع الفجوة التعليمية الناتجة عن جائحة كورونا بطرق متعددة فالام من اهم اولوياتها في الحياة هي أطفالها، لافتا إلى أن التعامل مع هذه الظروف المستجدة كان لابد على الأم ان تستخدم طرقا مبتكرة للتعامل مع الفجوة التعليمية وتستمر سلسلة التعليم في مسارها الصحيح.
وذكر الدهون أن هناك طرق استخدمتها الأمهات خلال الجائحة ومنها عمل الأمهات جدول أعمالهم اليومية لتلبية احتياجات أبنائهم التعليمية حيث خصصت وقتًا إضافيا لمساعدة الأبناء في الدراسة عن بُعد، مضيفا أن بعض الأمهات استخدمن التكنولوجيا بشكل فعال حيث تم استخدام منصات تعليمية ومشاهدة دروس عبر الإنترنت مثل منصة درسك التابعة لوزارة التربية والتعليم و التطبيقات التعليمية الأخرى لتعزيز فهم واستيعاب المواد الدراسية لدى ابنائهن.
وأكمل حديثه أن بعض الأمهات حرصن على إيجاد بيئة تعليمية ملائمة في المنزل مما ساعد الأطفال على التركيز والتفاعل مع المحتوى التعليمي ، بالإضافة إلى ما سبق كانت هناك جهود لتعزيز التواصل مع المعلمين للحصول على الدعم والتوجيه مما ساهم في تقليل الفجوة التعليمية خلال تلك الفترة ، مؤكدا بأن الأمهات برهن على قدرتهم في التكيف مع الظروف الصعبة مما ساعد في تعزيز تجربة التعلم عن بعد وانجاحها خلال تلك الفترة العصيبة.
يأتي هذا التقرير في إطار الشراكة بين راديو البلد و جمعية معهد تضامن النساء الأردني لمشروع متحدون في مواجهة العنف ضد المرأة والفتيات أثناء وما بعد جائحة كورونا الممول من صندوق الأمم المتحدة الاستئمانيUNTF.