فتح بودكاست "كيف وليش"، الذي يأتيكم من خلال مشروع "كيف وليش" الذي تنفذه شبكة الإعلام المجتمعي – راديو البلد ، ملفًا شائكًا طالما أُحيط بالصمت والجدل، وهو التثقيف الجنسي في المدارس، والذي أعدّه وقدّمه الزميل محمد شنك.
وسلط الضوء على أهمية التثقيف الجنسي كوسيلة وقائية، لا كدعوة لمفاهيم دخيلة، في ظل واقع رقمي منفتح يتيح للأطفال والمراهقين الوصول لمعلومات قد تكون مضللة أو غير مناسبة لأعمارهم.
بين غياب التوعية والمصادر البديلة
شارك عدد من الطلاب تجاربهم الشخصية حول التغيرات الجسدية والنفسية التي رافقت مرحلة البلوغ، مشيرين إلى ضعف التغطية المدرسية لهذا النوع من المواضيع، حيث تحدث بعضهم عن حذف لوحدات دراسية كاملة بسبب الحرج. فيما قال آخرون إنهم لجأوا إلى الإنترنت أو أفراد أكبر سنًا للحصول على إجابات.
من جانبهم، أعرب عدد من الأهالي عن تخبطهم في الإجابة عن أسئلة أبنائهم المرتبطة بالجسد والنمو والعلاقات، نتيجة لتربيتهم المحافظة أو لغياب التوعية في جيلهم، مشددين على ضرورة التحلي بالصبر والانفتاح لتأمين بيئة آمنة للحوار داخل الأسرة.
فجوات كبيرة في المناهج والتدريب
استضاف البودكاست الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة، الذي أكد أن التربية الجنسية تمثل عملية تعليمية منظمة تهدف إلى تزويد الأطفال بمعلومات صحيحة ومناسبة لأعمارهم، في إطار قيمي وأخلاقي يحترم الخصوصيات الثقافية والدينية.
وأضاف النوايسة أن مناهج التعليم الحالية تعاني من فجوات كبيرة، حيث تقتصر غالبًا على الجوانب البيولوجية وتُغفل الأبعاد النفسية والاجتماعية ومهارات الحماية الشخصية. وأشار إلى أن الخوف من تدريس هذا النوع من المواد يعود إلى العادات الاجتماعية، وغياب التدريب الكافي للمعلمين، ما يتطلب برامج تأهيلية ودعمًا مؤسسيًا ومجتمعيًا متكاملًا.
الوعي لا الجهل هو خط الدفاع الأول
اختُتمت البودكاست بالتأكيد على أن التثقيف الجنسي ليس ترفًا أو موضوعًا هامشيًا، بل هو حق أساسي من حقوق الطفل، وأداة لحمايته وتعزيز وعيه بذاته وحدود جسده. وفي ظل التحولات الرقمية والانفتاح الإعلامي، لم يعد بالإمكان تأجيل الحوار أو تجاهله، بل بات من الضروري أن تكون المدرسة والأسرة شريكين أساسيين في عملية بناء وعي صحي وآمن.











































