مهيار ..تحدي نظرة المجتمع لقصار القامة.. ومنصات التواصل نافذة للوصول

عمر مهيار

"لمست جهلاً في التعامل مع قصار القامة في الأردن"، يستعرض الأردني عمر مهيار من قصار القامة وصانع محتوى السفر، تجربة له في الشارع الأردني ويقول "حدّق طفلٌ بمظهري كوني أحد الأشخاص من قصار القامة فقالت له والدته على مسمعي شايف هاي آخرة اللي ما بسمع كلمة أهله".

ويوضح "ما زالت بعض الفئات في المجتمع الأردني تعاني من انحدار في الثقافة الحقوقية"، مؤكداً أنه يجد هذا النقص في كبار السن كما عند الأطفال بل هو عادة موروثة أن يتم الاستخفاف والشفقة على الأشخاص من ذوي الإعاقة، رغم أنه خارج الأردن لم يواجه نظرات سخرية، ولو كانت من طفل فتباشر والدته في تنبيهه وتوعيته أو الاعتذار عن طفلها بطريقة لائقة لا تجريح فيها.

 

ويشرح مهيار مرضه الذي ظهر عليه بعمر العام، من خلال الصور الإشعاعية والذي يبيّن أنه عندما يكبر سيصاب بخطأ بنمو العظام، موضحاً طبيعته "انحراف بالعمود الفقري يؤثر على الطول وعلى طريقة نمو العظام بشكلها الطبيعي". 

 

 

ويوثّق عمر "25 سنة" تجربته في السفر إلى مختلف الدول، متحدياً نظرة المجتمع لقصار القامة وشح الفرص، من خلال القيام بالتحديات التي تخشى الناس القيام بها وتراها مستحيلة لذوي الإعاقة "كتسلق الجبل والقفز على الحبل والقفز من المظلية والغوص".

المستحيل صنع الإنسان 

"عملت سكتشات كنوع من تغيير الروتين على منصات التواصل هدفت من خلالها توصيل رسالة لكل من يعاني من مشاكل نفسية أو جسدية أن هذه الأشياء يجب ألا تمنعه من ممارسة حلمه" ويضيف مهيار أنّ ما يميزه بحسب قوله عدم ذكر وضعه للناس قط، بل يسعى من خلال تصويره "الفلوغات" نشر رسالة مُبطنة مفادها "المستحيل من صنعنا"، وبرأيه أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة هي التفكير بعدم القدرة على القيام بالأشياء التي يرغبون بالقيام بسبب نظرة المجتمع لهم بالعجز.

ويؤكد "في شعوب بتشوفك بطريقة صحيحة بس شعبنا وطريقة تعامله غلط إضافة إلى أنه البيئة غير مهيأة في الأردن إطلاقاً"، وأن سبب تأخره في الجامعة سنة ونصف لأنها غير مهيأة لاستقبال ذوي الإعاقة، بالرغم من أن نسبتهم في المجتمع قرابة 13%.

ويلفت مهيار إلى أن بداية انخراطه في المجتمع كانت صعبة لأن المجتمع من الأساس لم يكن متقبلاً لذوي الإعاقة، ثم بدأت نظرته تتغير بعد الثانوية العامة، من خلال النظر إلى الأشياء التي يتميز بها، بدأ بفهم ذاته أكثر وبقوله هذه أحد أسرار "إيجاد الإنسان لذاته" ثم عمل على تطوير موهبته من خلال تخصصه الجامعي.

 

يواصل حديثه حول دراسته لتخصص علم الرسم الحاسوبي "برمجة ألعاب أنميشن" في جامعة الأميرة سمية، والذي استطاع  من خلاله أن يصنع محتوى خاص فيه على يوتيوب وينتج أفلام قصيرة ودعايات، وأن محبته لتخصصه مستمدة من موهبته في الرسم.

لماذا العزلة ؟

وينوه مهيار إلى أن شخصيته كانت لطيفة في الجامعة واجتماعي مع الجميع، مما كوّن له علاقات جامعية مكنته وعززت دوره أكثر، وكانت أحد خطوات نجاحه الجامعي عندما ترشّح إلى انتخابات مجلس الطلبة وفاز فيها بعدد جيد، وقرر حينها أن الأشخاص المصابين بمشكلة صحية  يجب عليهم أن يبحثوا عن ملاذات آمنة لهم رافضاً مبدأ الانعزال مؤكداً "ليه تنعزل وإنت قادر تنشر تجربتك".

ويعتبر أن منحته لإكمال دراسته في تركيا هي السبب في انطلاقته على منصة يوتيوب، لأنه حينها بدأ يزور الكثير من الأماكن ويوثّقها في الفيديوهات وبأسعار رمزية، ليثبت أن الشخص من ذوي الإعاقة لا يجب أن يكن منعزلاً دوماً.

ويضيف مهيار أن ردة فعل الأهل عند معرفتهم بأن ابنهم من ذوي الإعاقة وكيفية تأهيلهم لشخصيته وطريقتهم في التعامل معه لها تأثير كبير على نشأته وانخراطه في المجتمع، منوهاً إلى أن الشخص من ذوي الإعاقة يجب أن يدمج مع أبناء صفه في المدرسة وفقاً لأسس التعليم الدامج، وأهمية تمكينه في الجامعة بحيث يعتاد المجتمع على التعامل معهم في الأماكن العامة وبيئة العمل، حتى لا تتفاجئوا الناس منه.

 

أضف تعليقك