مطر... أصوات تدعم جيلاً من المكفوفين

شعور بالراحة والطمأنينة ينتابك من أول رشفة قهوة تحتسيها في مقهى مطر عندما تعلم أن جلوسك في المقهى سيكون سبب في إكمال احدهم لمساره التعليمي.

 

بدأت الفكرة بعام 2013 عندما قرر مجموعة من الشباب انشاء مشروع ريادي يخدم مدينتهم اربد،ويقدم دعما للطلبة المكفوفين وضعاف البصر وتوفير خدمات تعينهم على الدراسة،وفقا لنور العجلوني مؤسسة المشروع.

تبين العجلوني أن الطلاب المكفوفين يعانون من عدم توفر كتبهم الدراسية بطريقة برايل وهذا ما يعيق طريقهم لإكمال مسارهم التعليمي.

تسرد العجلوني موقف جعلها هي والمتطوعون يستمرون في العطاء عندما أخبرها حمزة أحد الاشخاص المكفوفين "أنا بدي اروح اكمل اجراءات التسجيل في الجامعة لأنكم موجودين"،.

يعمل في المشروع متطوعين يقوموا بتسجيل الكتب التي يطلبها الكفيف بأصواتهم من داخل بيوتهم وعلى هواتفهم، إضافة لمرافقتهم للكفيف خلال المحاضرات والاختبارات وعند ذهابه للمكتبات العامة.

تشير العجلوني الى أنهم ومع الوقت اكتشفوا طرق جديدة بتحويل الكتب الورقية لنصوص مقروءة تمكن الكفيف من التحكم بها بطريقة افضل.

حصل المشروع على جائزة المبادرات الشبابية والتطوعية في الكويت، و3 منح من صندوق الملك عبدالله الثاني، ومنحة إنجاز، وجائزة بادر التابعة لوزارة الثقافة ، إضافة لمنحة الاتحاد الاوروبي.

عندما بدأ الكفيف حسين البواطي وهو أحد المستفيدين من مطر، 22 عاماً، التفكير بإكمال مساره التعليمي بدأ يبحث عن طرق واساليب ليصل للمعلومات الموجودة في كتبه الورقية.

" كنت بعض الامتحانات أدخلها وأنا مش دارس ربع الكتاب "، البواطي، هذا ما يلخص معاناته قبل الاستفادة من مشروع مطر، ففي البداية أعتمد على تسجيل الكتب بأصوات أقاربه،

ولكن وفقاً للبواطي فأنها كانت عملية متعبه لهم ومهدرة لوقته.

وفي أثناء بحثه في الانترنت عن أحدى مواد التوجيهي وجد مقابلة للقائمين على المشروع وتمكن من الوصول لهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

الأن أكمل دبلوم علوم شريعة إسلامية معتمداً على مطر في وصوله الى الشهادة يقول البواطي إن فريق مطر سجلوا له منهاج التوجيهي كامل بفترة وجيزة.

كانت مساعدتهم الاكبر له في الجامعة فسجلوا له حوالي 35 كتاب، وعدد من الملخصات، وتوفيرمرافقين له أثناء الامتحانات، إضافة لتسجيل بعض الكتب الثقافية التي يحب أن يقرأها.

تجارب متطوعي مطر...

أحمد السواعي أحد المتطوعين القدامى بدأ في التسجيل الصوتي منذ أن كان عمره 18 عاماً، ،ثم عمل بتوزيع الكتب الى أن وصل الى مسؤول قسم التسجيل الصوتي.

يقول سواعي إن الاستفادة من التطوع في مطر إضافة الى كسب الأجر والثواب، يكمن في تكوين خبرة حياتية وعلاقات واسعة داخل وخارج الاردن كون المشروع يشمل أغلب الدول العربية.

أكثر ما يجعل سواعي يشعر بالسعادة هو عندما يرى نتيجة الكفيف وتفوقه، ويذكر لنا قصة أحد المكفوفين عندما كتب الشكر لمشروع مطر في رسالته الماجستير كون مطر رافقه وأستفاد من الخدمات التي يقدمها .

أما براءة الحتة ذات 27 عام أحدى المتطوعين منذ ما يقارب 5 سنوات، تحكي لنا براءة شعورها بالخوف في بداية تطوعها خوفاً من عدم النجاح في هذه التجربة، ألا أن وفق وصفها لمشروع مطر فأنه مختلف ويشبهها؛ إذ أنه اثر بتقوية شخصيتها وتوسع دائرة معارفها.

بدأت الحتة بتسجيل الكتب وثم توزيعها ووصولها الى مسؤولة فريق الطوارئ، وهو فريق ذو كفاءة يتميز بسرعة عالية في إنجاز الاعمال الموكلة له فيتم توزيع الملفات بوقت قياسي.

عند سؤال الحتة عن أكثر المواقف التي أثرت بها خلال تطوعها مع مطر ذكرت أحدى الكفيفات التي رافقتها طوال فترة دراستها الجامعية وتصف شعورها بالفخر بعد سماع كلامها وكلام أمها الذي يلامس القلب، وتحمد الله بأنها جزء من هذا المشروع.

إلى أين وصل مطر؟

 وفقاُ للعجلوني فأن مطر ساعد ما يقارب 700 طالب/ـة مكفوفين ليكملوا مسارهم التعليمي.

ويشير سواعي إلى أن عدد المتطوعين وصل الى ما يقارب 30,000 ، وبتسجيل أكثر من مليون صفحة، مشيراً إلى أن انتاجهم الشهري في الوقت الحالي يصل الى ما يقارب 40 الف صفحة.

ويبين سواعي أن المشروع لم يقتصر فقط داخل الاردن بل شمل مصر، اليمن، المغرب، العراق، سوريا، السعودية، ليبيا، وفلسطين، الجزائر، تونس، والامارات، إضافة لبعض الدول التي أستفاد منها عدد قليل من المكفوفين.

خ

 

أضف تعليقك